ذكرت مصادر رسمية في بعثة الأممالمتحدة بالسودان أن منطقة جنوب كردفان تعرضت لقصف جوي يوم الاثنين الماضي بالتزامن مع تصريحات للرئيس السوداني حذر فيها من احتمال اندلاع مواجهات مع الدولة الناشئة في الجنوب بسبب أبيي. فقد نقل موظفون في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في السودان عن عمال إغاثة في منطقة جنوب كردفان، أن قصفا جويا عنيفا استهدف الاثنين الماضي أنحاء متفرقة من المنطقة الواقعة على الحدود بين السودان وما باتت تعرف منذ يوم السبت الماضي بدولة جنوب السودان. بيد أن مكتب التنسيق أكد عدم قدرته على تأكيد وقوع إصابات جراء القصف بسبب ما قال إنه الحظر الذي تفرضه السلطات السودانية على تنقلات أي جهة دولية. الوضع الإغاثي وأضاف المكتب أن مخزوناته من المواد الإغاثية باتت مهددة بالنفاد وبحاجة إلى تموين إضافي عاجل حالما يتم السماح بذلك للموظفين المكلفين بهذه المهمة.يشار إلى أن ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق تعتبران من المناطق الحدودية الساخنة التي تشكل قضية خلافية عالقة بين السودان وجمهورية جنوب السودان التي أعلنت انفصالها رسميا في التاسع من الشهر الجاري. وباعتبار أن مسألة ترسيم الحدود لم تحسم بعد، لا تزال الولايتان المذكورتان تعتبران جزءا سياديا من أراضي جمهورية السودان، وكان الرئيس السوداني عمر البشير قد أعلن الثلاثاء في خطابه أمام البرلمان تمديد المهلة الزمنية لتطبيق المشورة الشعبية في المنطقة. الرئيس يحذر وكان الرئيس البشير حذر في مقابلة تلفزيونية مع محطة “بي بي سي" يوم الاثنين الماضي من احتمال تفجر النزاع العسكري مجددا في حال عدم احترام الاتفاقيات بشأن منطقة أبيي الغنية بالنفط. وقال البشير إن القتال يمكن أن يتجدد إذا لم يتم احترام الاتفاقات بشأن المناطق المتنازع عليها مثل أبيي، والتي يمكن ضمها إلى جنوب السودان بموافقة من القبائل العربية البدوية بموجب استفتاء في المستقبل، لكنه وصفه بأنه سيناريو غير محتمل. وأضاف الرئيس السوداني -الذي حضر احتفالات الإعلان عن انفصال جنوب السودان- أنه يريد أن تغادر قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدةِ المنطقةَ، ورحّب باحتمال الاستعاضة عنها بقوات إثيوبية، وهي خطوة أيدها مجلس الأمن الدولي في وقت سابق هذا الأسبوع. وتعهد البشير بسحب قوات بلاده إلى خارج أبيي في حال وصول القوات الإثيوبية التي سيتم تفويضها رسميا من قبل مجلس الأمن الذي أقر الثلاثاء إنهاء عمل قوات حفظ السلام (يونميس) في الطرف السوداني من الحدود مع دولة جنوب السودان الجديدة وذلك نزولا عند طلب الخرطوم. وكانت القوات المسلحة السودانية قد دفعت يوم 21 مايو/أيار الماضي بعدد من جنودها إلى أبيي مدعومين بالدبابات ردا على ما وصفتها الخرطوم بمحاولة الجيش الشعبي لتحرير السودان -الذراع العسكرية للحركة الشعبية لتحرير السودان الحزب الحاكم في الجنوب- فرض الأمر الواقع على الأرض قبل الدخول في عمليات تفاوضية حول مصير المنطقة.