السوداني:تمر غداً الذكرى السادسة لرحيل القائد الوطني الكبير قرنق مبيور أتيم وستجد ذكراه صدى على ضفتي السودان كقاسم مشترك في الذاكرة الوطنية السودانية وعند كثير من السودانيين(ات) في الداخل والخارج، وتمر هذه الذكرى في واقع مختلف وفي سودانيين مختلفين وفي وجود تنظيمين للحركة الشعبية شمالاً وجنوباً.ومن إنحسار مياه وطنين وضجيج القضايا العابرة تظل قضيتين صلدتين غير قابلتين للمزايدة بدوافع قومية ضيقة على ضفتي السودان، وهما:1) اهمية وضرورة العلاقات الاستراتيجية بين دولة السودان ودولة السودان الجنوبي لخدمة مصالح جميع الشعوب السودانية عبر جوار جاذب يتخطى السودان ويمتد للافارقة والعرب والانسانية.2) رؤية السودان الجديد ماركة مسجلة بإسم الدكتور جون قرنق دي مابيور وهي مساهمته الرئيسية ويمكن ان نقول في عبارة واحدة ان الدكتور جون قرنق هو (رؤية السودان الجديد)، وهي رؤية بوليفارية الملامح فكما سعى سيمون بوليفار لتوحيد بلدان امريكا اللاتينية، فقد سعى الدكتور جون قرنق لتوحيد الشعوب السودانية، والانتماء لمشروع السودان الجديد يحتم ضرورة البحث عن إتحاد سوداني جديد قائم على إتحاد بين دولتين مستقلتين كشأن الإتحاد الاوربي. اخذين ما هو إيجابي، فإن تقرير المصير للسودان الجنوبي أتى كممارسة سلمية ديمقراطية مكنت شعوب جنوب السودان من إنشاء إطار سياسى وقانوني ودستوري جديد، وأتى ذلك بإرادة مشتركة من ضفتي السودان، غض النظر عن الملابسات التي أدت لترجيح كفة الإنفصال على الوحدة. ويمكن البناء على ذلك لقيام إتحاد سوداني في المستقبل بإرادة حره سلمية وديمقراطية على ضفتي السودان. ومن المهم ان نسجل ونقف عند مشاهداتنا وما لمسناه من مشاعر ايجابية لمستقبل السودان في إحتفالات 9 يوليو بقيام الدولة الجديدة والايام التي تلت ذلك، فقد لمس الكثير من بنات وأبناء الشمال المتواجدين في الجنوب المشاعر الودية والدافئه لشعوب الجنوب تجاه شعوب الشمال، وقد شاهدنا ترديد ألآف المشاركين(ات) في الإحتفال وعلى نحو مهيب النشيد الوطني لدولة السودان وهو الاخير في ظل الدولة الموحدة بشكل جماعي مفعم بالعواطف، خاليٍ من المشاعر السلبية، وفعلوا نفس الشي مع النشيد الوطني للدولة الوليدة. إن تحقق مطالب الجنوبيين على نحو سلمي هو تحرير للجنوب والشمال في آن معاً من العلاقات والوحدة القائمة على القهر. وعلى هذا النحو فإنه يحمل في داخله بذرة صالحة للمستقبل لقيام إتحاد سوداني جديد، وبنفس آلية الإستفتاء. وفي ذلك فإن الدكتور جون قرنق دي مابيور يظل هو رائد التأهيل النظري والعملي لوحدة شعوب السودان، وتظل رؤيته أساس للمناخ الإيجابي في الجنوب اليوم تجاه الشمال والشماليين(ات)، لاسيما وأن آلاف الشماليين(ات) قد شاركوا في الحرب الأهلية الى جانب الجنوبيين(ات). ومن اللافت للنظر انه في معظم الأحيان عندما تهنئ شخص جنوبي بالإستقلال بعبارة مبروك، كان الرد في معظم الحالات ( مبروك لينا كلنا)، وهي دلالة ايجابية وفي اتجاه ايجابي. وحينما شارك الاستاذ والمبدع الوطني الكبير محمد وردي في حفل العشاء الذي أقيم بمناسبة ميلاد الدولة الجديدة، وصدح برائعته (أصبح الصبح) إندهش الاجانب لإنفعال وتفاعل الجنوبيين والشماليين معاً بهذا العملاق النوبي السوداني وأبدوا أسئلة عديدة حول هذا الوجدان العظيم المشترك، وإنتشرت نكتة حينها تقول إن (على الجنوب الإحتفاظ ليس فقط بالعلم القديم، بل بمحمد وردي كذلك). إننا ندعو السودانيات والسودانيين، شمالاً وجنوباً، غرباً وشرقاً ووسطاً، للإحتفاء بحياة الدكتور جون قرنق دي مابيور، فهو قاسم مشترك، ونخص أعضاء الحركة الشعبية بدولة السودان، رغم ما يواجهون من مصاعب الأن، فالنحتفي في الداخل والخارج، وبكافة الأشكال الممكنه بالدكتور جون قرنق دي مابيور، فهو قاسم مشترك لجوار جاذب ولإتحاد سوداني جديد. ياسر عرمانالأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان29 يوليو 2011