ميليشيا جونجويد متهمة بارتكاب جرائم حرب في دارفور وعدد من أقاليم السودان الخرطوم - حذر الرئيس السوداني عمر البشير من المساس بالقوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى كافة، في إشارة إلى ما يسمى بقوات الدعم السريع المعروفة بمليشيا الجنجويد. ودافع البشير في أول تصريحات له بعد إجرائه عملية جراحية، منتصف مايو الماضي، عن قوات الدعم السريع وتحدّى من يثبت أن هذه القوات التابعة لجهاز الأمن والمخابرات ارتكبت تجاوزات بمسارح العمليات العسكرية ضد المتمردين. وحول ما أعلن في صحف الخرطوم في وقت سابق عن محاكمة القوات المسلحة ل300 من هذه المليشيا قال البشير "كل التجاوزات المنسوبة إلى أفراد هذه القوات كانت في ولاية شمال دارفور، وقد وقعت في ظروف معلومة للقيادة وهي كلها قيد الإجراءات القانونية الآن". وكان كل من زعيم حزب الأمة القومي الصادق المهدي، ورئيس المؤتمر السوداني المعارض قد اعتقلا على خلفية انتقادات كانا توجها بها إلى قوات الدعم السريع، ليتم إطلاق سراح المهدي بعد إعلانه الاعتذار عن تصريحاته فيما لا يزال الشيخ يقبع في السجن. الانتقادات الموجهة إلى المليشيا لم تقتصر فقط على أبرز أقطاب المعارضة في السودان فقد وجهت منظمات دولية اتهامات لهذه القوات بارتكابها جرائم حرب في دارفور وعدد من أقاليم السودان. كما دعت دول غربية، على غرار الولاياتالمتحدة الأميركية النظام إلى ضرورة حلها. وتخوض هذه المليشيات رفقة القوات النظامية حربا مع الحركات المتمردة وفي مقدمتها الحركة الشعبية (قطاع الشمال) في كل من إقليم دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان، الأمر الذي تسبب في مقتل العشرات وتشريد الآلاف من المواطنين، فضلا عن الاعتقالات التي ارتفعت وتيرتها في الفترة الأخيرة. وفي هذا الصدد ذكرت منظمة حقوقية إن بلدة لقوري، 27 كلم شمال شرق كادقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان تعرضت، لحصار خانق ضربته قوات البشير انتهى بعمليات مداهمة واعتقالات واسعة بتهمة دعم الحركة الشعبية. وأفادت منظمة حقوق الإنسان والتنمية أن مداهمات واعتقالات للمواطنين العزل تتم من قبل الجيش والأمن في ريفي كادقلي. وأكدت المنظمة أن السلطات اقتادت المعتقلين وأودعتهم الحبس في كادقلي، وذكرت أن الحملة وقعت في أعقاب معركة دلدكو، 25 كلم شرقي كادقلي، التي خسرتها قوات الحكومة وقتل فيها قائد ثاني قوات الدعم السريع حسين جبر الدار. وأوضحت أن حملة اعتقالات واسعة نفذت كذلك في مدن عباسية، رشاد، دلامي وأبوجبيهة، وطالبت بالضغط على الحكومة السودانية لإيقاف استهداف المدنيين والقرى.