تمرد بوكو حرام أسفر عن سقوط أكثر من 13 ألف قتيل في نيجيريا ونزوح 1.5 مليون شخص منذ 2009. العرب تنامي خطر بوكو حرام في منطقة غرب أفريقيا دليل على جدية الانتشار العالمي للإرهاب أبوجا - إلى أين ستصل بوكو حرام؟ هكذا تساءل عديد المراقبين لمنطقة الغرب والساحل الأفريقي في العديد من الإصدارات البحثية في أوروبا غداة تصاعد وتيرة العنف التي خلفتها هجمات جماعة بوكو حرام المتشددة في المنطقة. تحدى الزعيم الغامض لجماعة بوكو حرام الإسلامية النيجيرية المتطرفة أبو بكر شيكو، البلدان المجاورة لنيجيريا أن تهاجم قواتها العسكرية المناطق التي تسيطر عليها الجماعة، فيما تدعو هذه الدول إلى الاستنفار للقضاء على منظمة تهدد بزعزعة استقرار المنطقة. وفي شريط فيديو أعلن فيه مسؤولية الجماعة عن الهجوم الدامي على مدينة باغا النيجيرية مطلع يناير، والذي وصفته واشنطنوباريس بأنه جريمة ضد الإنسانية، تحدث زعيم بوكو حرام أيضا بتعابير مهينة عن رؤساء تشادوالكاميرونوالنيجر ووجه إليهم تهديدات صريحة. وللرئيس التشادي إدريس ديبي الذي أرسل جيشه منذ فترة إلى الكاميرون المجاورة لمحاربة الإسلاميين، قال زعيم الجماعة المتطرفة: "أتحداك يا إدريس ديبي ويا ملوك أفريقيا أن تهاجموني، الآن أنا مستعد". واتهم أيضا الرئيس الكاميروني بول بيا بأنه "خائف" و"يطلب المساعدة" لصد تزايد الهجمات الدامية التي تشنها بوكو حرام في أقصى شمال الكاميرون، المتاخم لمعاقل الإسلاميين النيجيريين. وقد شنت بوكو حرام مطلع الأسبوع الماضي هجوما جديدا على بونديري إحدى قرى المنطقة، أسفر عن إصابة جنديين كاميرونيين بجروح، كما قال مصدر أمني كاميروني، ويعد خبراء هذا الهجوم من "العلامات السيئة" التي تؤشر على قوة ما لهذا التنظيم في التجرؤ على مهاجمة دولة كبيرة وقوية عسكريا مثل الكامرون. محللون: بوكو حرام قد تستخدم مناطق حدودية لتجنيد مقاتلين والحصول على أسلحة وإمدادات وللرئيس النيجري محمدو يوسفو، قال زعيم الحركة المتطرفة: "سترى يا رئيس النيجر، سترى، أنت من الذين ذهبوا وتعاطفوا مع (الرئيس الفرنسي فرنسوا) هولاند، حفيد شارلي إيبدو"، مما دعا الجميع إلى التساؤل عن سر قوة هذا التنظيم الذي لا تزال طرق دعمه وحصوله على السلاح والتدريبات غامضة، فيما تؤكد بعض الروايات ارتباط هذا التنظيم بالخلايا الجهادية في ماليوتشاد التي مكنته من الأسلحة والمعدات والخبرات. وقد شهدت النيجر في نهاية الأسبوع الماضي أعمال شغب عنيفة أسفرت عن عشرة قتلى، احتجاجا على نشر رسم كاريكاتوري للنبي محمد في أسبوعية شارلي إيبدو الفرنسية الساخرة. وآخذ المتظاهرون أيضا الرئيس يوسفو على مشاركته في تظاهرة باريس وقوله: "أنا شارلي". ولم تشن بوكو حرام أي هجوم بعد في النيجر، لكنها تسيطر على جزء من الحدود بين هذا البلد ونيجيريا. ويتدفق آلاف اللاجئين النيجيريين إلى النيجر. ويقول محللون إن بوكو حرام قد تستخدم مناطق حدودية لتجنيد مقاتلين والحصول على أسلحة وإمدادات. وترافقت حملة أبي بكر شيكو زعيم بوكو حرام مع إعلان المسؤولية عن الهجوم على مدينة باغا، فيما كان 13 بلدا أفريقيا وغير أفريقي تناقش في عاصمة النيجر وسائل توحيد إمكاناتها لمحاربة بوكو حرام. وقال أبو بكر شيكو في شريط فيديو مدته 35 دقيقة تم بثه على موقع يوتيوب: "قتلنا أهالي باغا، لقد قتلناهم بالفعل، كما أمر إلهنا في كتابه". ولا يشكل تبني الهجوم مفاجأة على ضوء الشهادات التي جمعت حول الفظائع التي ارتكبها مقاتلو بوكو حرام في هذا الهجوم على المدينة. وهذا ما دعاه مراقبون "تحضيرا لسيناريو دولي آخر أكثر تعقيدا ومن المنتظر أن يكون أطول من التدخلات الأخرى". وتعود تلك التعقيدات إلى طبيعة المنطقة التي تعج بالقبائل والتداخل القبلي بين حدود دول جنوب الصحراء، ناهيك عن التواجد الكثيف لعصابات التهريب والمتمردين الإسلاميين الماليين ونشاط تنظيم القاعدة القريب من دول المغرب العربي.