محللون يتخوفون من أن يحفر بريكست هوة بين الشمال والجنوب، خصوصا اذا ما ترافق مع خروج من السوق الواحدة. العرب [نُشر في 2017/05/15] رئيس الوزراء الايرلندي يحذر من عواقب الاستفتاء دبلن - يطرح سيناريو اعادة توحيد ايرلندا الذي لم يكن أمرا يمكن تصوره قبل فترة قصيرة، مع تأييد البريطانيين للخروج من الاتحاد الأوروبي في الاستفتاء الذي يمكن أن يؤدي إلى انفصال مؤلم بين الشمال والجنوب. وفي أقل من سنتين، عندما تصبح المملكة المتحدة خارج الاتحاد الأوروبي، ستكون ايرلندا الشمالية المقاطعة البريطانية، وجمهورية ايرلندا التي ستبقى أوروبية، منفصلتين بشكل غير مسبوق منذ تقسيم المنطقة في 1921. وقال رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير الجمعة "ستكون المرة الأولى التي لن تسير فيها المملكة المتحدة وجمهورية ايرلندا تحت الشعار نفسه". وحتى الآن كان البلدان عمليا معا إما في خارج الاتحاد الأوروبي وإما في الاتحاد الأوروبي، لأنهما انضمتا سوية في 1973. لذلك ثمة تخوف من ان يحفر بريكست هوة بين الشمال والجنوب، خصوصا اذا ما ترافق مع خروج من السوق الواحدة. وتدفع هذه الامكانية القوميين الايرلنديين في حركة شين فين إلى المطالبة الشديدة باجراء استفتاء حول اعادة توحيد الجزيرة. وقال مات كاتي النائب الأوروبي عن شين فين اخيرا ان "بريكست غير كل شيء". واضاف ان "امكانية حمل الشمال على الخروج من الاتحاد الأوروبي ضد ارادة شعبه، ترعب المواطنين من كل التيارات السياسية"، مذكرا بأن 56% من ايرلنديي الشمال قالوا انهم يعارضون الخروج من الاتحاد. وزادت أيضا من حماسة القوميين، موافقة المسؤولين الأوروبيين على انضمام تلقائي لايرلندا الشمالية إلى الاتحاد الأوروبي، في اطار فرضية اعادة التوحيد. وخلص جيري ادامز زعيم الحزب القومي إلى القول ان "شين فين يأمل في اجراء استفتاء في السنوات الخمس المقبلة". تأييد إعادة التوحيد نص اتفاق الجمعة العظيمة للسلام الذي انهى في 1998 نزاعا استمر ثلاثين عاما بين الوحدويين الذين يشكل البروتستانت اغلبيتهم والجمهوريين الكاثوليك، على امكانية اجراء استفتاء في ايرلندا الشمالية حول الالتحاق بايرلندا الجنوبية. عمليا، يعود إلى لندن قرار الدعوة إلى هذا الاستفتاء، عندما تعتبر الحكومة البريطانية ان اكثرية تؤيد اعادة التوحيد. ولم تصل الأمور إلى هذه المرحلة حتى الان. فقد اثبت آخر استطلاع للرأي اجري في سبتمبر، ان 63 بالمئة من ايرلنديي الشمال يعارضون اتحادا مع الجنوب. ومنذ التقسيم في 1921، كانت أكثرية سكان الإقليم البريطاني دائما في الواقع بروتستانتية ومؤيدة لبريطانيا. لكن تغيرات عميقة تحصل، على الصعيد السكاني اولا، لأن الكاثوليك الذين يشكلون 45 بالمئة من السكان في مقابل 48 بالمئة من البروتستانت، كما يتبين من الاحصاء الاخير في 2011، يتحولون تدريجيا إلى اكثرية في ايرلندا الشمالية. "لعبة خطرة" على الصعيد الانتخابي بعد ذلك. فهذا الاتجاه ينعكس ايضا في صناديق الاقتراع حيث تعادل الشين فين تقريبا مع الوحدويين في الحزب الوحدوي الديمقراطي في الانتخابات الاخيرة في المقاطعة في مارس. في دبلن، يراقبون هذه التطورات بانتباه شديد وحرص في التصريحات. وقال وزير الخارجية الايرلندي تشارلز فلاناغان هذا الأسبوع ان بريكست جعل "بالتأكيد" موضوع الاستفتاء امرا ممكنا. لكنه اضاف ان "الوقت لم يحن بعد". اما برتي اهيرن رئيس الوزراء الايرلندي لدى توقيع اتفاق الجمعة العظيمة، فحذر من ان اجراء استفتاء سيكون "لعبة خطرة" من شأنها ان تشعل أعمال العنف في الشمال من جديد. وتستمر الشكوك ايضا حول رغبة دبلن في الاتحاد مع جار تساعده الحكومة البريطانية باثني عشر مليار يورو سنويا. وفي الشمال والجنوب. وفي الشمال والجنوب، لا تشكل الوحدة امرا تلقائيا. يقول جوني فاريل المعلق السياسي في دبلن، ان كثيرا من الأمور رهن بطبيعة الاتفاق بين الاتحاد الاوروبي والمملكة المتحدة حول بريكست. واضاف "اذا ساءت الامور في نظر البريطانيين، فيمكن ان يشهد الوضع تغيرا سريعا. فإيرلنديو الشمال يمكن عندئذ ان يقرروا ان مصلحتهم الاقتصادية تقضي ببقائهم في الاتحاد الأوروبي والسعي إلى اعادة توحيد ايرلندا".