رئيس جنوب السودان سلفا كير وزعيم المتمردين ريك مشار يخفقان في التفاهم على تسوية النزاع الذي طرحته ايغاد لكنهما يتفقان على تشكيل حكومة مؤقتة. العرب مفاوضات شاقة تجري في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا اديس ابابا- قال وسطاء إن رئيس جنوب السودان سلفا كير وزعيم المتمردين ريك مشار وقعا اتفاقا آخر لوقف إطلاق النار الإثنين مما يقربهما من التوصل لاتفاق نهائي لوقف صراع بدأ قبل 15 شهرا وألحق أضرارا كبيرة بجنوب السودان. وقالت مصادر دبلوماسية أفريقية إن هذا الاتفاق الذي لم يتم إعلانه يحدد كيفية اقتسام الزعيمين السلطة فور تشكيلهما حكومة مؤقتة. ويقترح أن يبقى كير رئيسا في الوقت الذي يصبح فيه مشار نائبا للرئيس. واتفق الطرفان المتحاربان أيضا على الإلتزام باتفاق لوقف إطلاق النار وقع في يناير 2014 ولكنه خرق مرارا. ولكن المتمردين قالوا إنه يتعين تسوية تفاصيل اخرى كثيرة قبل أن يصبح من الممكن وصف الاتفاق بأنه اتفاقية "لاقتسام السلطة." وبعد التوقيع على أحدث اتفاق قال مشار إن الجانبين سيعقدان مزيدا من المباحثات بشأن مهام الحكومة المؤقتة. ولم يكشف النقاب عن تفاصيل اخرى تذكر بعد محادثات محمومة عقدت في ساعة متأخرة من الليل. وكان دبلوماسيون إقليميون قد حذروا الطرفين المتحاربين من أن الإخفاق في التوصل لاتفاق جديد قد يؤدي لفرض عقوبات عليهما. وقال سيوم مسفين كبير الوسطاء في مفاوضات السلام التي ترعاها الهيئة الحكومية للتنمية في شرق افريقيا (ايغاد) للصحفيين "ننتظر وقفا كاملا للاعمال القتالية في جنوب السودان هذا الصباح". ووقف النار هذا هو السابع الذي يوقعه الجانبان في عام بعدما تم انتهاك كل الاتفاقات السابقة في الساعات التي تلت اعلانها. واوضح مسفين ان ايغاد وعدت هذه المرة باحالة اي انتهاك لوقف النار على مجلس الامن الدولي ومجلس السلم والامن في الاتحاد الافريقي والطلب منهما ان يتخذا "اجراءات شديدة" بحق المسؤولين عن هذا الانتهاك، وذلك بعدما كانت توعدت سابقا بفرض عقوبات على كير ومشار من دون ان تتخذ اي اجراء ملموس. وبعد اربعة ايام من المفاوضات الشاقة في العاصمة الاثيوبية، اخفق كير ومشار في التفاهم على اتفاق تسوية النزاع الذي طرحته ايغاد ويلحظ تقاسم السلطة بين الرجلين. وصرح مشار بعد توقيع اتفاق وقف النار ب"انه اتفاق جزئي لاننا لم نعالج بعض المشاكل الاكثر حساسية"، لافتا الى خلافات حول "هيكلية الحكومة الانتقالية" التي ينبغي تشكيلها وتقاسم المسؤوليات داخلها. وتستأنف المفاوضات في العشرين من فبراير وقد منحت ايغاد الجانبين فرصة اخيرة حتى الخامس من مارس للتوصل الى اتفاق نهائي. ومنذ ديسمبر 2013، يشهد جنوب السودان حربا اهلية تخللتها مجازر على خلفية اتنية. واندلعت المواجهات اولا في العاصمة جوبا قبل ان تنتقل الى مختلف انحاء البلاد مخلفة عشرات الاف القتلى. وقتل أكثر من عشرة آلاف شخص كما شرد نحو 1.5 مليون شخص ويواجه كثيرون في تلك الدولة المنتجة للنفط التي يبلغ عدد سكانها نحو 11 مليون نسمة صعوبة في العثور على غذاء كاف . ولم يخف وسطاء ايغاد الذين يعقدون قمتهم الثامنة في محاولة لمعالجة الازمة في جنوب السودان، خشيتهم من تجدد النزاع.وقال الرئيس الكيني اوهورو كينياتا مخاطبا كلا من كير ومشار "ليس هذا ما يتوقعه شعب جنوب السودان من قادته بعد اعوام من النضال". واستقل جنوب السودان عن السودان العام 2011 بعد عقود من النزاعات المسلحة. واعتبر رئيس الوزراء الاثيوبي هيلي مريم ديسالين ان "الفشل (في التوصل الى اتفاق) ستكون له تداعيات خطيرة علينا جميعا وخصوصا على قادة جنوب السودان". وتصافح كير ومشار خلال توقيع الاتفاق الجديد لوقف اطلاق النار على وقع تصفيق المسؤولين الحاضرين. لكن الرئيس السوداني الجنوبي غادر القاعة بعدها من دون ان يدلي باي تصريح.وقلل دبلوماسي غربي شارك في المفاوضات من اهمية هذا الاتفاق الاولي وقال "هذا ليس اختراقا كبيرا، انه خطوة صغيرة على الاكثر". وكانت عدة اتفاقيات سابقة للسلام ووقف إطلاق النار التي صاحبت الاتفاقيات قد انهارت بسرعة. ويحتاج الجانبان إلى وجود حكومة انتقالية بحلول يوليو عندما تنتهي فترة رئاسة كير.وقالت جماعات حقوقية إن الطرفين مسؤولان عن جرائم قتل عرقية وانتهاكات اخرى مما دفع جنوب السودان إلى شفا مجاعة.