الماية (ليبيا) (رويترز) - حث الزعيم الليبي معمر القذافي مواطنيه يوم الاحد على حمل السلاح وسحق انتفاضة في طرابلس مع اقتراب قوات المعارضة من العاصمة لتشن هجوما أخيرا على معقله. وقال القذافي في تسجيل صوتي بثه التلفزيون الرسمي انه يخشى اذا لم يتحرك الليبيون أن يحرق المعارضون طرابلس وألا تكون هناك مياه ولا طعام ولا كهرباء ولا حرية. وتحرك الاف من مقاتلي المعارضة الى مسافة 25 كيلومترا غربي طرابلس مساء يوم الاحد وسيطروا خلال تقدمهم على ثكنة تابعة لكتيبة خميس وهي وحدة خاصة من قوات الامن يقودها خميس أحد أبناء القذافي. وفي تحركات منسقة أعدتها سرا وحدات من قوات المعارضة على مدى شهور بدأ اطلاق النار مساء السبت في أنحاء طرابلس بعد أن استخدم رجال دين مكبرات الصوت في المساجد لدعوة الناس للخروج الى الشوارع. ووصف القذافي المعارضين في تسجيله الصوتي الثاني خلال 24 ساعة بالجرذان. وقال انه أصدر أمرا بفتح مخازن السلاح ودعا كل الليبيين الى المشاركة في القتال. وطلب ممن يخشون الخروج أن يعطوا أسلحتهم لامهاتهم أو أخواتهم. وأضاف أنه باق في طرابلس حتى النهاية وأنه سينتصر. ويأتي القتال في وسط طرابلس علاوة على تقدم قوات المعارضة الى مشارف المدينة ايذانا بمرحلة حاسمة على ما يبدو في الصراع المستمر منذ ستة أشهر وهو الاعنف في انتفاضات "الربيع العربي" ويشارك فيه حلف شمال الاطلسي. وقال الناشط والصحفي الليبي المعارض عاشور شميس المقيم في بريطانيا ان فرص خروج القذافي سالما تتضاءل مع مرور الوقت. لكن سقوط القذافي بعد 41 عاما في السلطة ما زال غير مؤكد حيث لم تنهر قوات الامن التابعة له كما أن المدينة أكبر كثيرا من اي مكان تعاملت معه قوات المعارضة المؤلفة بصفة رئيسية من مقاتلين هواة يحملون أسلحة استولوا عليها. واذا أجبر الزعيم الليبي على التخلي عن السلطة فثمة تساؤلات بخصوص ما اذا كانت المعارضة ستستطيع بسط الاستقرار في هذا البلد المصدر للنفط. كما أن ثمة خلافات وخصومات في صفوف المعارضة. وقالت المعارضة في أعقاب ليلة من القتال العنيف انها سيطرت على بضعة أحياء في طرابلس. وربما يتوقف صمود المعارضين في المدينة على مدى سرعة وصول قوات المعارضة الاخرى اليها. وقال أوليفر مايلز السفير البريطاني السابق لدى ليبيا "هب المعارضون قبل الاوان في طرابلس ويحتمل أن تكون النتيجة كثيرا من القتال الذي تشوبه الفوضى. ربما لم ينهر النظام في المدينة الى الحد الذي يعتقدونه." لكن المعارضة تتقدم بسرعة نحو العاصمة ولا توجد اشارات لمقاومة قوية من قوات الامن التابعة للقذافي. وتقدمت قوات المعارضة غربي طرابلس في الساعات الثماني والاربعين الماضية الى مسافة نحو 25 كيلومترا من العاصمة أي نحو نصف المسافة بينهم وبين المدينة. وخاضت قوات الحكومة قتالا قصير الامد في قرية الماية وتركت وراءها دبابة محترقة وبعض السيارات التي أضرمت فيها النار. وقال أحد السكان "أنا في غاية السعادة." وتوقف المقاتلون المناهضون للقذافي وقتا كافيا قبل أن يتحركوا صوب طرابلس ليكتبوا بعض العبارات على جدران القرية منها "نحن هنا ونحارب القذافي" و"الله أكبر". وفي بنغازي بشرق ليبيا حيث بدأت الانتفاضة على حكم القذافي وهي المعقل الرئيسي للمعارضة قال مسؤول كبير ان كل الامور تسير وفقا للخطة. وقال عبد الحفيظ غوقة نائب رئيس المجلس الوطني الانتقالي المعارض ان المعارضين يسيطرون على عدد من أحياء طرابلس وان المزيد من المعارضين يتدفقون حاليا من خارج المدينة للانضمام الى زملائهم. وتمسك متحدث باسم القذافي بلهجة التحدي خلال افادة للصحفيين الاجانب. وقال المتحدث موسى ابراهيم ان الوحدات المسلحة التي تدافع عن طرابلس من المعارضين تؤمن تماما أن طرابلس اذا سقطت فستسيل الدماء في كل مكان ومن ثم يجدر بهم القتال حتى النهاية. وأضاف أن الحكومة الليبية تحمل الرئيس الامريكي باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي المسؤولية الادبية عن كل قتيل سقط دون داع في ليبيا. وقال مصدر دبلوماسي في باريس التي ساندت حكومتها المعارضة الليبية بقوة ان خلية سرية معارضة في طرابلس تتبع خطة مفصلة وضعت قبل شهور وانها كانت تنتظر اشارة البدء. وقال سكان ان الاشارة كانت لحظة الافطار عندما بدأ رجال الدين يبثون رسائلهم من خلال مكبرات الصوت في المساجد. لكن القتال داخل المدينة خلال الليل لم يكن حاسما رغم ضراوته. وذكر مقاتلو المعارضة أنهم سيطروا على معظم أو كل أنحاء أحياء تاجوراء وفشلوم وسوق الجمعة لكن الانتفاضة لم تعم كل أنحاء المدينة. وفي طرابلس احتل أفراد من الجانبين أسطح عدة مبان لاطلاق النار منها استعدادا لموجة جديدة من القتال بعد أن يحل الظلام على ما يبدو. وقال ناشط من المعارضة في المدينة ان القوات الموالية للقذافي نشرت قناصة فوق أسطح المباني المحيطة بمجمع باب العزيزية التابع للقذافي وفوق برج للمياه قريب من المكان. وسمعت أصوات أعيرة نارية في الخلفية أثناء حديثه وكانت تطلق بفارق بضع ثوان. وقال الناشط خلال اتصال هاتفي مع مراسل لرويترز خارج ليبيا "تتلقى قوات القذافي تعزيزات لتمشيط العاصمة." وأضاف "السكان يبكون ويطلبون المساعدة. استشهد أحد السكان. أصيب كثيرون." ولم يتسن على الفور التحقق من أقواله من مصدر مستقل. وبث التلفزيون الرسمي رسالة مكتوبة على الشاشة دعا فيها سكان طرابلس لعدم السماح للمعارضين المسلحين بالاختباء فوق أسطح مساكنهم. وجاء في الرسالة أن عملاء وأعضاء في تنظيم القاعدة يحاولون زعزعة استقرار المدينة وتخريبها. وطالبت السكان بعدم السماح لهم باستغلال مساكنهم ومبانيهم وبالتصدي لهم والتعاون مع وحدات مكافحة الارهاب في القبض عليهم. من أولف لايسينج منشق عن القذافي يرى نهاية النظام خلال 10 ايام روما (رويترز) - قال عبد السلام جلود الذراع الايمن السابق للزعيم الليبي معمر القذافي والذي انضم لصفوف المعارضة الليبية في تصريحات له يوم الاحد ان الاطاحة بالقذافي ستتم في غضون عشرة أيام. وقال جلود لمحطة (راي نيوز) التلفزيونية الايطالية ان من "المؤكد" ان حكم القذافي يوشك على الانتهاء وسينتهي "خلال اسبوع أو في الايام العشرة القادمة وربما حتى أقل من ذلك." وشق مقاتلو المعارضة الليبية طريقهم نحو العاصمة طرابلس يوم الاحد لمساعدة المقاتلين داخل المدينة والذين ثاروا ضد حكم القذافي خلال الليل. ويصف القذافي المعارضين بانهم "جرذان". وقال جلود في المقابلة التلفزيونية التي اجريت معه انه لا يتوقع هروب القذافي الى دولة اخرى لان كل الطرق المؤدية الى خارج طرابلس مغلقة. واضاف انه يشك في ان يقدم القذافي على الاستسلام أو الانتحار لكنه قال "الطريقة التي يتطور بها الوضع تشير الى انه لن يتمكن من البقاء حيا." وكان جلود عضوا في المجلس العسكري الذي قام بانقلاب عام 1969 الذي جاء بالقذافي الى السلطة وكان يعتبر الرجل الثاني في القيادة قبل أن يغضب عليه القذافي. وخلال التسعينات تردد ان النظام الليبي سحب من جلود جواز سفره ووضعه تحت المراقبة في اعقاب خلاف مع القذافي. وقال متحدث باسم المعارضين يوم الجمعة ان جلود انشق وانتقل الى منطقة خاضعة لسيطرة المعارضين واكد وزير الدفاع الايطالي انياتسيو لا روسا يوم الاحد انه في ايطاليا