مناوي ووالي البحر الأحمر .. تقديم الخدمات لأهل دارفور الموجودين بالولاية    محافظ بنك إنجلترا : المملكة المتحدة تواجه خطر تضخم أقل من الولايات المتحدة    منتخبنا يواصل تدريباته بنجاح..أسامة والشاعر الى الإمارات ..الأولمبي يبدأ تحضيراته بقوة..باشري يتجاوز الأحزان ويعود للتدريبات    لم يقنعني تبرير مراسل العربية أسباب إرتدائه الكدمول    نشطاء قحت والعملاء شذاذ الافاق باعوا دماء وارواح واعراض اهل السودان مقابل الدرهم والدولار    ريال مدريد لنصف نهائي الأبطال على حساب مانشستر سيتي بركلات الترجيح    ركلات الترجيح تحمل ريال مدريد لنصف نهائي الأبطال على حساب السيتي    وزير الخارجية السوداني الجديد حسين عوض.. السفير الذي لم تقبله لندن!    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    سيكافا بطولة المستضعفين؟؟؟    العين يهزم الهلال في قمة ركلات الجزاء بدوري أبطال آسيا    مباحث المستهلك تضبط 110 الف كرتونة شاي مخالفة للمواصفات    شاهد بالفيديو.. بعد فترة من الغياب.. الراقصة آية أفرو تعود لإشعال مواقع التواصل الاجتماعي بوصلة رقص مثيرة على أنغام (بت قطعة من سكر)    مصر.. فرض شروط جديدة على الفنادق السياحية    شاهد بالصورة والفيديو.. ببنطلون ممزق وفاضح أظهر مفاتنها.. حسناء سودانية تستعرض جمالها وتقدم فواصل من الرقص المثير على أنغام أغنية الفنانة إيمان الشريف    ماذا كشفت صور حطام صواريخ في الهجوم الإيراني على إسرائيل؟    قرار عاجل من النيابة بشأن حريق مول تجاري بأسوان    العليقي وماادراك ماالعليقي!!؟؟    مقتل 33899 فلسطينيا في الهجوم الإسرائيلي منذ أكتوبر    الرئيس الإيراني: القوات المسلحة جاهزة ومستعدة لأي خطوة للدفاع عن حماية أمن البلاد    ترتيبات لعقد مؤتمر تأهيل وإعادة إعمار الصناعات السودانية    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    محمد بن زايد وولي عهد السعودية يبحثان هاتفياً التطورات في المنطقة    خلال ساعات.. الشرطة المغربية توقع بسارقي مجوهرات    بعد سحق برشلونة..مبابي يغرق في السعادة    شاهد بالصورة والفيديو.. فتاة تنضم لقوات الدعم السريع وتتوسط الجنود بالمناقل وتوجه رسالة لقائدها "قجة" والجمهور يسخر: (شكلها البورة قامت بيك)    شاهد بالصورة والفيديو.. بأزياء فاضحة.. الفنانة عشة الجبل تظهر في مقطع وهي تغني داخل غرفتها: (ما بتجي مني شينة)    رباعية نارية .. باريس سان جيرمان يقصي برشلونة    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    حمدوك يشكر الرئيس الفرنسي على دعمه المتواصل لتطلعات الشعب السوداني    وزير الخارجية السعودي: المنطقة لا تحتمل مزيداً من الصراعات    محمد وداعة يكتب: حرب الجنجويد .. ضد الدولة السودانية (2)    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الثلاثاء    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    تنسيقية كيانات شرق السودان تضع طلبا في بريد الحكومة    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    أحمد داش: ««محمد رمضان تلقائي وكلامه في المشاهد واقعي»    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تقرير: روسيا بدأت تصدير وقود الديزل للسودان    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    ما بين أهلا ووداعا رمضان    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ليبيا تعود حقاً إلى «ما قبل الدولة».... 20 ألف ليبي هربوا من المعارك إلى تونس خلال 24 ساعة
نشر في السودان اليوم يوم 02 - 08 - 2014

بروكسل -نور الدين الفريضيدخلت ليبيا مرحلة الفوضى التي توعد العقيد القذافي الليبيين الغرق فيها، حين حاول الصمود قبل مقتله في تشرين الأول (أكتوبر) 2011، أمام تقدم الثوار المدعومين جواً بقاذفات الناتو. وبعد ثلاث سنوات على انعتاقها، سقطت بنغازي، عاصمة الثورة الليبية، في أيدي الميليشيات المسلحة فيما يعلو دخان حريق خزانات الوقود سماء طرابلس ويسرع الأجانب ما أمكنهم إلى الفرار. وبذلك تعود ليبيا إلى وضع أسوأ من «عهد ما قبل الدولة»، بحسب وصف دبلوماسي أوروبي رفيع المستوى ل «الحياة». وكانت ليبيا مقسمة إلى ثلاث مناطق وحّدها الاستعمار الإيطالي في 1911. وكل من هذه المناطق التاريخية قابل للتفتت وفق مصالح الميليشيات المسلحة.
وكشف انهيار دولة القذافي، بعد قرن من توحيدها بقرار المستعمر الإيطالي، افتقاد المعارضة قدرة البناء ومحدودية الدور الذي اضطلعت به الأمم المتحدة حيث انسحبت بعد دورة الانتخابات الأولى التي فازت فيها جماعات الإسلام السياسي والمجموعات الليبية المقاتلة التي حرمت قدرات ليبيا من البناء، من خلال قوانين الإقصاء. وتجد ليبيا نفسها اليوم فريسة مجموعات تتفاوت في درجات تشددها العقائدي وتتقاتل من أجل السيطرة على الموارد المالية ومخازن السلاح وحقول النفط والمعابر.
«الحياة» راجعت في شكل منتظم تغير المقاربات للأزمة الليبية مع عدد من كبار الديبلوماسيين في طرابلس وبروكسيل، بشرط عدم ذكر أسمائهم لأنهم غير مخولين الإدلاء بتصريحات صحافية أو للحفاظ على حرية التعليق، باستثناء المبعوث الأوروبي لدول الجنوب بيرناردينو ليون.
وذكر ديبلوماسي ليبي، عمل عقوداً في عهد العقيد القذافي، بأن «حكام ليبيا الحقيقيين هم خليط من الجماعات الليبية المقاتلة وأنصار الشريعة و «الإخوان المسلمين» و «القاعدة»، وأن حكومة السيد علي زيدان ومن خلفه لا تمتلك في الحقيقة أية سلطة، بل إن كل الذين توالوا على رئاسة الحكومة خضعوا لابتزاز الجماعات المسلحة والقبائل». وقد يصف البعض الاستنتاج بالمفرط أو بحنين الديبلوماسي لحكم العقيد القذافي الذي «حافظ أقله على كيان ليبيا الموحد». ويذكر الديبلوماسي الليبي أسماء 13 أو 14 مسؤولاً في مستوى وكيل وزارة ينتمون إلى جماعات «الإخوان» والمجموعات المقاتلة التي انصهر بعضها في حزب «الوطن» الذي أسسه المقاتل السابق في أفغانستان عبدالحكيم بلحاج «حتى أن الوزارات تشتري الأمن من خلال دفع مبالغ هائلة من الأموال للميليشيات في مقابل حمايتها ضد هجومات خصومها». هكذا، على سبيل المثل، اقتسمت المجموعات المسلحة النفوذ وسيطرت على ما تبقى من هياكل إدارية في البلاد. وبلغ الصراع أشده، بين الميليشيات المسلحة، وكل منها يستند إلى قبيلة أو فصيل «إخواني» أو ديني متشدد، في ما يشبه معركة كسر عظم من أجل السيطرة على مطار طرابلس الدولي الذي يمثل أحد المعابر الرئيسية ونقطة التواصل مع الخارج.
وتدور المعارك بين مقاتلي قبيلة «الزنتان» التي تعد من أكبر القبائل في البلاد وبين الميليشيات الإسلامية، سواء في طرابلس أو مصراتة. وتذكر تقديرات أولية أن الخسائر المادية تفوق بليوني دولار هي قيمة الطائرات وتجهيزات الملاحة التي تم تدميرها. وتدمير المطار جزء بسيط من كارثة استهداف مخازن الوقود وشبكات الكهرباء وإمدادات الماء. ولا يستبعد المبعوث الأوروبي بيرناردينو ليون أن تكون المعارك المتواصلة في محيط مطار طرابلس تهدف إلى «الاستيلاء على رمز وطني تتداخل فيه عناصر السيطرة وتوسع النفوذ». ويعتبر بيرناردينو ليون من الديبلوماسيين الذين ترددوا كثيراً على ليبيا من أجل تشجيع الحوار بين الفرقاء. ويلاحظ أن «الحكومة الليبية لا تمتلك مؤسسات وتفتقد قوات الأمن والجيش. لذلك، تجد نفسها أحياناً مضطرة للتفاوض مع الميليشيات مثلما حدث خلال احتلال الميليشيات المنشآت النفطية وموانئ التصدير»، إضافة إلى «تعدد أجهزة السيطرة على الميليشيات والمجموعات الجهادية. وتكاد سلطة الدولة تكون منعدمة في مناطق مثل درنا حيث تمت تصفية ممثلي الدولة».
وعندما تفتقد الدولة احتكار القوة تتلاشى مؤسساتها وتحل محلها الميليشيات والعصابات المسلحة، وهو ما يحدث في أكثر من منطقة. ويقود الفراغ السائد إلى تفكك البلاد. وعبثا حاولت حكومات ليبيا ما بعد الثورة التعاون مع ميليشيات الثوار الذين تضاعفت أعدادهم بعشرات الآلاف منذ سقوط النظام. فالبعض يقدر هؤلاء الثوار بحوالى عشرين ألفاً في الأشهر التي سبقت سقوط العقيد معمر القذافي في 2011. وبدلاً من تقلص عدد المسلحين بعد سقوط النظام، فإن أعدادهم تفوق 50 ألفاً اليوم موزعين بين عشرات المجموعات المسلحة الدينية والقبلية وعصابات قطاع الطرق والجريمة المنظمة.
وكل مهمة أمنية تبدو معقدة بسبب انتشار السلاح، إلى درجة أصبح كل بيت يضم اثنتين أو ثلاثاً من قطع السلاح. ويتحدث بعض الآباء عن فقدانهم السلطة في البيت لأن المراهقين مسلحون. وتروي سيدة ليبية أنها «أصبحت تخاف من أبنائها الثلاثة لأن لكل منهم بندقية كلاشنيكوف». فلا تتجرأ على تنبيه أي منهم بواجب الذهاب إلى الكلية. وأكثر من ذلك، فإن مراهقين يتخلفون عن مقاعد الدراسة ويلتحقون بالميليشيات حيث يحصل المراهق على راتب قد يصل إلى 1000 دولار في الشهر.
وحاولت دول أوروبية تربطها علاقات تاريخية بليبيا (إيطاليا، بريطانيا، الولايات المتحدة، تركيا) مساعدة الحكومات الليبية من خلال تدريب عدد من الضباط والجنود في مجالات من بينها كيفية خضوع القوات المسلحة للسلطة السياسية، لكن النتائج كانت مخيبة للغاية.
وأكد ديبلوماسيان، ليبي وأوروبي، ل «الحياة» أن «عدداً من الجنود الذين تم تدريبهم في الخارج ظلَّ، بعد عودته، يأتمر بأوامر قادة الميلشيات ولا يخضع لقيادة الثكنة». وقدم رئيس الوزراء الأسبق علي زيدان طلباً رسمياً إلى حلف شمال الأطلسي في منتصف 2013 من أجل المساعدة في بناء هيئة أركان عسكرية ووزارة للدفاع. وزار وفد من خبراء الناتو ليبيا مرتين من أجل تحديد أولويات خطة التعاون، لكن الخطة لم تتجاوز مستوى التشاور. ووافق الاتحاد الأوروبي في منتصف 2013 على إرسال خبراء في الشؤون الأمنية لتدريب الكفاءات الليبية على حماية الحدود. لكن تاثير المهمة كان محدوداً للغاية نتيجة تدهور الأوضاع الأمنية، حتى أن الخبراء الأوروبيين أنفسهم اضطروا للانسحاب إلى مالطا في آذار (مارس) الماضي قبل أن يعود نفرٌ قليل منهم. بل إن شحنة من الأسلحة التي استوردتها مؤسسة حماية الخبراء الأوروبيين اختفت في مطار طرابلس. وأكثر من ذلك، فإن «غرفة الثوار» التي اختطفت رئيس الوزراء علي زيدان من فندق «كورنثيا» سلبت الطاقم الأوروبي سترات مضادة للرصاص وهواتف تعمل من طريق الأقمار الاصطناعية، وكان الخبراء الأوروبيون يقطنون في الفندق نفسه حيث يسكن رئيس الحكومة السابق.
وتحولت ليبيا إلى ميدان لكل عمل ميليشياوي أو خارج عن القانون. فيتحرك فيها مقاتلو «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» بحرية ويتزودون بالسلاح. كما يتدرب الآلاف من منتسبي «أنصار الشريعة» التونسيين والجزائريين وبعض الأوروبيين قبل الرحيل إلى مصر، خصوصاً إلى سورية من طريق تركيا أو شمال لبنان، حيث ينخرطون في صفوف «جبهة النصرة» أو «داعش». ويعود بعضهم إلى تونس والجزائر لشن عمليات ضد أجهزة الأمن والقوات المسلحة.
وكان رئيس المجلس التنفيذي الانتقالي الليبي الدكتور محمود جبريل أوجز في سلسلة حوارات نشرتها «الحياة»، أن بلاده «أصبحت تمثل خطراً على نفسها وعلى جيرانها». وها هي اليوم مقسمة بين ميليشيات متحاربة. وأمام تدهور الوضع الأمني لم تجد الدول الغربية التي هبت في 2011 لحماية الشعب الليبي من القذافي «الطاغية» سوى سحب بعثاتها الديبلوماسية بحراً أو براً من طريق تونس، تاركة ليبيا تغرق في الفوضى.
ويلتفت الليبيون من جديد في اتجاه الأمم المتحدة من أجل أن تنخرط في شكل مباشر في مسار إعادة بناء مؤسسات دولتهم. ورأى المبعوثون من دول الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والولايات المتحدة وجامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي في اجتماع عقدوه في 24 تموز (يوليو) 2014 في بروكسيل «الحاجة العاجلة إلى وقف إطلاق النار» بين الأطراف المتحاربة، وأن «تظهر رغبتها في البحث عن حلول وسط». وأشار المبعوث الأوروبي لدول الجنوب بيرناردينو ليون إلى «وجوب أن يطلق البرلمان الجديد مساراً شاملاً يستند فيه إلى المعتدلين من الجانبين من أجل أن يلتقوا في وسط المشهد السياسي مثلما حصل في تونس. وانطلاقاً من الوسط يمكن التدرج نحو بناء حيز سياسي يمكن ليبيا من خوض المرحلة الانتقالية».
لكن الحكومة التي سيشكلها البرلمان ستحتاج قبل كل شيء إلى قوة ردع أمنية وعسكرية تمتلك قدرات نزع أسلحة الميليشيات. وبما أن ليبيا لا تمتلك هذه القوة فإن، المسؤولية ستقع على المجموعة الدولية. وكلما تأخرت هذه عن التدخل العسكري، انزلقت ليبيا أكثر فأكثر في مسار الصوملة.
20 ألف ليبي هربوا من المعارك إلى تونس خلال 24 ساعة
إغلاق معبر رأس جدير الحدودي بعد اشتباكات وفوضى
الآلاف يحاولون أجتياز المعبر الحدودي رأس جدير بعد أن تظاهروا أمس احتجاجا على طول مدة انتظارهم (إ.ب.أ)
رأس جدير: ميمون التونسي - تونس: «الشرق الأوسط»
أفادت مصادر أمنية أمس بإغلاق معبر رأس جدير الحدودي على الجانب التونسي، بسبب حالة الفوضى في ليبيا.
وأوردت وكالة الأنباء التونسية نقلا عن مصادر أمنية أنه تقرر غلق المعبر، أمس، بسبب حالة الفوضى، في الوقت الذي يرابط فيه الآلاف من الليبيين والجاليات الأجنبية المقبلة من ليبيا هربا من أعمال العنف والنزاع بين الميليشيات المسلحة هناك.
وكانت وزارة الداخلية التونسية ذكرت في وقت سابق أن أكثر من ستة آلاف شخص على الحدود حاولوا اقتحام المعبر بالقوة تصدت لهم الوحدات الأمنية والعسكرية، وقد أصيب خلال هذه الأحداث مسؤول أمني رفيع برصاصة طائشة على مستوى الساق من الجانب الليبي.
وكانت مصادر ليبية قد أفادت أمس نقلا عن وزارة الصحة الليبية بمقتل نحو 214 شخصا وجرح 981 آخرين في المعارك التي تدور رحاها منذ ثلاثة أسابيع، بين الميليشيات الليبية المتصارعة داخل مدينتي طرابلس وبنغازي.
وتواصل توافد آلاف الفارين من جبهة الصراع ببعض المناطق الليبية للمنفذ الحدودي برأس جدير من محافظة مدنين التونسية، الذي جرى إغلاقه بعد ظهر أمس من الجانبين التونسي والليبي، مع السماح لليبيين بالعودة إلى ليبيا، الشيء ذاته بالنسبة للتونسيين الراغبين في العودة إلى تونس.
وفي الوقت الذي يجتاز فيه يوميا خلال الأيام الماضية أعداد كبيرة من الليبيين هذا المعبر، الذي يعد من أهم المعابر في أفريقيا، نحو المدن التونسية، وبعد إتمام الإجراءات الأمنية والجمركية المعمول بها في مثل هذه الحالات، يبقي آلاف المصريين عالقين بهذا المنفذ من الجانب الليبي في انتظار الحصول على تراخيص القانونية للمرور نحو مطار جربة جرجيس الدولي الذي يبعد قرابة 208 كلم عن هذا المعبر.
وحسبما صرح به الدكتور المنجي سليم رئيس هيئة الهلال الأحمر بمحافطة مدنين، فإن 633 مصريا غادروا، إلى أول من أمس، مطار جربة جرجيس التونسي الدولي عبر رحلتين جويتين مباشرتين نحو مصر، وانطلقت الرحلة الأولى العاشرة صباحا ليوم الأربعاء، والثانية الساعة الخامسة و26 دقيقة صباحا من نهار أول من أمس، وجرى إيصال المواطنين المصريين على دفعات عبر حافلات جرى اكتراؤها، وتحت حراسة أمنية تونسية.
وأضاف أن أكثر من 15 ألف مواطن مصري ما زالوا عالقين بالمنفذ الحدودي من الجانب الليبي وفي ظروف صعبة، مشيرا إلى محاولة اقتحام بالقوة للتراب التونسي من طرف هؤلاء جرت في مناسبتين؛ الأولى بعد ظهر أول من أمس، مما جعل الأطراف الأمنية الليبية تستعمل الرصاص، هلك على أثرها سبعة مواطنين مصريين، والمحاولة الثانية للاقتحام بالقوة حدثت صباح أمس، وبسبب إصابة طائشة أصيب عنصر أمني تونسي، وجرى نقله إلى المستشفى بمدينة بن قردان لمحافظة مدنين لتلقي الإسعافات، وإصابته ليست بالخطيرة.
واقترح الدكتور المنجي سليم على السلطات المصرية أن تفكر في إجلاء مواطنيها بواسطة باخرة تنطلق من الميناء التجاري بمدينة جرجيس من محافظة مدنين، الذي يبعد 81 كلم عن الحدود التونسية - الليبية لتجنيب هؤلاء طول معاناة الانتظار، وتبقى الكلمة الأخيرة للسلطات المصرية المسؤولة.
علي صعيد آخر، تواصل يوم أمس وصول آلاف الليبيين للمنفذ الحدودي برأس جدير، للتوجه نحو المدن التونسية، وأغلب هؤلاء يرفضون الإدلاء بتصريحات عما يجري داخل التراب الليبي.
وأمكن ل«الشرق الأوسط» الالتقاء بمواطن ليبي رفض الكشف عن اسمه، وأشار إلى أن الانفلات الأمني سيد الموقف ببعض المناطق القريبة بمطار طرابلس الدولي، وبالمطار نفسه، نتيجة المعارك التي تدور منذ فترة بين المجموعات المسلحة المتنازعة، وفي مدينة بنغازي هرب أيضا آلاف الليبيين متجهين نحو المدن التونسية انطلاقا من المنفذ الحدودي رأس جدير، مشيرا إلى أنه بقي ساعات طويلة في الانتظار حتى سمح له نظرا للأعداد الكبيرة من الليبيين الذين وصلوا مثله إلى هذا المعبر.
وعبر عن أمله في أن تنتصر لغة الحوار والعقل بين المجموعات المسلحة حتى يعيش المواطنين الليبيين في أمان، وإن حدث العكس، فإن مستقبلا مظلما ينتظر بلاده.
وتجدر الإشارة إلى أن العدد الإجمالي من الليبيين الذي اجتازوا الحدود التونسية خلال 24 ساعة الماضي تجاوز 20 ألف ليبي نحو المدن التونسية، وأن عدد الذين عادوا إلى ليبيا ليس الكبير، نظرا لاستمرار التوتر الأمني.
كما عرف هذا المعبر، وعلى غرار الأيام الماضية، ومنذ تأزم الوضع الأمني ببعض المناطق الليبية، عبور كثير من سيارات الإسعاف والناقلة للمرضي الليبيين الذين تتطلب وضعيتهم التدخل العلاجي في تونس.
وأكد مصدر من وزارة الصحة العمومية التونسية أن المؤسسات الصحية العمومية التونسية لم تستقبل أي جريح ليبي، وأن هؤلاء يتجهون إلى المصحات الخاصة بالمدن التونسية. وإضافة لسيارات الإسعاف، وصلت أيضا العديد من البعثات الدبلوماسية والمنظمات الأممية الإنسانية، التي غادرت ليبيا واتجهت إلى مطار جربة جرجيس الدولي، وهناك بعض المنظمات التي فضلت البقاء بإحدى مدن ولاية مدنين، وحسب مازن أبو شنب رئيس مكتب تونس للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، فإن جل المنظمات الإنسانية الأممية غادرت ليبيا لتدهور الوضع الأمني هناك.
وما دمنا نتحدث عن اللاجئين، فقد أفادنا الدكتور المنجي سليم رئيس هيئة الهلال الأحمر التونسي بمحافظة مدنين بأن فرقا من المتطوعين تابعون لهذه المنظمة، وبالتعاون مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، وموجودون ميدانيا بالمدن الراجعة بالنظر لمحافظة مدنين، التي يوجد بها الليبيون للتدخل عند الطلب.
إخوان ليبيا يفعّلون 'خط الجرذان' لدعم ميليشياتهم المسلحة
الميليشيات الموالية للإخوان تتلقى خسائر فادحة في مطار طرابلس الدولي، والإخوان يكثفون اتصالاتهم لإعادة مقاتليهم من سوريا.
العرب الجمعي قاسمي
102 قتلى مواجهات مطار طرابلس بين ثوار الزنتان وميليشيات الإخوان
تونس- قالت مصادر متطابقة ل"العرب"، إن خسائر الميليشيات المهاجمة لمطار طرابلس الدولي فاقت كل التوقعات، حيث لقي العديد من أفرادها مصرعهم، فيما أصيب المئات بجروح، بالإضافة إلى إعطاب آلياتهم وتدمير الكثير منها.
يأتي هذا في وقت يتجه فيه الإخوان إلى تبني "خط الجرذان" لاستعادة المقاتلين الليبيين في سوريا ومحاولة تغيير موازين القوى على الأرض.
وتتكتم الميليشيات المرتبطة بالإخوان والمتحالفة معهم عن خسائرها، غير أن ذلك لم يمنع مصادر "العرب" من كشف حقيقة هذه الخسائر، حيث أكدت أنه قبل يومين تم رصد إقلاع طائرة من مطار مصراتة في اتجاه مطار "ماركا" الأردني الواقع شرق العاصمة عمان، على متنها 86 جريحا جميعهم شاركوا في الهجوم المُسلح الفاشل على مطار طرابلس.
وأضافت أنه بالتوازي مع ذلك، تم أمس رصد العشرات من سيارات الإسعاف على الطريق الساحلي بين العاصمة طرابلس، ومدينة مصراتة، وبالتحديد على مستوى مدينتي الخمس وزليطن، وهي في طريقها إلى مدينة مصراتة، بالإضافة إلى أعداد هائلة من الآليات المعطوبة التي تعرضت في وقت سابق لقصف صاروخي.
وبحسب بيانات إحصائية نشرتها أمس وزارة الصحة الليبية، فإن المواجهات التي جرت بين القوات الموالية للواء خليفة حفتر، والميليشيات المُسلحة التابعة لتنظيم "أنصار الشريعة" في محيط مدينة بنغازي بشرق ليبيا، أسفرت منذ نهاية الأسبوع الماضي عن 130 قتيلا على الأقل و529 جريحا.
وتابعت أن المواجهات التي اندلعت بين "ثوار الزنتان" الناشطين ضمن إطار لواء "القعقاع"، وكتيبة "الصواعق" الذين يدافعون على مطار طرابلس الدولي، ومُقاتلي الميليشيات الموالية لجماعة الإخوان، أسفرت عن مقتل 102 وجرح 425 من الجانبين.
وبالتوازي، أكدت مصادر مُتطابقة أن تشكيلات "ثوار الزنتان" في العاصمة طرابلس، وقوات اللواء خليفة حفتر في بنغازي، تمكنت خلال الأيام الماضية من أسر العشرات من عناصر الجماعات التكفيرية، بالإضافة إلى تدمير عدد هائل من مُعداتها.
ودفعت هذه التطورات الميدانية التي ترافقت مع عملية نزوح جماعي للبعثات الدبلوماسية من العاصمة الليبية، المراقبين إلى القول إن معركة حاسمة بدأت تلوح في الأفق سيكون لنتائجها كبير الأثر في إعادة تشكيل المشهد السياسي في ليبيا.
وكان العقيد محمد حجازي الناطق الرسمي بإسم عملية "كرامة ليبيا" التي يقودها اللواء حفتر قد أكد قبل يومين ل"العرب"، أن قوات الجيش الليبي التي تمكنت في وقت سابق من صد هجوم شنه "ظلاميون وتكفيريون من جنسيات ليبية وتونسية وجزائرية وأفغانية على معسكر "الصاعقة" ببنغازي، تستعد لشن معركة حاسمة ضد هذه العصابات في إطار خطة عسكرية مُحكمة.
ويبدو أن تصميم القوات المناهضة للجماعات التكفيرية على تطهير ليبيا من هؤلاء الظلاميين الذين سارعوا قبل يومين إلى إعلان مدينة بنغازي "إمارة إسلامية"، وذلك على لسان المدعو محمد الزهاوي الذي يُعرف بالمسؤول الشرعي ل "أنصار الشريعة" بليبيا، قد جعل جماعة الإخوان تلجأ إلى إعادة تفعيل "خط الجرذان" بشكل معكوس، في مسعى لتغيير موازين القوى الميدانية.
و"خط الجرذان" هو اسم أطلقته المخابرات الأميركية "سي أي إيه" على عملية استخباراتية نفذتها في عام 2012 انطلاقا من ليبيا بالتعاون مع جماعة الإخوان، وبتمويل قطري وتركي.
وبحسب مصادر "العرب"، فإن جماعة الإخوان الليبية كثفت من اتصالاتها مع الأتراك والقطريين لمساعدتها على إعادة المئات من الليبيين والتونسيين الذين يقاتلون في سوريا، إلى ليبيا للمشاركة في القتال ضد "ثوار الزنتان"، وقوات حفتر.
وأكدت أن عددا من الطائرات آتية من مطار يقع بالشق التركي من قبرص، حطت خلال الأيام القليلة الماضية في مطار مصراتة، وعلى متنها مئات من الإرهابيين.
وأضافت أن طائرات آتية من قاعدة "انسيكيرك إيه بي" بجنوب تركيا حطت هي الأخرى في مطاري معيتيقة بالعاصمة الليبية، وبمطار سرت الواقع على بعد نحو 450 كيلومترا شرق طرابلس، مُحملة هي الأخرى بأعداد من الإرهابيين الأفغان والشيشان، وبالعتاد والذخائر الحربية لإسناد المجموعات التكفيرية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.