الباجي قائد السبسي يؤدي اليمين الدستورية رئيسا لتونس، وينهي بذلك فترة انتقالية صعبة عاشتها البلاد خلال السنوات الأربع الماضية. العرب تونس تدشن مرحلة تاريخية جديدة تحت قيادة السبسي تونس – تقلد الأربعاء الباجي قائد السبسي، المرشح الفائز في الانتخابات الأخيرة، رئاسة البلاد لولاية ممتدة إلى خمسة أعوام خلفا للرئيس المنتهية ولايته المنصف المرزوقي. وأدى السبسي اليمين الدستورية في حفل بمجلس البرلمان التونسي حضره عدد من السياسيين التونسيين والدبلوماسيين، وقال: "أقسم بالله العظيم أن أحافظ على استقلال تونس وسلامة ترابها وأن أحترم دستورها وتشريعها وأن أرعى مصالحها وأن ألتزم بالولاء لها". وأضاف "أؤكد والتزم ان أكون رئيسا لجميع التونسيين والتونسيات وبدون اقصاء مهما كان. راعيا للوحدة الوطنية وتماسك صفوف التونسيين. لا مستقبل دون توافق بين كل الاحزاب والاطراف الاجتماعية ولا مستقبل لتونس دون مصالحة وطنية." وتابع "متمسكون بقيم الحداثة والأصالة وقيم الحرية والعدالة والكرامة الاجتماعية التي ميزت الثورة التونسية" وقال "سنسعى لإعادة هيبة الدولة مع التمسك بالعدل واحترام حقوق الإنسان والحريات السياسية.. هيبة الدولة تعني دولة القانون وعدم تعسف الأغلبية على حقوق المعارضة". ولا يملك رئيس البلاد صلاحية كبيرة إلا فيما يتعلق بالدفاع والسياسة الخارجية ولكن يمكنه اقتراح قوانين. ويتمتع رئيس الوزراء الذي يختاره البرلمان بصلاحيات أكبر. وأكد السبسي على مواصلة مواجهة الإرهاب الذي يهدد البلاد، وقال: "سنولي مسألة تعزيز المناعة الوطنية وأمن البلاد كل العناية بتعزيز الوحدة الوطنية للتصدي للإرهاب الذي يهدد السيادة الوطنية. ستكون المسألة الأمنية في صدارة أولوياتنا". وعلى مستوى السياسة الخارجية أوضح السبسي أن من أولوياته العمل على تفعيل اتحاد المغرب العربي وارساء سياسة دبلوماسية نشطة إقليميا ودوليا لتعزيز مكانة تونس في العالم. وقال "سنحرص على انتهاج دبلوماسية نشطة لدعم حضور تونس على الساحتين الإقليمية والدولية مع عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى ونصرة قضايا الحق والعدل وعلى رأسها القضية الفلسطينية". ويعد السبسي خامس رئيس للبلاد منذ استقلال تونس عن فرنسا عام 1956 وإعلان النظام الجمهوري في العام التالي. وفاز السبسي بأغلبية في الدور الثاني للانتخابات الرئاسية أمام منافسه المنصف المرزوقي، المدعوم من الإسلاميين. وقال القيادي في حزب نداء تونس رافع بن عاشور إنه فور تنصيب السبسي رئيسا أمام مجلس النواب سينتقل إلى قصر قرطاج لتسلم مقاليد السلطة من خلفه الرئيس المنتهية ولايته المنصف المرزوقي. وكان السبسي أعلن استقالته من رئاسة حزب نداء تونس فور إعلانه رئيسا للبلاد. ويشار إلى أن حزب نداء تونس حقق فوزا كبيرا في الانتخابات البرلمانية التي نظمت في 23 أكتوبر الماضي. وشكل تحالفات نيابية مع أحزاب فائزة بالبرلمان ومتقاربة مع خطه السياسي الحداثي. وسيكون أمام السبسي بعد استلامه لمنصبه مدة أسبوع لتكليف مرشح عن حركة نداء تونس أو شخصية أخرى للانطلاق في تشكيل حكومة جديدة خلال شهر واحد. ومن جهته اعتبر محمد الناصر، رئيس البرلمان الجديد، أن عملية تنصيب السبسي رئيسا لتونس تعد "يوما تاريخيا". وقال إن "تونس تشهد لأول مرة انتخاب رئيس للجمهورية في ظروف انتخابية تعددية وديمقراطية". وأضاف في تصريحات تلفزيونية، بثت مساء الثلاثاء، أن "اختيار السبسي (في الدور الثاني للانتخابات) تم بأغلبية من التونسيين"، مشيرا إلى أن هذا الاختيار يعد مكسبا لتونس ومستقبلها. وتُنهي ولاية السبسي الرئاسية الأولى، والتي تبدأ فور تسلمه مقاليد السلطة، المرحلة الانتقالية التي دخلت تونس خلالها مأزقا متعدد الأبعاد نتيجة السياسات الخاطئة لحكومة الترويكا بقيادة حركة النهضة الإسلامية، وسياسات المرزوقي الداخلية والخارجية. ويحظى الرئيس المخضرم الجديد لتونس بدعم واسع من المكونات السياسية في البلاد. ويرتكز برنامجه الرئاسي على إصلاح الدبلوماسية التونسية وعلاقاتها الخارجية وتنشيط الدبلوماسية الاقتصادية لجلب الاستثمارات الخارجية والبحث عن أسواق جديدة. كما يتضمن برنامج السياسة الخارجية تعزيز العلاقات الاقتصادية داخل الفضاء المغاربي والأفريقي والمتوسطي والانفتاح أكثر على روسيا والصين، ومع الولاياتالمتحدة ودول أميركا اللاتينية خاصة في مجال مكافحة الإرهاب.