امتنع عن التعليق على عودة طه المفاجئة للخرطوم عقار: الحركة الشعبية تعيد تنظيم صفوفها وفق مجريات السياسة في السودان والإقليم مصادر: نائب الرئيس قطع زيارته للدمازين تحاشياً لمخاطبة حشد جماهيري يطالب بالحكم الذاتي الدمازين: عبد الله الشيخ امتنع رئيس الحركة الشعبية بشمال السودان ووالي النيل الأزرق الفريق مالك عقار عن التعليق على قطع نائب رئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه زيارته للدمازين والتي كان من المقرر أن يخاطب في ختامها حشداً جماهيرياً باستاد الدمازين. وقال الفريق عقار إنّ نائب الرئيس وحسب ما هو معلن قد عاد إلى الخرطوم لظرف طارئ، وكانت جماهير غفيرة من محليات ولاية النيل الأزرق الست قد احتشدت في استاد الدمازين صباح أمس رافعة شعارات تطالب بالحكم الذاتي كخلاصة لإجراءات المشورة الشعبية بولاية النيل الأزرق، وحملت الجماهير لافتات كتب عليها شعارات تطالب بأن تكون موارد الولاية لأهلها إضافة إلى تحقيق الحكم الذاتي في إطار الوطن الواحد. ولفتت مصادر تحدثت ل( أجراس الحرية) أنّ نائب الرئيس طه قد قطع زيارته دون مخاطبة اللقاء الجماهيري بعد تقييم رأته الأجهزة التابعة له بأنّ الحشد بالاستاد هو حشد ( مختلف)، بينما برر مقربون من المؤتمر الوطني خطوة طه بقطع الزيارة لحدوث طارئ استلزم عودة نائب الرئيس إلى الخرطوم. وقال الفريق عقار في مؤتمر صحفي بالدمازين أمس إنّ السودان الشمالي على أعتاب مرحلة جديدة وخطيرة بعد انفصال الجنوب، وأن الحركة الشعبية ستعيد تنظيم صفوفها في الشمال وفق مجريات السياسة في شمال السودان والإقليم، وأعتبر أنّ بقاء الحركة في الشمال أمر مفروغ منه، ورأى أنّ السؤال المطروح الآن يتعلق بمستقبل الشراكة مع المؤتمر الوطني بالنظر إلى ما ستتمخض عنه إجراءات المشورة الشعبية. وأضاف أنّ شمال السودان يحتاج إلى بناء علاقات جديدة وإيجابية بين المركز والأطراف والتي قال إنّ لها الحق في المطالبة بالحكم الذاتي متى ما رأت ذلك وفق ما هو منصوص عليه في اتفاق السلام، وزاد(نحتاج لخرطوم جديدة تستوعب المزيج السوداني في تنوعه وتعدده). وشدد عقار على ضرورة حل القضية السياسية بولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان عبر المشورة الشعبية، وأكد مشاركة الحركة مع كافة الأطراف في وضع ترتيبات دستورية وإجراء حوار شمالي شمالي، وقطع باستعداد الحركة الشعبية للعمل الجاد من أجل بناء علاقات استراتيجية مع دولة السودان الجنوبي من أجل استعادة الوحدة على أسس جديدة، وردد (ليس مطروحاً أن تكون الحركة مع جهة ضد أخرى، لكن هدفها هو ترسيخ السلام والاستقرار في كل السودان). وحول ما إذا كانت المشورة الشعبية ستفضي إلى حكم ذاتي بالولاية قال عقار إنّ ولاية النيل الأزرق تتمتع حالياً بحكم ذاتي أو ما يمكن تسميته ب ( الحكم غير المماثل)، وفيما يتعلق بمطالبة الجماهير بالحكم الذاتي أوضح والي الولاية إنّها طالبت بما ترغب فيه، وأشار إلى أنه كان يتوقع أن يرتفع سقف المطالب لأكثر من ذلك. أجراس الحرية الدمازين: خالد البلولة: قطع نائب الرئيس، علي عثمان محمد طه، زيارته لولاية النيل الازرق امس على نحو مفاجئ، ولم يخاطب اللقاء الجماهيري في الدمازين، وأعلن والي الولاية مالك عقار ان طه اضطر لاختصار زيارته والعودة الى الخرطوم لظرف طارئ، وحسب برنامج الزيارة كان من المفترض ان تنتهي الزيارة التي رافقتها تعزيزات أمنية لافتة عند الساعة الثالثة ظهرا. ورجحت مصادر تحدثت ل»الصحافة» ان طه قطع الزيارة بسبب تقارير وصلته بشأن اوضاع متوترة في لقاء جماهيري، كان ينتظر ان يخاطبه في استاد الدمازين صباح امس، بينما قالت مصادر في الخرطوم ان طه غادر الدمازين على وجه السرعة في اعقاب ايداع وزير العدل وثيقة حوت تعديلات دستورية للبرلمان بدون المرور بمجلس الوزراء، وهو الامر الذي يناقض اتفاقا لمؤسسة الرئاسة بالابقاء على الاوضاع كما هي حتى التاسع من يوليو المقبل، وتزامن وصول طه، للخرطوم مع مغادرة رئيس البرلمان احمد ابراهيم الطاهر لجلسة امس حول بيان وزارة الخارجية. واعتبر نائب رئيس البرلمان، القيادي في الحركة الشعبية، اتيم قرنق، وثيقة وزارة العدل بشأن الدستور انقلابا دستوريا، واستغرب عدم مرورها بمجلس الوزراء، واكد انها تعطي الحق للجنوب في الدعوة مبكرا للاعتراف بدولته ووقف اية التزامات تجاه الشمال بما فيها البترول. واكد قرنق انهم ابلغوا قيادة الحركة امس بملابسات القضية وهدد باللجوء للمحاكم الدولية. وامتلأ استاد الدمازين منذ الصباح بجموع غفيرة اغلبها من من الشباب المتحمسين الذين حملوا لافتات تطالب بالحكم الذاتي لولاية النيل الازرق، ورصدت «الصحافة» لافتات كتبت عليها شعارات مناهضة مثل «خلاص كفانا» و»قرفنا» و»الحكم الذاتي للنيل الازرق». وصعد الى منصة الحشد في الاستاد، رئيس اللجنة المنظمة للاحتفال، وقال «يعتذر نائب رئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه، عن عدم الحضور والمشاركة في هذا اللقاء الجماهيري نسبة لأمر وطني مهم وعاجل في الخرطوم.. أهم من تواجده معكم هنا في الدمازين». وفور اعلان النبأ سرت حالة من الصمت لبرهة قبل ان تعلو نبرات عدم القبول للمفاجأة غير المتوقعة. واقر والي النيل الازرق، مالك عقار، في مؤتمر صحفي عقده عقب مغادرة طه، بوجود حشود عسكرية بولايته وقال «انها موجودة وابدينا بعض التحفظات عليها، لكن للاطمئنان ابلغنا من بعض جهات الاختصاص انها لاغراض ادارية»، وتابع «نحن غير منزعجين منها سواء كانت لاغراض ادارية او خلافه، وسيكون لكل مقام مقال»، مشيرا الى ان القوات المسلحة من حقها نشر اي من قواتها و»ليست هناك مشكلة». واضاف عقار انه لم يذهب الى الاستاد، ليرى ثورة الشباب هناك او اللافتات التي يرفعونها، ونفى علمه بتقارير رفعت لنائب الرئيس قطع على ضوئها الزيارة، واضاف مخاطبا الصحافيين «انتم كسلطة رابعة اعكسوا ما شاهدتموه وفسروه بطريقتكم».