كشفت صحيفة (واشنطن تايمز) الأميركية واسعة الإنتشار في عددها لليوم الأثنين عن تزايد الضغوط على الرئيس السوداني عمر البشير، بالقول: “بعد شهر من انفصال جنوب السودان، يرى خبراء ومحللون غربيون أن الرئيس السوداني عمر حسن البشير يواجه عدة تحديات قد تتسبب في زعزعة استقرار نظامه. وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس البشير، والذي يلقي شعبه باللوم عليه في انفصال جنوب السودان، يواجه ضغوطاً قوية متصاعدة من كل من قوات الأمن والإسلاميين المتشددين داخل حزب المؤتمر الوطني الحاكم". تابعت: “في الوقت نفسه، من المتوقع أن يواجه السودان أزمة مالية بعدما يفقد عائد مبيعات النفط الذي كان يعتمد عليه، والذي أصبح الآن ملكاً للجنوب". وتوضح الصحيفة: “هناك استيائاً متصاعداً داخل نظام الرئيس البشير بسبب تأخر تحسن العلاقات مع الولاياتالمتحدة منذ انفصال الجنوب. إذ لا يزال السودان على قائمة الدول الراعية للإرهاب ويواجه عقوبات اقتصادية خانقة رغم انفصال الجنوب في 9 يوليو الماضي". وتنقل الصحيفة على لسان أحد الدبلوماسيين الغربيين قوله:"إن المتشددين داخل حزب المؤتمر الوطني الحاكم في تزايد والجيش أصبح أكثر قوة.. أما البشير فهو في موقف صعب". من جانبه، قال لوكا بيونق، الوزير السابق في حكومة الوحدة الوطنية في الخرطوم، فقد قال أمام لجنة لجنة أفريقيا في الكونغرس الأميركي الأسبوع الماضي: “إن قيادة حزب المؤتمر الوطني الحاكم أصبحت أكثر ضعفاً وانقساماً واقل تركيزاً مع ظهور المزيد من العناصر المتشددة وسيطرة الجيش على مقادير الأمور في الدولة". وتضيف الصحيفة أنه من المتوقع أن يواجه الرئيس البشير المزيد من الصعوبات في تقديم أي تنازلات إلى جنوب السودان بشأن منطقة أبيي المتنازع عليها. إذ لا يزال مصير أبيي أحد القضايا الهامة في فترة ما بعد الانفصال. من جانبه، يرى جون تيمن، مدير برنامج السودان بمعهد الولاياتالمتحدة للسلام، أن التطورات الأخيرة تسببت في المزيد من الشكوك والترقب في الخرطوم، مضيفاً: “من الواضح أن إحداثيات السلطة تتغير داخل الحكومة، ولكن هذا شيء متوقع في السودان.. أما غير المتوقع فهو تزامن هذه الضغوط الداخلية ضد الحكومة، بداية بإلقاء اللوم عليها في انفصال الجنوب، والضغوط الاقتصادية بسبب العقوبات وانفصال الجنوب، والقتال المستمر في ولاية جنوب كردفان ودارفور". هذا ويرى مسؤولون ومحللون غربيون أن تصاعد نفوذ الإسلاميين المتشددين هو أحد أسباب رد الفعل العدواني من جانب الحكومة لتطورات الأوضاع في كردفان.