ذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية الأحد 5 يونيو أن الأحداث التي شهدتها السودان خلال الأسابيع القليلة الماضية تشير إلى أن الرئيس السوداني عمر البشير يبدو وكأنه يتبع سياسة “حافة الهاوية" مع الجنوب قبل أسابيع قليلة من استقلاله. وقالت الصحيفة “إن غزو قوات البشير لمدينة أبيي الواقعة تحت إشراف الشمال والجنوب، وقيامه بإرسال آلاف الجنود إلى ساحات غير مستقرة كالنيل الأزرق وجنوب كردفان، وكذلك استمراره في تضييق الخناق على الجنوب بحجب الغذاء والوقود عنه هي كلها إشارات تدل أن البشير يقود بلاده نحو الحرب بين الشمال والجنوب. وأوضحت الصحيفة أن الهدف من قيام الميليشيات المنشقة عن جيش الجنوب -والتي يعتقد أن استخبارات البشير تساهم في تسليحها- بتصعيد هجماتها واستهدافها لقواعد عسكرية جنوبية هو إفقاد الجنوبيين القدرة على التعامل مع كل هذه المخاوف والتهديدات المحيطة بهم. غير أنه خلاف لما سبق، يرى بعض الدبلوماسيين والمحللين السياسيين – وفقا للصحيفة- أن الرئيس السوداني لا يهدف بمثل هذه الإجراءات إلى خوض صراع ضخم مع الجنوب، لكنه يتبع خطة مزدوجة رسمت بعناية بهدف السيطرة على أكبر قدر من مصادر النفط في البلاد عند استقلال الجنوب عن الخرطوم. وفي هذا الصدد.. نقلت الصحيفة عن أحد المحللين السياسيين قوله “استحواذ الخرطوم على أبيي وانتهاج سلوك عدواني نحو الجنوب هي كلها محاولات من الشمال لأن يكون له اليد العليا أثناء التفاوض مع الدولة الجنوبية الوليدة حول عدة محاور مهمة مثل النفط والحدود". وأفادت الصحيفة أن البشير -وفقا لآراء المحللين السياسيين- لن يمانع من تسليم أبيي للجنوب ومن ثم عودة عشرات الآلاف من سكانها ذوي الانتماءات الجنوبية إلى ديارهم بعد أن افترشوا الطرقات الحدودية بين شقي السودان عقب احتلالها من قبل الشمال، وذلك في مقابل الوصول إلى اتفاق مجزي للشمال حول ملفات انفصالية أخرى وفي مقدمتها النفط. وقالت نيويورك تايمز إن الاقتصاد سيكون أكثر الملفات الشائكة طرحا على طاولة المفاوضات بين شمال السودان وجنوبه، وبالتالي فإن اعتماد الدولتين على النفط كركيزة أساسية من ركائز الاقتصاد سيجعله إما مصدر للتوتر بينهما وإما مصدر لتكاملهما وتوحدهما. قيادى بالحركة الشعبية : نتوقع احتلال نظام الرئيس البشير لابار النفط بالجنوب الخرطوم 8 يونيو 2011 - توقع قيادى رفيع بالحركة الشعبية الحاكمة فى جنوب السودان ان يحتل نظام الرئيس السودانى عمر البشير الحاكم فى الشمال ابار النفط المنتجة فى الجنوب بعد يوليو القادم . و اتهم الخرطوم ببدء عمليات "نهب" ببيع كميات كبيرة من نفط الاقليم خارج دائرة الاتفاق معه ودون علم حكومته . وهدد عضو المكتب السياسى للحركة الشعبية ، لوكا بيونق بإيقاف ضخ البترول بعد التاسع من يوليو؛ مؤكدا ان الجنوب بإمكانه العيش دون البترول من خلال البحث عن بدائل أخرى . لكنه تساءل "هل الشمال قادر على أن يستغني عن عائدات البترول". و نقلت صحيفة (الاخبار) الصادرة فى الخرطوم امس الاربعاء عن بيونق تأكيده بأن الأفضل لشمال وجنوب السودان أن يكون هناك اتفاق يؤمن الاستفادة من العلاقة بين الدولتين في المستقبل. وأضاف "أنا حتى وقت قريب كنت على يقين بأن العلاقة بين الطرفين ستكون الأفضل لو لا العقلية الاستعمارية لحكومة الشمال". ونفى لوكا حدوث أي تقدم في المباحثات بين الحركة والوطني في العاصمة الإثيوبية أديس ابابا، حسبما ذكر "الوطني" وقال "كيف يحدث تقدم إذا كان الهدف الأول من المفاوضات حل قضية أبيي والآن الوضع كما هو، مع احتلال للمنطقة ونهبها وقفل الحدود بين الشمال والجنوب وهو انتهاك صريح لاتفاقية السلام؟". وأشار لوكا إلى أن المؤتمر الوطني غير راغب في الوصول لاتفاق حول القضايا ودلل على ذلك بأن وفدا من الحركة وصل الخرطوم يوم 28 مايو الماضي لبحث مشكلة الديون ولكن "الوطني" تماطل وتم رفع الاجتماع إلى 30 مايو؛ لكنه لم ينعقد بسبب عدم استجابة الوطني أيضا . وقطع لوكا بأن الوطني إذا رفض الخروج من أبيي بإمكانه أن يمكث فيها ل"قرون السنين" وأضاف" هو الآن يحتل المنطقة والمجتمع الدولي كفيل بإيجاد معالجة وتقديم المجرمين إلى العدالة" .