فاتو بنسودا تعرب عن شعورها 'باليأس والإحباط لتقاعس مجلس الأمن عن العمل إزاء الوضع في دارفور'. العرب [نُشر في 17/12/2015، العدد: 10130، ص(2)] البشير يثير الجدل من جديد نيويورك - شنت المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا، هجوما عنيفا على مجلس الأمن الدولي، بسبب "عجزه عن التحرك بشأن إقليم دارفور". وأعربت بنسودا عن شعورها "باليأس والإحباط لتقاعس مجلس الأمن عن العمل إزاء الوضع في دارفور"، معتبرة أن "مماطلة المجلس أدت إلى تدعيم موقف الرئيس السوداني ومباهاته بتجاهل القرارات الدولية". وانتقدت المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية عدم تحرك المجلس إزاء الجولات الخارجية التي يقوم بها الرئيس السوداني، وقالت، في جلسة حول السودان، إن"البشير ليس هاربا من العدالة فقط، بل يواصل السفر عبر الحدود الدولية، ويقوم أيضا بتقديم المأوى لهاربين آخرين، ويرفض تسهيل استسلامهم ونقلهم إلى المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمتهم". وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية، في عام 2009، لائحة اتهام ضد الرئيس السوداني، عمر حسن البشير، بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة. كما وجهت اتهامات مماثلة لوزير الدفاع، آنذاك، عبدالرحيم محمد حسين، ولوزير الداخلية السابق أحمد هارون، وزعيم ميليشيا ال"جنجويد"، علي قشيب، ولم يعتقل أي منهم بسبب رفض البشير تسليمهم. وتتعلق الاتهامات بالصراع في إقليم دارفور (غربي السودان) الذي أدى إلى مقتل نحو 300 ألف شخص وتشريد نحو مليونين طبقا لأرقام الأممالمتحدة. وأكدت بنسودا على ضرورة قيام مجلس الأمن الدولي "باتخاذ تدابير ملائمة، لضمان أن يتم اعتقال جميع الهاربين في دارفور وتقديمهم إلى العدالة"، موضحة "لا يملك مكتبي، ولا المحكمة ككل، صلاحيات الاعتقال التي تملكها الدول. وفي حالة السودان فإن هذا المجلس، الذي أحال الوضع في دارفور على المحكمة الجنائية الدولية، لديه مسؤوليات هامة لضمان أن تفي الدول بالتزاماتها". وأشارت المدعية العامة للمحكمة الجنائية إلى الطلبات المتكررة من قبل المحكمة بضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة في ما يتعلق بتجاهل السودان الصارخ لالتزاماته، ووصفت ذلك بأنه "انتهاك لقرارات مجلس الأمن، حيث تذهب هذه النداءات أدراج الرياح"، على حد تعبيرها.