رفض الدكتور التجاني السيسي التعليق على اتهامات مباشرة له بتبديد اموال المانحين الخاصة باعمار دارفور , وذلك غداة مطالبة شريكه السابق الاستاذ بحر ابو قردة الذي طالب السلطات القطرية بتجميد صرف اي مبلغ قبل اصلاح هيكل السلطة الاقليمية التي يتهن فيها رئيسها بالفساد . وعدّ رئيس السلطة الإقليمية لدارفور التجاني سيسي، الصراع القبلي وانتشار السلاح أكبر مهددين للسلم الاجتماعي في دارفور وطالب بضرورة بسط هيبة الدولة في الإقليم "مهما كلف الأمر". وكان رئيس حركة التحرير والعدالة بحر أبو قردة قد تقدم بمذكرة شديدة اللهجة إلى الحكومة القطرية يطالب فيها بتجميد كافة الدعومات المالية للسلطة الإقليمية لدارفور لحين اتفاق الأطراف الموقعة على وثيقة الدوحة على برنامج عمل موحد بعد أن تحولت حركة التحرير والعدالة إلى حزبين سياسيين. وقالت مصادر مطلعة إن بحر إدريس أبو قردة طلب من نائب رئيس مجلس الوزراء القطري آل محمود بعد أن نما إلى علمه بأن سيسى وأمين حسن عمر ذهبا إلى قطر وطلبا من الدوحة دعماً مادياً فى غياب الأطراف الأخرى التى وقعت على وثيقة الدوحة. وطلب أبو قردة من سيسي كشف خفايا وحقائق الأموال التي تلقتها السلطة الإقليمية من الحكومة ودولة قطر، وتوضيح مسارات صرف تلك الأموال للرأي العام. وفى ذات الاتجاه قال الدكتور التجانى سيسى رئيس السلطة الإقليمية لدارفورخلال لقائه بمنبر المجتمع المدني بالخرطوم مؤخرا: ( ياجماعة نحن تعبنا وضهرنا انكسر عشان انحنا نكمل الترتيبات الامنية ودخلنا فى اشكالات كثيرة، والمعوق آلاخر الشتات والصراعات القبلية والاثنية و الصرعات الشخصية والضرب فى الركب ). ومن جانبه رفض أمين حسن عمر رفض مسؤول مكتب متابعة سلام دارفور التشكيك في أوجه صرف أموال المشروعات التنموية بدارفور. وقال امين في اللقاء التنويري لرئيس السلطة الإقليمية بمدينة نيالا إن تلك الأموال موجودة بالمصارف. ووصف أمين الحديث عن نهب تلك الأموال بأنها ليست سوى محاولة يراد بها باطل حسب ما قال أمين حسن عمر في نيالا. وارتفعت حدة الصراعات بين القبائل المختلفة في دارفور في ظل تراجع المواجهات العسكرية الناشبة منذ العام 2003 بين الحكومة السودانية وفصائل الحركات المسلحة. وأكد سيسي لدى مخاطبته فعاليات المجتمع المدني بمدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور، الخميس، أهمية وضع خارطة طريق لنزع السلاح المنتشر في أيدي المواطنين خاصة في مناطق الحرب. وينتشر اقتناء المدنيين للسلاح بشكل لافت في دارفور، خاصة في أيدي القبائل العربية التي تمتهن الرعي. وأشاد رئيس السلطة الإقليمية لدارفور بالتعايش السلمي الذي تتميز بها مكونات مجتمع ولاية غرب دارفور، مؤكدا أن الولاية من أكثر ولايات الإقليم أمنا وطالب مواطني الجنينة بالتصالح وتعزيز الاستقرار الاجتماعي. وأودت نزاعات قبلية في دارفور بحياة الألاف من الناس حيث يشتهر الإقليم بصراعات دامية بين قبائله المتنازعة في الغالب على الأرض "الحاكورة" والكلأ، وراح مئات القتلى ضحايا لصراع قديم بين قبيلتي المعاليا والرزيقات في شرق دارفور. وشدد سيسي على أهمية العودة الطوعية الكاملة للنازحين واللاجئين بعد أن تمت معالجة أسباب النزوح واللجوء، مشيدا بالعودة الكبيرة التي شهدتها منطقة مجمري، ودعا أهل دارفور للحفاظ على السلم الاجتماعي ومحاربة القبلية والانتماءات الضيقة. وافتتح سيسي بحضور والي ولاية غرب دارفور عدداً من المشروعات التنموية ضمن مشروعات المرحلة الأولى من مشروعات السلطة بمحليتي "مجمري" و"مولي". وأكد التزام السلطة الإقليمية لدارفور بتوفير الخدمات الضرورية لكل المناطق، مشيراً إلى إمكانية تأهيل شبكات المياه بكل من الجنينة والفاشر ونيالا وتأهيل مستشفى الجنينة التعليمي وإنشاء مستشفى مرجعي بها لتقديم الخدمات الصحية للمواطنين والمرضى من دول الجوار الأفريقي.