أفادت وكالة الجماهيرية الليبية الرسمية أمس، أن العقيد معمر القذافي استقبل ليلةَ الأربعاء وفداً من زعماء قبائل بارزة من شرق ليبيا، الذي يُعتبر معقلاً للثوار المناهضين لحكمه. وأوردت الوكالة نصَّ حديث جرى بين القذافي وأعضاء الوفد وتعريفه كل واحد منهم باسم قبيلته التي تُمثّل أكبر قبائل الشرق الليبي. وهذا الظهور هو الأول للقذافي منذ الإعلان عن مقتل نجله سيف العرب وثلاثة من أحفاده في قصف شنته طائرات حلف شمال الأطلسي (الناتو) على فيلا في مجمع باب العزيزية في طرابلس في 30 نيسان (ابريل) الماضي. وذكرت الوكالة أن القذافي قال أمام «أعيان القبائل الليبية بالمنطقة الشرقية... (إننا) نريد أن نبيّن للعالم الحقيقة التي زوَّروها وزيَّفوها إلى أبعد الحدود. لكن التزوير والكذب لن يفيد، ولن يصنع الحقيقة، الحقيقة هي التي تصنع كل شيء... أنتم بادرتم بقيام ملتقى أعيان القبائل الليبية... هؤلاء هم أعيان القبائل الليبية»، في إشارة إلى مؤتمر قبلي ضخم استضافته طرابلس الأسبوع الماضي وقالت الحكومة الليبية إن ممثلين لمختلف القبائل شاركوا فيه. وقال القذافي: «هذا جادالله عزوز الطلحي من قبيلة أولاد حمد من الجبل الأخضر، من يقدر أن يزايد عليه من أولاد حمد؟ ها هو موجود في الملتقى وفي كل ما اتفقت عليه أعيان القبائل. عبدالعاطي العبيدي، من يزايد عليه في قبيلة العبيدات؟ محمد الحجازي، من يزايد عليه في قبيلة الدرسة، من الدرسة من المرج إلى سوسة؟ عبدالرازق الصوصاع، من يزايد عليه من البراعصة؟ الدكتور الأمين المنفور من المنفة، سالم أبوشريدة من الزوية، ما شاء الله الطير الحوتي من درنة، علي الشاعري من الشواعر». فعلّق علي الشاعري قائلاً: «أنا قبيلتي يعرفها كل الليبيين والأمة العربية من المحيط إلى الخليج». ثم أضاف القذافي معرّفاً بأعضاء الوفد: «حسن الكاسح من الحاسة، رجب الصالحين من الحاسة». وسأل القذافي رجب الصالحين عن أوضاعه، فردَّ عليه: «الحمدلله سيدي القائد، منذ فترة لم أرك، ولكن أقول لك: والله ستنتصر، ستنتصر، ستنتصر». كذلك أشار القذافي إلى الدكتور محمد جبريل العرفي، وقال: «من يزايد عليه من قبيلة العرفة؟»، و «محمد لياس من عرب درنة، والسنوسي الوزري من العواقير، وعبدالرحيم الزوي من زوية، وعابد أبوخمادة من المغاربة، والطيب الصافي من المنفة». وينتمي هؤلاء إلى أكبر القبائل في الشرق الذي يسيطر عليه الثوار منذ بدء الثورة ضد نظام القذافي في منتصف شباط (فبراير) الماضي. ثوار ليبيا يستعدون للزحف غربا بعد السيطرة على مصراتة مصراتة - استعد الثوار الليبيون الخميس، مدفوعين بنجاحهم في السيطرة على مطار مصراتة "غرب"، للزحف نحو زليطن واضعين نصب اعينهم العاصمة طرابلس على بعد 200 كلم غربا والتي تتعرض لقصف مستمر من قوات الحلف الاطلسي. وقال صلاح بادي الذي قاد الهجوم على المطار ان الثوار يتمركزون في زليطن المدينة التي تعد 200 الف نسمة على بعد نحو 50 كلم غرب مصراتة. واكد ان الثوار الذين تقدموا نحو عشرين كلم باتجاه زليطن سيركزون جهودهم على هذه الجبهة على طول الطريق الساحلية التي تقود الى طرابلس على بعد نحو 150 كلم غرب زليطن. وفي الشرق، سقطت ثلاثة صواريخ على الاقل الخميس على اجدابيا المدينة الاستراتيجية التي يسيطر عليها الثوار على بعد 160 كلم جنوب غرب بنغازي "عاصمة" الثوار من دون ان تسفر عن اصابات. وفي هذه المنطقة التي شهدت في السابق معارك ضارية للسيطرة عليها، تستمر المعارك بشكل متقطع وخط الجبهة ينتقل باستمرار بين اجدابيا ومدينة البريقة النفطية التي يسيطر عليها الموالون للقذافي على بعد 80 كلم الى الغرب. وقال مسؤول في الحلف الاطلسي لوكالة فرانس برس "الليلة الماضية، هاجم الحلف الاطلسي مجمعا كبيرا محصنا للقيادة في وسط طرابلس يستخدم لتنسيق الهجمات ضد السكان المدنيين واصاب هدفه"."ا ف ب".