مسؤولون أمنيون يحذرون من وقوع تفجيرات في المملكة المتحدة وسط الإعلان عن إحباط ثلاثة مخططات إرهابية خلال أربعة أشهر. العرب الشرطة البريطانية تواجه احتمال تنفيذ عدد من المتشددين عمليات إرهابية لندن- بات شبح الإرهاب يخيم على بريطانيا بعد تحذيرات المسؤولين الأمنيين من اقتراب وقوع هجمات من قبل المتطرفين المؤيدين لتنظيم "الدولة الإسلامية" رغم الإجراءات الأمنية المشددة التي فرضتها الأجهزة الأمنية منذ أشهر، في وقت تتأهب فيه البلاد إلى مرحلة جديدة في حربها ضد "الجهاديين" العائدين من الشرق الأوسط. وحذّر مسؤولون أمنيون في بريطانيا، الإثنين، من قيام عناصر موالية لتنظيم "الدولة الإسلامية" تنفيذ هجمات داخل البلاد خلال الأشهر المقبلة، وفق ما ذكرته صحيفة "ذي تايمز" البريطانية. وذكر أحد كبار المسؤولين الأمنيين للصحيفة أن أجهزة الأمن البريطانية أشعروا الحكومة بإمكانية اتساع رقعة النشاط الإرهابي في المملكة المتحدة ويجعل من وقوع هجوما أمرا لا مفر منه بعد تأكيد معلومات مفادها أن مجموعة من "الجهاديين" عادوا من القتال في سوريا. وكشف المسؤول الأمني البريطاني، لم تذكر اسمه، عن إحباط جهاز الأمن الداخلي البريطاني المعروف اختصارا "أم آي 5" وشرطة "سكوتلانديارد" ثلاثة مخططات إرهابية في العاصمة لندن خلال الأشهر الأربعة الماضية. ولم يحدد المسؤول توقيت أو مكان إحباطها بالضبط، لكنه أشار إلى أن إثنين منهما تم اكتشاف أمرهما قبل وقت وشيك من تنفيذهما، وهو ما يربطه مراقبون بحملة الاعتقالات والمداهمات الأخيرة التي شنتها الشرطة على أوكار المتطرفين. جاء ذلك قبل ساعات من جلسة مفتوحة لمجلس العموم البريطاني للتصويت على تمديد مذكرة الاعتقال الأوروبية الذي يعول عليها رئيس الوزراء ديفيد كاميرون المحافظ لمزيد تشديد الإجراءات الأمنية تحسبا لانتقال متشددين إلى البلاد وذلك على الرغم من رفض حزبه الواضح المصادقة على هذه الوثيقة. الإجراءات الأمنية في بريطانيا *تعزيز إجراءات أمن المطارات *حملة مداهمات واعتقالات ضد كل مشتبه في انتمائه للمتطرفين *رفع مستوى التأهب الأمني إلى "الخطر" ونفت المصادر من أن الملكة البريطانية إليزابيث الثانية كانت هدفا لمؤامرة من قبل المتشددين بالقرب من فعاليات إحياء "يوم الذكرى"، أمس الأول، وذلك قياسا بالإجراءات الأمنية المشددة التي شهدتها العاصمة وخاصة عند النصب التذكاري في منطقة "وايت هول" في وسط لندن. وكانت شرطة "الميتروبوليتان" البريطانية قالت، السبت، إن ما تم تداوله من معلومات في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي حول تفكيك خلية إرهابية واعتقال أربعة أشخاص تتراوح أعمارهم بين 19 و27 عاما بتهمة التخطيط لقتل الملكة إليزابيث هو عبارة عن "تكهنات محضة". ووصفت الشرطة في بيان أن هؤلاء المعتقلين الأربعة يشتبه في تورطهم بمخططات إرهابية، كما لم تتم الإشارة في البيان إلى علاقتهم ببلد ما أو بتنظيم "داعش" أو سواه في سورياوالعراق بشكل خاص، لكن تقارير أفادت بأن أحدهم عاد حديثا من باكستان. ويرى مراقبون أن المسؤولين الأمنيين في بريطانيا يشعرون بالقلق من أنه وبعد عدة سنوات من امتلاك المخابرات لصورة مستقرة عن المتطرفين الأكثر خطورة في المملكة، إلا أنهم يتعاملون حاليا مع مجموعات جديدة أكثر تطرفا وتقلبا تشكلت في سوريا لعل أبرزهم "الجهاديون" الأجانب الذين يقاتلون مع "داعش". إلى ذلك، ذكرت تقارير أن البريطانيين الذين عادوا من القتال في العراقوسوريا يعيشون ظروفا طبيعية حيث قدمت السلطات البريطانية للعديد منهم أماكن من شأنها إعادة تأهيلهم في إطار برنامج حكومي لمكافحة التطرف أطلق عليه اسم "برنامج القناة"، الأمر الذي يفند مزاعم حكومة كاميرون حول التشدد تجاه المتطرفين. مراقبون يرون أن بريطانيا تتعامل حاليا مع مجموعات "تكفيرية" جديدة أكثر تطرفا وتقلبا من الصورة التي كانت راسخة ويعتقد جهاز الأمن الخارجي "أم آي 6" (الاستخبارات الخارجية) أن نحو 300 جهادي بريطاني من إجمالي 600 الذين يقاتلون في سوريا، عادوا إلى المملكة المتحدة، في الآونة الأخيرة حيث تعمل الأجهزة الأمنية على تتبعهم، وهو ما يفسره، محللون، حرص الجهات الأمنية على عدم حصول أي عمل إرهابي وشيك بالبلاد رغم التحذيرات. ووفق خبراء أمنيين فإن الحكومة البريطانية مطالبة أكثر من أي وقت مضى وبموجب القانون الدولي ضمان ملاحقة "الجهاديين" المسؤولين عن ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وبشكل لا لبس فيه تجاه الرأي العام. واتهمت السلطات البريطانية خمسة رجال، الشهر الماضي، بالتخطيط لهجوم إرهابي على أحد مراكز الشرطة في لندن، كما وجهت إليهم تهمة الانتماء إلى تنظيم محظور وفق قانون البلاد وهو تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي يتخذ من العراقوسوريا مركزا لنشاطاته الإرهابية. وفي الأسبوع الماضي، حذّر رئيس الاتصالات الحكومية أحد أجهزة الاستخبارات في بريطانيا من تواصل استخدام الجماعات "التكفيرية" داخل البلاد لمواقع التواصل الاجتماعي "تويتر" و"فيسبوك" في تحقيق أهدافها بجلب مزيد من المقاتلين البريطانيين.