الرئيس الأميركي لا يحتاج إلى تصريح إضافي من الكونغرس لتنفيذ الخطة رغم أنه يعتزم التشاور مع المشرعين وربما يطلب الموافقة على تمويلات إضافية. العرب أوباما يرمي بكل ثقله لمواجهة الدولة الإسلامية واشنطن - سيوجه الرئيس باراك أوباما كلمة للأميركيين ويتشاور مع المشرعين هذا الاسبوع لتسويق خطته لمهاجمة متشددي تنظيم الدولة الإسلامية لكنه يحاول تجنب اثارة قلق عام من مغامرة عسكرية كبيرة أخرى. وقال أوباما إنه سيلقي كلمة يوم الأربعاء "ليصف ما هي خطتنا" وسيجتمع مع زعماء الكونجرس يوم الثلاثاء سعيا لنيل دعمهم لاستراتيجيته لوقف الجماعة الاسلامية المتشددة. وأوضح اوباما أنه لا يعتقد بحاجته الى تصريح اضافي من الكونغرس لتنفيذ الخطة رغم أنه يعتزم التشاور مع المشرعين وربما يطلب الموافقة على تمويلات اضافية. وقال أوباما "انا واثق أن لدي التصريح الذي احتاجه لحماية الشعب الأميركي... لكن أعتقد أن من المهم بالنسبة للكونغرس أن يفهم ما هي الخطة وأن يحيط بها وأن يناقشها ". ويرى مراقبون أن الحرب على الدولة الإسلامية تحتاج لسنوات طويلة لدحر هذا التنظيم المتشدد، نظرا لتداخل القضايا في الشرق الأوسط وكثرة الانقسامات. ووجد الرئيس الذي دعا خلال حملته الانتخابية عام 2008 الى خروج القوات الأميركية من العراق صعوبة في تحديد الطريقة التي يريد التعامل بها مع تنظيم الدولة الاسلامية وقال للصحفيين الشهر الماضي "ليست لدينا استراتيجية بعد" للتعامل مع الجماعة. وقال أوباما في مقابلة مع شبكة ان.بي.سي التلفزيونية بثت اليوم الأحد "أنا اعد البلاد للتأكد من أننا نتعامل مع تهديد من الدولة الاسلامية". وأضاف "المرحلة القادمة الآن هي البدء في بعض الهجوم." ووعد بالحاق الهزيمة بالجماعة. وبدت تصريحات اوباما معدة لتجنب اثارة مخاوف بعض الاميركيين وايضا الاعضاء في حزبه المناهضين للحرب من اندلاع حرب شاملة أخرى. وقد استبعد على سبيل المثال ارسال قوات برية اميركية لقتال المتشددين في العراق او سوريا. وقال "هذا لا يعادل حرب العراق" في اشارة إلى التحالف الذي امضى وقتا لتشكيله الاسبوع الماضي اثناء اجتماع لحلف الاطلسي في ويلز. واضاف أن هذا سيكون "شبيها بذلك النوع من حملات مكافحة الارهاب التي نشارك فيها باستمرار على مدى السنوات الخمس أو الست أو السبع الماضية." وتؤكد الكلمة إلى أي مدى اصبح تنظيم الدولة الاسلامية موضوعا ملحا بالنسبة للولايات المتحدة. وسيطرت الجماعة على اراض في شمال العراق وشرق سوريا وأعلنت خلافة اسلامية عبر الحدود ونشرت لقطات فيديو مروعة لذبح اثنين من الصحفيين الأميركيين كانت تحتجزهما رهائن. وأجاز أوباما توجيه ضربات جوية أميركية في العراق ضد تنظيم الدولة الإسلامية الشهر الماضي ونفذت الطائرات الحربية الأمريكية اربع ضربات على مقاتلي التنظيم الذين يهددون سد حديثة العراقي اليوم الأحد. وأطلق مشرعون من الحزبين الجمهوري والديمقراطي دعوات جديدة الى اتباع نهج اكثر صرامة مع تنظيم الدولة الاسلامية بعد نشر لقطات فيديو الاسبوع الماضي لذبح الصحفي الأميركي ستيفن سوتلوف بيد متشددي التنظيم. وعرقل الجمهوريون في الكونغرس الذي يعود من راحته الصيفية يوم الاثنين اقتراحات من اوباما بشان نطاق واسع من القضايا لكن كثيرين يؤيدون تحركا اقوى ضد الدولة الاسلامية. ورغم ذلك فقد يواجه اوباما مقاومة من الليبراليين في حزبه الديمقراطي إذا شعروا أن خطته تتطلب التزاما عسكريا أكبر مما ينبغي. وقال أوباما في المقابلة مع شبكة ان.بي.سي إنه يريد أن يفهم الأمريكيون طبيعة التهديد "وأن يثقوا في أننا سنكون قادرين على التعامل معه." ذكرى هجمات سبتمبر وستأتي كلمة يوم الاربعاء قبل يوم من الذكرى السنوية الثالثة عشرة لهجمات 11 سبتمبر ايلول 2001 حين صدم متشددون من تنظيم القاعدة مركز التجارة العالمي في نيويورك ومبنى وزارة الدفاع (البنتاغون) بطائرات مخطوفة مما أدى الى مقتل حوالي ثلاثة آلاف شخص. وقال أوباما انه لا توجد معلومات مخابرات فورية عن تهديدات للوطن من تنظيم الدولة الاسلامية لكن الجماعة اجتذبت مقاتلين اجانب من الدول الغربية يمكنهم ان يسافروا إلى الولاياتالمتحدة "دون عوائق" وأن يمثلوا تهديدا في نهاية الأمر. وأكد اوباما أن الولاياتالمتحدة لن تخوض الأمر بمفردها. ووافقت تسع دول أخرى على ان تكون اعضاء "اساسيين" في التحالف الذي عمل لتشكيله اثناء قمة حلف الاطلسي في ويلز. وقال "سنكون جزءا من تحالف دولي ينفذ ضربات جوية دعما للعمل على الارض الذي تقوم به القوات العراقية والقوات الكردية." وحث رئيسا لجنتي المخابرات في مجلسي الشيوخ والنواب اليوم الأحد أوباما على استخدام القوات الخاصة الأمريكية كجزء من خططه. وقال الجمهوري مايك روجرز الذي يرأس لجنة المخابرات في مجلس النواب لشبكة سي.ان.ان الاخبارية إن اوباما ينبغي أن "يطرح قضية محددة جدا" بشأن التصدي للدولة الإسلامية. واضاف روجرز "نحتاج أن نعرف نهاية اللعبة." وقالت الديمقراطية ديان فاينستاين رئيسة لجنة المخابرات في مجلس الشيوخ إن اوباما يجب أن يشرح ما الذي سيكون شركاء التحالف على استعداد لعمله فعلا والدور الذي ستقوم به السعودية وما إن كانت إيران خصم الولاياتالمتحدة على مدى وقت طويل ستساعد. وأضافت "عرضت إيران المساعدة. وأعتقد أنه مفيد." وأكد أن الولاياتالمتحدة ستحتاج من الدول السنية في المنطقة ومنها السعودية والأردن والامارات وتركيا ان "تكثف جهودها" وتقدم المساعدة. وأضاف "اعتقد انه.. ربما للمرة الأولى لديك وضوح تام بأن مشكلة الدول السنية في المنطقة.. وكثيرون منهم حلفاؤنا.. ليست إيران فحسب. انها ليست مجرد مسألة سنية شيعية." ويريد أوباما ان يساعد الحلفاء الاقليميون في تحقيق النصر وفي العمل مع العشائر السنية الساخطة في العراق وهو مسعى قال إنه يمكن أن يتضمن "عنصرا اقتصاديا". وقال الجمهوري بيتر كينج عضو لجنة المخابرات في مجلس النواب لمحطة تلفزيون ايه.بي.سي إنه "ربما يكون افضل" بالنسبة لأوباما أن يحصل على موافقة من الكونغرس على خطته "والتي سأصوت لصالحها بالتأكيد." لكن كينج قال إنه يعتقد أن الرئيس لديه السلطة الدستورية لاتخاذ اجراء في العراق وفي سوريا ضد تنظيم الدولة الإسلامية بدون موافقة من الكونغرس. وفي تصريحات لمحطة سي.بي.اس قال سناتور فلوريدا ماركو روبيو وهو مرشح رئاسي محتمل في انتخابات 2016 إن اوباما "ارتكب خطأ رئاسيا في سياسته الخارجية" وحث أوباما على تنفيذ ضربات جوية في سوريا. ولم يقل أوباما في المقابلة ما إن كان سيوافق على ضربات جوية في سوريا. وأضاف "الاستراتيجية لسورياوالعراق على السواء هي أن نطارد اعضاء تنظيم الدولة الاسلامية واصولهم أينما كانت." وواجه أوباما انتقادا حينما بدا منفصلا عن الازمة العراقية وخاصة بعدما لعب جولة من الجولف عقب دقائق من التحدث عن ذبح متشددي تنظيم الدولة الاسلامية للصحفي الأميركي جيمس فولي. وقال أوباما لشبكة تلفزيون إن.بي.سي إنه يتمنى لو حصل على "عطلة من الصحافة" لكنه اعترف بأن مباراة الجولف كانت قرارا سيئا