مناوي: المدن التي تبنى على الإيمان لا تموت    الدعم السريع يضع يده على مناجم الذهب بالمثلث الحدودي ويطرد المعدّنين الأهليين    وزير الطاقة يتفقد المستودعات الاستراتيجية الجديدة بشركة النيل للبترول    المالية توقع عقد خدمة إيصالي مع مصرف التنمية الصناعية    أردوغان: لا يمكننا الاكتفاء بمتابعة ما يجري في السودان    بالصورة.. "حنو الأب وصلابة الجندي".. الفنان جمال فرفور يعلق على اللقطة المؤثرة لقائد الجيش "البرهان" مع سيدة نزحت من دارفور للولاية الشمالية    بالصورة.. "حنو الأب وصلابة الجندي".. الفنان جمال فرفور يعلق على اللقطة المؤثرة لقائد الجيش "البرهان" مع سيدة نزحت من دارفور للولاية الشمالية    أردوغان يفجرّها داوية بشأن السودان    القادسية تستضيف الامير دنقلا في التاهيلي    تقارير تتحدّث عن قصف مواقع عسكرية في السودان    بمقاطعة شهيرة جنوب السودان..اعتقال جندي بجهاز الأمن بعد حادثة"الفيديو"    اللواء الركن"م" أسامة محمد أحمد عبد السلام يكتب: الإنسانية كلمة يخلو منها قاموس المليشيا    وزير سوداني يكشف عن مؤشر خطير    شاهد بالفيديو.. عودة تجار ملابس "القوقو" لمباشرة البيع بمنطقة شرق النيل بالخرطوم وشعارهم (البيع أبو الرخاء والجرد)    مانشستر يونايتد يتعادل مع توتنهام    ((سانت لوبوبو الحلقة الأضعف))    شاهد بالصورة والفيديو.. حكم راية سوداني يترك المباراة ويقف أمام "حافظة" المياه ليشرب وسط سخرية الجمهور الحاضر بالإستاد    شاهد بالفيديو.. مودل مصرية حسناء ترقص بأزياء "الجرتق" على طريقة العروس السودانية وتثير تفاعلا واسعا على مواقع التواصل    بالصورة.. رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس: (قلبي مكسور على أهل السودان والعند هو السبب وأتمنى السلام والإستقرار لأنه بلد قريب إلى قلبي)    إحباط محاولة تهريب عدد 200 قطعة سلاح في مدينة عطبرة    السعودية : ضبط أكثر من 21 ألف مخالف خلال أسبوع.. و26 متهماً في جرائم التستر والإيواء    الترتيب الجديد لأفضل 10 هدافين للدوري السعودي    «حافظ القرآن كله وعايشين ببركته».. كيف تحدث محمد رمضان عن والده قبل رحيله؟    محمد رمضان يودع والده لمثواه الأخير وسط أجواء من الحزن والانكسار    وفي بدايات توافد المتظاهرين، هتف ثلاثة قحاتة ضد المظاهرة وتبنوا خطابات "لا للحرب"    أول جائزة سلام من الفيفا.. من المرشح الأوفر حظا؟    مركزي السودان يصدر ورقة نقدية جديدة    برشلونة ينجو من فخ كلوب بروج.. والسيتي يقسو على دورتموند    شاهد بالفيديو.. "بقال" يواصل كشف الأسرار: (عندما كنت مع الدعامة لم ننسحب من أم درمان بل عردنا وأطلقنا ساقنا للريح مخلفين خلفنا الغبار وأكثر ما يرعب المليشيا هذه القوة المساندة للجيش "….")    "واتساب" يطلق تطبيقه المنتظر لساعات "أبل"    بالصور.. أشهرهم سميرة دنيا ومطربة مثيرة للجدل.. 3 فنانات سودانيات يحملن نفس الإسم "فاطمة إبراهيم"    بنك السودان .. فك حظر تصدير الذهب    بقرار من رئيس الوزراء: السودان يؤسس ثلاث هيئات وطنية للتحول الرقمي والأمن السيبراني وحوكمة البيانات    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    غبَاء (الذكاء الاصطناعي)    مخبأة في باطن الأرض..حادثة غريبة في الخرطوم    رونالدو يفاجئ جمهوره: سأعتزل كرة القدم "قريبا"    صفعة البرهان    حرب الأكاذيب في الفاشر: حين فضح التحقيق أكاذيب الكيزان    دائرة مرور ولاية الخرطوم تدشن برنامج الدفع الإلكتروني للمعاملات المرورية بمركز ترخيص شهداء معركة الكرامة    عقد ملياري لرصف طرق داخلية بولاية سودانية    السودان.. افتتاح غرفة النجدة بشرطة ولاية الخرطوم    5 مليارات دولار.. فساد في صادر الذهب    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    الحُزن الذي يَشبه (أعِد) في الإملاء    السجن 15 عام لمستنفر مع التمرد بالكلاكلة    عملية دقيقة تقود السلطات في السودان للقبض على متّهمة خطيرة    وزير الصحة يوجه بتفعيل غرفة طوارئ دارفور بصورة عاجلة    الجنيه السوداني يتعثر مع تضرر صادرات الذهب بفعل حظر طيران الإمارات    تركيا.. اكتشاف خبز عمره 1300 عام منقوش عليه صورة يسوع وهو يزرع الحبوب    (مبروك النجاح لرونق كريمة الاعلامي الراحل دأود)    المباحث الجنائية المركزية بولاية نهر النيل تنهي مغامرات شبكة إجرامية متخصصة في تزوير الأختام والمستندات الرسمية    حسين خوجلي يكتب: التنقيب عن المدهشات في أزمنة الرتابة    دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان    والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة    شكوك حول استخدام مواد كيميائية في هجوم بمسيّرات على مناطق مدنية بالفاشر    السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تداعيات ثورة 25 يناير علي بلاد السودان !
نشر في السودان اليوم يوم 16 - 02 - 2011


ثروت قاسم
مقدمة :
في هذه المقالة , محاولة لاستعراض بعض تداعيات ثورة 25 يناير علي بلاد السودان ! واختزال بعض المقاربات والمقارنات لبعض المواقف والاحداث , في 12 محطة , كما يلي :
المحطة الاولي :
ازعم ان ثورة 25 يناير ثورة فريدة في نوعها , في التاريخ المصري قاطبة !
ليس لأنها ثورة شعبية ، من دون قيادة ، ومن دون أحزاب ، ومن دون زعيم ... وهي كذلك !
وليس لأنها ثورة سلمية ... وهي كذلك !
وليس لانها وصلت إلى هدفها الأول ( اسقاط الرئيس مبارك ) , فقط في 18 يومأ ! ... وهذه حقيقة !
وليس لانها سوف تحدث، تغييرا في توازن قوى الاستكبار العالمية ، من خلال مصالح هذه القوى في منطقة الشرق الأوسط التي تركز علي اسرائيل والبترول ! ... وهذه حقيقة !
وليس لانها سوف توقف الضربة الاستباقية الاسرائلية ضد ايران ! ... وهذه حقيقة !
لا ... ليس للاسباب اعلاه ؟
ولكن ثورة 25 يناير فريدة في نوعها لانها استولدت اول حاكم مصري سابق يعيش , حيأ في مصر , بعد تركه السلطة !
منذ عهد الفرعون الاله خوفو 5000 سنة قبل ميلاد المسيح , وحتي عهد الرئيس السادات , مات كل حكام مصر بطريقتين لا ثالث لهما !
اما موت طبيعي , وهم حكام في السلطة , علي فراش المرض !
الاستثناء الوحيد الذي يؤكد القاعدة هو موت الملك السابق فاروق , وهو خارج السلطة , وفي المنفي !
واما مقتولين , وهم حكام في السلطة , بطريقة او اخري !
لم تعرف مصر الحاكم السابق الذي ياكل الطعام , ويمشي بين الناس في الاسواق , في مصر !
ربما يكون اسم الحاكم ... الفرعون أو الوالي , او الخديو , او السلطان , او الملك , أو رئيس الجمهورية ... هذه كلها مسميات لشئ واحد ... هو الحاكم الفرد المطلق !
كل حاكم من هولاء الحكام يردد وعاليأ , قولا وفعلا :
اليس لي ملك مصر ؟ وهذه الانهار تجري من تحتي ! افلا تبصرون ؟
هل تذكر الرجل المسكين الذي كان يحمل مظروفا به ظلامة , لتقديمه للرئيس مبارك , وهو داخل عربته الرئاسية ! فاطلق عليه حارس الرئيس المرافق النار , فارداه قتيلا ! وتمت ترقية الحارس ترقية استثنائية !
نعم ... ثورة 25 يناير استولدت الحاكم السابق الحي , الذي يعيش في مصر ( شرم الشيخ ) , لاول مرة منذ 7000 سنة !
ثقافة القوم لا تعرف عبود , الحاكم السابق , الذي يحمل قفته الي السوق ويتبعه الناس وهم يتصايحون :
ضيعناك وضعنا معاك !
ثقافة القوم لا تعرف النميري , الحاكم السابق , الذي يجلس علي كرسي بلاستيك امام منزل والده ( الفقير الي ربه ) في ضل الضحي في ودنوباوي, ويجلس الدهماء معه لطق الحنك والونسة !
ثقافة القوم لا تعرف السيد الامام الذي يوقف عربته ويحمل السيارة , الواقفين علي قارعة الطريق , في عربته , ويوصلهم الي مقاصدهم !
هذه امتي ... خير أمة أنزلت بين الناس ؟
المحطة الثانية :
أجمع المراقبون أن نجاح ثورة 25 يناير في مصر , ونجاح ثورة الياسمين في تونس , مرده الي الانترنيت , ووسائط الاتصالات الرقمية الحديثة من فيسبوك , وتويتر , وتلفون محمول !
كيف ؟
ببساطة لان الانترنيت سهل وساعد في تجميع المتظاهرين والمحتجين في مكان واحد , في وقت واحد محدد ! التجميع الكثيف للمتظاهرين في مكان واحد , وضع السلطات الدكتاتورية المستبدة أمام خيارين , احلاهما مر :
الخيار الاول :
القمع الدموي الخشن ! مع ما يمكن أن يسفر عنه من موت المئات من المتظاهرين العزل , وبالتالي تعرية كاملة للسلطات الاستبدادية , وفضحها امام الراي العام العالمي ! بل جعلها فريسة سهلة في ايادي محكمة الجنايات الدولية ! والملاحقة الجنائية لقادتها ( كينيا مثالا ؟ ) !
الخيار الثاني :
التراجع !
كما حدث في تونس ومصر ! ومن بعد سقوط الانظمة الاستبدادية المدوي كما حدث في تونس ومصر !
يمكن اعتبار اثر وفاعلية الانترنيت حاليأ , كالمنشورات والبيانات السرية المطبوعة بالرونيو , في عهد ما قبل الانترنيت !
في كلمة كما في مائة , الانترنيت الية لنشر الوعي السياسي , وتذكير المواطنين بواجباتهم الوطنية , وحتمية التضحية في سبيل تحقيقها ! ووسيلة لتجميع المتظاهرين في مكان واحد ووقت واحد محدد !
الانترنيت لا يخلق الثورات ! ذلك أمر محصور في الجماهير !
المحطة الثالثة :
اكدت ثورة الياسمين في تونس وثورة 25 يناير في مصر ان اراء وعبقريات وتجليات الراي العام الشعبي اصبحت تؤثر في قرارات السلطات الاستبدادية المصيرية ! قبل يناير 2011 , كانت الانظمة الاستبدادية لا تضع اعتبارأ للراي العام الشعبي في بلادها , لانعدام الديمقراطية ! وعدم مشاركة الشعب الحقيقية ( وليست المزورة ؟ ) في انتخاب ممثليه وحكامه ! وبالتالي تسفيه الحكام لشعوبهم , وللراي العام الشعبي في بلادهم !
بعد ثورة تونس وثورة مصر , سوف يستمع قادة الانظمة الاستبدادية للراي العام الشعبي في بلادهم !
بعد ثورة تونس وثورة مصر ,سوف يغير الراي العام الشعبي الحكومات في البلاد العربية , وفي السودان بالاخص , تماما كما هو الحال في الدول الديمقراطية المتحضرة !
المحطة الرابعة :
في السابق , وفي بلدان أخري , فشلت حركات احتجاجية , مماثلة لحركات تونس ومصر , في احداث التغيير المنشود ! كان السبب الحصري شراسة القمع الذئبي الذي واجهته ( قبل ميلاد محكمة الجنايات الدولية ) ! وكان محصلة ذلك القمع الوحشي للحركات الاحتجاجية السلمية المكشوفة في الشارع العام , لجؤ هذه الحركات الاحتجاجية الي حمل السلاح , والي العنف والعمل السري الخشن , خارج الشارع العام ! والذي جرى التعبير عنه بحروب أهلية , كما حدث في دارفور , وقبلها في الجزائر واليمن ! أو باستدعاء تدخل خارجي عنيف كما حصل في عراق صدام .
المحطة الخامسة :
الحركة الاحتجاجية في تونس وفي مصر كشفت زيف الهياكل التشريعية الكرتونية التي اتت بانتخابات مزورة ومخجوجة ! وعرت هشاشة الحزب الحاكم الذي يسيطر علي اكثر من 90% من مقاعد البرلمان!
بعد اقل من شهر من المظاهرات السلمية في تونس , وفي مصر , وبسقوط النظام الدكتاتوري الحاكم , سقط معه الحزب الحاكم في تونس وفي مصر , كما تسقط القلاع الرملية , التي يبنيها الاطفال علي شاطئ البحر !
أين الحزب الدستوري الحاكم في تونس ؟ سراب !
اين الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم في مصر ! فصل ملح وداب !
عدم في عدم في عدم !
وسوف يشهد حزب المؤتمر الوطني الحاكم في دولة شمال السودان نفس المصير !
المحطة السادسة :
في المحصلة النهائية , نجد ان الفائز الاكبر من تفجير ثورة 25 يناير كان ... أيران ؟
كانت اسرائيل تخطط , بمساعدة ادارة اوباما , لضرب ايران , لتدمير , او علي الاقل , لتعطيل , برنامجها النووي ! كانت اسرائيل مطمئنة علي سلامة جبهتها الغربية , بوجود مبارك في السلطة ! حامي حماها , والذي كان سوف يحتوي اي تفلتات امنية ضد اسرائيل في داخل مصر , وفي غزة حماس ! بل ربما , بالمغتغت , ضد حزب الله في لبنان !
بعد زوال مبارك , اصبح ضهر اسرائيل الغربي مكشوفأ ! أذ لا تضمن اسرائيل ردة فعل الشارع المصري علي اي ضربة اسرائيلية لايران المسلمة ! والاهم لا تضمن اسرائيل موقف السلطة الجديدة في القاهرة من ردة فعل الشارع المصري !
اجمع المراقبون في اسرائيل ان زوال مبارك قد كشف جبهة اسرائيل الغربية ! ولن تجازف اسرائيل بضربة استباقية ضد ايران , وجبهتها الغربية مكشوفة !
تردد ايران دائمأ ان الجاهل الامريكي عدو نفسه !
فامريكا قد دمرت اكبر عدو لايران ... عراق صدام ! الذي لم تستطع االة الحرب الايرانية القضاء عليه طيلة 8 سنوات من الحرب الضروس ( 1980 – 1988 ) ! التي راح ضحيتها أكثر من مليون شهيد ايراني !
امريكا قد دمرت نظام الطالبان المتطرف الذي يعتبر شيعة ايران من الكفرة المارقين ! والذي يعتبر المذهب الشيعي أضل سبيلأ من الدين المسيحي , بل من الدين اليهودي !
شنت , وتشن , وسوف تستمر امريكا , في شن الحرب العالمية ضد الارهاب ( اسم الدلع للقاعدة ) ! القاعدة التي تصنف ايران الشيعية كالعدو نمرة واحد , واثنين , وثلاثة , وبعد ذلك اسرائيل وامريكا !
المفروض والمنطق يقول بان تكون امريكا حليف وصديق ايران ... عملأ بمبدأ عدو عدوك ( في هذه الحالة اعدائك ؟ ) صديقك !
ولكن دعم ايران لحماس وحزب الله , قد قلب الريكة الامريكية في وجه ايران ! واصبحت العدو الاول لامريكا !
وحصريأ بسبب اسرائيل ! وخوف اسرائيل المرضي من كل من يدعم القضية الفلسطينية !
المحطة السابعة :
30 سنة حسومة , والرئيس مبارك , يحاكي النمل , وهو يبني في اهرام سلطاته الدكتاتورية الفرعونية ! بالقمع والقهر , والرشي والفساد والافساد , وبالتدليس والتزوير والخداع !
30 سنة طويلة !
ثم وفي 30 ثانية ينهار هذا الهرم , ويسقط الي الارض هذا الصرح ! ويصبح أثرأ بعد عين !
30 ثانية ... الوقت الذي أستغرقه اللواء عمر سليمان وهو يعلن ان الرئيس مبارك قد قرر الاستقالة من منصبه كرئيس لمصر , وان المجلس العسكري الاعلي سوف يحل مكانه في رئاسة الدولة المصرية !
30 ثانية ... تهدم عمل 30 سنة !
ساء ما كان يحكمون !
المحطة الثامنة :
دعنا نعقد مقاربة بين ما يحدث حاليأ في مصر , وما حدث في عام 1954 داخل حركة الضباط الاحرار ! كان هنالك معسكران متدابران داخل حركة الضباط الاحرار ! معسكر بقيادة اللواء محمّد نجيب، رئيس الجمهوريّة الكرتوني ّ ، وكان يدعو إلى عودة الجيش إلى ثكناته , بعد نجاح الانقلاب وطرد الملك فاروق خارج مصر , وإعادة الحياة النيابية المدنية إلى مصر ! وكان المعسكر الثاني يقوده البكباشي جمال عبدالناصر , رئيس مجلس الوزراء , الذي يدعو الي اقامة ديكتاتورية عسكرية , وشطب الاحزاب السياسية من المعاجم المصرية !
والنتيجة معروفة !
نظام مبارك المنتوج والابن الشرعي للنظام العسكري الذي اسسه عبدالناصر قبل 57 سنة في في عام 1954 !
وحاليا يوجد معسكران داخل المجلس العسكري الاعلي الذي يحكم مصر بعد رحيل مبارك ! معسكر اللواء محمد نجيب , وهو معسكر ضعيف , تدعمه ادارة اوباما لفظأ , وليس فعلأ ! والمعسكر الثاني هو معسكر البكباشي جمال عبدالناصر , وهو المعسكر الاقوي , وتدعمه اسرائيل , ومن ورائها ادارة اوباما بالمغتغت !
وقائع التاريخ تؤكد ان العساكر في المجلس العسكري الاعلي سوف تستهويهم السلطة , وسوف يكنكشوا فيها , ولن يسمحوا بقيام حياة مدنية ديمقراطية معافاة , تسحب منهم السلطة والامتيازات ؟
المحطة التاسعة :
تمخضت ثورة 25 يناير الشبابية فولدت المجلس العسكري الاعلي ! زال مبارك , رمز ورأس النظام الموروث من حقبة عبدالناصر ! وبقي هيكل النظام , كما هو , فورثه المجلس العسكري الاعلي !
المجلس العسكري الاعلي هو اسم الدلع لمبارك !
تمخضت ثورة 25 يناير الشبابية فولدت انقلاب عسكري هادئ مخملي , كما حذر من ذلك اللواء عمر سليمان , قبل ان يطويه النسيان !
المشير محمد حسين طنطاوي هو فرعون مصر الجديد ! الذي يصدر الاوامر الان ! ولكنه فرعون تايواني , لن يستمر طويلأ علي دست العرش !
هاك بعضا من هذه الاسباب :
اولا لانه نصف نوبي ... وموقع النوبي في الثقافة المصرية , اقل كثيرأ من موقع الجنوبي في الثقافة السودانية الشمالية !
وثانيأ لانه محسوب علي الرئيس المخلوع مبارك , الذي نفخه بمنفاخ عملاق , ونصبه وزيرا للدفاع , ووزيرأ للتصنيع الحربي , وقائدا عاما للجيوش المصرية ... فقط لانه ( مبارك ) يأمن شره , ولان طنطاوي لن يفكر في الانقلاب عليه ... كونه نوبي ! لم ينس الرئيس مبارك الخوفة التي ادخلها في رعبه وزير الدفاع القوي المشاكس المشير ابوغزالة , فتغدي مبارك بابي غزالة , واحاله للمعاش والاستيداع , قبل أن يتعشي ابو غزالة به !
وثالثأ لانه ( 74 سنة ) مريض ! وليس له اي طموحات شخصية , كونه يفتقر للخيال والذكاء ! وحاز علي مواقعه الحساسة السامقة بفضل السقف الواطي لنوبيته , وولائه الاعمي لمبارك ! وليس بفضل موهلاته وعطائه !
كما ان المشير طنطاوي رجل منضبط , نظيف اليد , لم تلوثه اغراءت السلطة والثروة , حتي يفكر في الاستمرار حاكما مطلقأ , لكي يكوش علي مزيد من المال , كما فعل عرابه مبارك , وملياراته السبعين ؟
ورابعأ لان المشير طنطاوي صرح , علي روؤس الاشهاد , بأن الفريق سامي عنان , رئيس هيئة الاركان المشتركة , هو خير من يقود مصر خلال الفترة الحرجة , التي تمر بها حاليا , بعد سقوط مبارك !
المحطة العاشرة :
دعنا نعقد مقاربة بين ما قاله شاه ايران ( طهران – يناير 1979 ) لوليم ساليفان , آخر سفير أمريكي في طهران في عهد الشاه ! وماقاله الرئيس مبارك علي التلفون ( القاهرة _ فبراير 2011 ) لوزير الدفاع الاسرائيلي الاسبق بنيامين بن اليعازر!
ربما تذكر ان بن اليعازر قد وصف الرئيس المصري بانه كنز استراتيجي لدولة اسرائيل !
قال شاه ايران في عام 1979 :
( أن هناك مؤامرة ضدي ، تحركها الأيادي الأجنبية من وراء الستار! إنا لا افهم لماذا تشترك الولايات المتحدة في مؤامرة ضدي وضد نظامي ؟
ما الذي فعلته لأستحق من الولايات المتحدة مثل هذه المعاملة السيئة ؟) !
قال الرئيس مبارك في عام 2011 :
( يتحدثون في امريكا عن الديمقراطية! ولكنهم لا يعلمون ما يقولونه! والنتيجة ستكون تطرفا واسلاما سياسيا! إن كرة الثلج التي تمثلها الحركات الاحتجاجية لن تتوقف في مصر! ولن تستثني اي بلد عربي في الشرق الاوسط والخليج!
تسعي الولايات المتحدة سعيا مضللأ لنشر الديمقراطية في الشرق الاوسط ! ) !
وقع الشاه , وانحي بالائمة علي الولايات المتحدة !
وسقط مبارك , ولام الولايات المتحدة علي سقوطه !
وفي الحالتين كانت الولايات المتحدة الحليف والصديق وحامي الحمي , لكل من شاه ايران , وفرعون مصر !
ولكن وكما قال هوبز :
لا اخلاق في السياسة !
المحطة الحادية عشر :
يقولون الحكيم يتعلم من أخطائه! وأحكم منه من يتعلم من أخطاء غيره !
ويقول السيد الامام :
العاقل من اتعظ بغيره واجرى اصلاحا استباقيا ، والشقي من قيده الرضا عن الذات فانتظر دوره.
وعليه يجب ان نعي الدرس المصري جيداً ! فلمصر دائماً , ومنذ الفرعون الاله رمسيس , موقع القيادة والريادة في بلاد السودان !
نحن نحاكي الككويات في تقليدنا الاعمي للعادات والتجارب والممارسات المصرية !
بنت مصر الفرعونية الاهرامات والمعابد , فتبعناها !
استوردنا منها عروس النيل والخفاض الفرعوني !
غشت شعبها بالاتحاد الاشتراكي والحزب الوطني الديمقراطي الحاكم , وقوي الشعب العاملة , فمشينا وراءها , فقط غيرنا اسم الحزب الحاكم الي حزب المؤتمر الوطني !
زورت الانتخابات وجعلت الحزب الحاكم يمثل البرلمان والقضاء والحكومة حتة واحدة , اي الدولة ! فحاكيناها كالقرود !
قمعت شعبها بواسطة قوات امنية ذئيبة ! فلم نقصر , بل تفوقنا عليها باستحداث بيوت الاشباح , والصالح العام , والحروب الجهادية , التي أضاعت مننا كل الجنوب ... هكذا سنبلة ! ا
الطغيان ملة واحدة ... تسلب كرامة الانسان وحريته وتمارس الظلم والاستبداد !
تبعنا مصر في الخطأ !
فهل نتبعها في الصواب !
فهل نتبعها في ثورة النيم المقابلة لثورة 25 يناير , والتي سوف تستولد دولة مدنية ديمقراطية مبنية علي المواطنة ؟
انتظروا ... انا لمنتظرون !
المحطة الثانيةعشر :
وقف نظام الانقاذ موقفاً سلبياً من ثورة 25 يناير , لخوفه من أن تتكرر التجربة في دولة شمال السودان ! كما تقاعست جميع الاحزاب السودانية عن دعم ثورة 25 يناير ! حتي مولانا الميرغني , المحسوب علي النظام المصري , لم يصدر اي تصريح داعما للمجلس العسكري الاعلي ( ولا نقول لثورة 25 يناير ) ! دخل مولانا الميرغني في شرنقته , واثر السلامة ! لعله لم يتلق اي تعليمات محددة من عمداء جهاز المخابرات المصري , بما يجب ان يفعله !
اما السيد الامام فقد كان السياسي السوداني الوحيد , الذي اصدر تصريحين :
الاول قبل تنحي الرئيس مبارك في يوم الجمعة 11 فبراير 2011 ! والتصريح الثاني بعد تنحي الرئيس مبارك !
في التصريحين اشاد السيد الامام بثورة 25 يناير , وتمني لها وللشعب المصري النجاح ! وفي التصريح الاول قدم السيد الامام نداء للرئيس مبارك , وهو في السلطة , بأن يتنحي نزولا علي رغبات شعبه !
وتاني ؟
اال مولانا اال ؟
ثروت قاسم
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.