اليوم انقسمت مشاعر السودانيين إلي قسمين القسم الأول فرح مبتهج تنهمر من عيونهم دموع الفرح الغزيرة ترقص طربا مع إيقاعات الطبول التي تقرع في ساحات الاحتفالات و التي تشق أصواتها عنان السماء و يرقص معها كل جموع الأخوة في جنوب السودان أنهم قد نالوا حصيلة كفاحهم و تضحياتهم و يشاركهم الفرح و هناك أيضا مجموعة فرحة بنتيجة أعمالها التي أدت إلي فصل الجنوب مجموعة الإنقاذ و أتباعها عملت منذ أن جاءت للسلطة في عام 1989 و هي تسعي لتمزيق السودان و جعلت في كل بيت نائحة و صائحة لفقدها فلذات أكبادها و هي ما تزال تقرع طبول الحرب في كل أنحاء السودان و تقف في المنابر متوعدة المواطنين بأيام ذل قادمة ما عليهم إلا الخضوع لها دون رفع أية راية للرفض و بفعل هذه المجموعة و سلوكياتها السياسية سوف يسجل التاريخ في يوم 9 يوليو عام 2011 أنه أنشطر السودان لدولتين في عهد الرئيس عمر حسن أحمد البشير و حزب المؤتمر الوطني و التي وقفت قياداته في منابر السودان ترقص طربا لنجاح خطتهم الهادفة إلي انفصال الجنوب و الانفراد بشمال السودان خططهم التي أشعلت الحروب في كل أقاليم السودان و ما تزال تتوعد أن تشعلها في مناطق أخري و كما قال الرئيس البشير من قبل من يريد السلطة عليه بحمل السلاح و الآن يكررها دكتور نافع علي نافع في لندن وسط جمع من السودانيين يحسهم علي حمل السلاح و اللجوء للقوة إذا أرادوا السلطة بدلا أن يقول لهم أن البلاد سوف تتحول إلي سلطة دستورية و من أراد السلطة اللجوء للشعب لكي يكسب الانتخابات القادمة و لكن في حالات الغضب تخرج الحقائق واضحة كقرص الشمس في كبد السماء و لكن النخبة الحاكمة ليس لها علاقة بالدستور أو غيره أنما تريد التشبث بالسلطة. القسم السوداني تمتلئ جوانحهم بالحزن و يعتصرهم الألم علي فراق جزء عزيز عليهم و سيظل عزيزا عليهم لروابط و علاقات حميمة لا تنفطر و تنشطر و لا تتأثر بفعل الانفصال و سيظل يتضرعون إلي الله من أجل أن يلتئم الشمال قريبا كما إلتأم بين الألمانيتين و اليمنين و غيرهما هؤلاء هم المواطنين الذين حبوا السودان كوطن و حافظوا عليه رغم طول الحرب الأهلية و ستظل خريطة السودان التي تعلقت في أذهانهم منذ الاستقلال محفورة في ذاكرة الأجيال و ستظل اللعنات موجهة لكل من ساهم من أجل الانفصال و جعله حقيقة واقعة علي دفتر التاريخ حتى يرث الله الأرض. جاء انقلاب الإنقاذ و تلي البيان الأول بأن القوات المسلحة بقيادة عمر البشير جاءت للسلطة لكي تحافظ علي وحدة السودان و نعتت الأحزاب بالضعف و إنها خائرة القوة عديمة التأييد الشعبي كادت أن تفرط في وحدة السودان و لكن رغم ضعف الأحزاب الذي يقولون عنه إنها لم تفرط في وحدة السودان أو أية شبر من الوطن و لكن في عهد الإنقاذ انفصل الجنوب و هناك أقاليم في السودان تقع تحت سيطرة قوات أجنبية كما أن الحروب اشتعلت في كل أقاليم السودان و راح ضحيتها مئات الآلاف من المواطنين و ما تزال بؤر الحروب مشتعلة في العديد من المناطق و ما يزال السيد رئيس الجمهورية يقف في المنابر أخرها قبل أيام من انفصال الجنوب في الدويم يرسل رسائل الحرب و يتوعد المواطنين بحرب ضروس و أن أصابعهم منتصبة لكي تفتك بالعيون الحائرة و من قبله قال مساعده في لندن جئنا بالقوة و الداير يشيلنا عليه بالقوة هكذا تطلق صيحات الحرب من أفواههم دون الانصياع لجانب الحكمة و نسوا في زحمة مباهج السلطة و الاعتقاد أنهم في حمي حماية مؤسسات الردع شعاراتهم الإسلامية و تعاليم الإسلامية " المؤمن لا طعان و لا لعان و لا فاحش و لا بذئ " " لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك" و يمكرون و يمكر الله و الله خير الماكرين. أن الرسائل التي أرسلها السيد رئيس الجمهورية من مدينة الدويم هي رسائل تؤكد أن المؤتمر الوطني يسعي في المرحلة القادمة من أجل دفع جزء أخر من البلاد للانفصال عندما يتوعد الناس بأنه سوف يدخل أصابعه في عيون الذين يحمرون له و ما هي إلا قرع لطبول الحرب كان من المفترض أن يكون انفصال الجنوب درس تتعلمه النخبة الحاكمة و خاصة السيد رئيس الجمهورية الذي ما وقف في منبر إلا تطايرت من فمه كلمات الوعيد و الحرب و هي كلمات تزيد الغل الذي استوطن القلوب و تدفع بآخرين للبحث عن النصرة حتى عند أعداء السودان بعد غياب الحكمة عند النخبة الحاكمة كان يتوقع أن الانفصال سوف يدفع القوم من أجل البحث عن الاستقرار و السلام فيما تبقي من السودان و لكنها اللعنة التي سوف تجعل الحروب مستعرة حتى يفيق القوم أن القوة ليست هي في المؤسسات القمعية التي يسيطرون عليها و عليهم أخذ العبر بما يحدث في سوريا و ليبيا رغم جبروت تلك المؤسسات و لكنها لم تكسر عزيمة الشعب الأعزل و لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم و الله الموفق. بقلم: زين العابدين صالح عبد الرحمن [email protected] الوقوف إلى جانب السودان الجنوبي من المقرر أن تنضم جمهورية السودان الجنوبي اليوم (السبت) الموافق 9 يوليو (تموز) إلى المجتمع الدولي. سوف تصل وفود أجنبية رفيعة المستوى إلى عاصمة الجنوبجوبا لمشاهدة ميلاد الدولة الجديدة ترفع علمها وتنصب سلفا كير ميارديت كأول رئيس للدولة. سيكون هذا يوما مشهودا ومشحونا بالعواطف بالنسبة إلى 8 ملايين مواطن في السودان الجنوبي. وقد صوت الناخبون في يناير (كانون الثاني) في استفتاء تاريخي على انفصال الجنوب، ويعتمد تنفيذ ذلك بشكل سلس هادئ على القيادة في شمال وجنوب السودان. لكن ضريبة المواطنة مكلفة وباهظة تمثلت في خسارة عدد من الأرواح ونزوح المواطنين خلال حرب استمرت 21 عاما انتهت عام 2005. عندما يستقل الرؤساء ووزراء الخارجية المجتمعون طائراتهم للعودة إلى الديار، ستظل التحديات مخيفة كما هي. سوف تكون دولة السودان الجنوبي يوم ميلادها في ذيل قائمة الدول بحسب جميع مؤشرات التنمية البشرية، فالإحصاءات متدنية للغاية، حيث إن معدل وفيات الأمهات في الجنوب من أعلى المعدلات في العالم. وتتجاوز تقديرات الجهل بالقراءة والكتابة بين النساء 80 في المائة. ويعيش أكثر من نصف السكان بأقل من دولار واحد في اليوم. وتواجه حكومة جديدة نسبيا وتفتقر إلى الخبرة وذات مؤسسات ناشئة كثيرا من القضايا الحيوية، مثل الفقر وغياب الأمان وعدم وجود بنية تحتية. لقد شعرت شخصيا بمدى صعوبة هذه التحديات خلال زيارتي الأولى لجنوب السودان عام 2007، حيث لا تتجاوز مساحة الجنوب 620 ألف كيلومتر مربع، ويبلغ طول الطرق الممهدة أقل من 100 كلم. بالنظر إلى الصورة الأكبر سنرى مخاطر زيادة أعمال العنف والأذى الذي قد يلحق بالمدنيين والمعاناة الإنسانية. في الوقت ذاته يتمتع الجنوب بإمكانات وموارد هائلة، حيث يحتوي على موارد نفطية ومساحة كبيرة من الأرض الزراعية ويمر نهر النيل في قلبه، مما يشير إلى إمكانية أن يصبح دولة قابلة للحياة تتمتع بالرخاء قادرة على توفير الأمن والخدمات وفرص العمل لمواطنيها. لكن لا يمكن السودان الجنوبي وحده أن يواجه هذه التحديات أو يستفيد من تلك الإمكانات الهائلة التي يتمتع بها، حيث يتطلب ذلك شراكة كاملة مع المجتمع الدولي وكذلك دول الجوار. الأهم من ذلك، ينبغي على القادة الجدد للسودان الجنوبي أن يتواصلوا مع نظرائهم في الخرطوم، فمن الضروري إرساء علاقات قوية سلمية مع الشمال. ويعد الاتفاق الخاص بالحدود والعلاقات الوطيدة المستمرة من أولويات الدولتين اللازمة لضمان استفادة الدولتين من عائدات النفط في الإقليم. ومن الضروري التوصل إلى ترتيبات خاصة بالحدود للحفاظ على العلاقات والروابط القوية التاريخية والاقتصادية والثقافية بين البلدين. أدى ما يشهده كل من جنوب كردفان وأبيي حاليا من عدم استقرار إلى توتر العلاقات بين شمال وجنوب السودان وتصعيد في الخطاب السياسي. لقد حان وقت أن يفكر الشمال والجنوب في فوائد التعاون على المدى الطويل لا في تحقيق مكاسب سياسية قصيرة المدى على حساب بعضهما البعض. لا بد أن يتواصل السودان الجنوبي مع دول جواره. وهناك توجه في مختلف أنحاء العالم بوجه عام وفي أفريقيا بوجه خاص نحو إقامة شراكات إقليمية. سيشب السودان الجنوبي عن الطوق من خلال مشاركته كعضو فاعل في المنظمات الإقليمية بشرق أفريقيا والعلاقات التجارية الدائمة والسياسية مع كل دول القارة. أخيرا يجب على السودان الجنوبي أن يتواصل مع مواطنيه، حيث إن عليه العثور على مواطن القوة في التنوع وبناء مؤسسات تمثل جميع المكونات الجغرافية والعرقية. يجب ضمان إرساء أساس أي دولة حديثة ديمقراطية حيث يتمثل في حرية التعبير وضمان جميع الحقوق السياسية والمؤسسات الشاملة التي تزيد من مدى استفادة سكان المناطق الريفية وكذلك المناطق التي تأثرت بالصراع. في القرن الحادي والعشرين، نما إدراك المجتمع الدولي لمسؤوليات الحكومات أمام شعوبها التي تتضمن حماية الحياة السياسية والحقوق الديمقراطية. أوضحت الثورات الشعبية التي شهدتها مؤخرا دول شمال أفريقيا والشرق الأوسط ما يمكن أن يحدث عندما لا تعير الحكومات اهتماما لاحتياجات ومطالب شعوبها. تلتزم الأممالمتحدة بمساعدة حكومة السودان الجنوبي في القيام بالتزاماتها الكثيرة. ولهذا اقترحت إرسال بعثة أمم متحدة جديدة إلى السودان الجنوبي للمساعدة في بناء المؤسسات التي تحتاج إليها الدولة للوقوف على قدميها. فلنتذكر ونحن نقوم بذلك أن الأممالمتحدة هي طرف واحد فقط من ضمن أطراف كثيرة ينبغي للحكومة أن تحصل عليها من الشمال ودول الجوار في المنطقة وخارجها، والأهم من ذلك من شعبها. سأنضم اليوم (السبت) إلى قادة آخرين في جوبا لنشهد ميلاد دولة السودان الجنوبي. آخر ما تحتاج إليه أي دولة ناشئة وليدة تخرج للنور هو الاحتفال بمولدها فقط لينساها الجميع إلى أن تشهد أزمة أخرى. هدفنا هو القيام بما هو أكثر من الاكتفاء بالاحتفال بمولد هذا البلد، وهو تسليط الضوء على الالتزام الدولي تجاه شعبه وهو يبني دولة قوية مستقرة لتصبح في النهاية دولة تتمتع بالرخاء والازدهار. * الأمين العام للأمم المتحدة