دعا مستشار الرئيس السوداني إبراهيم احمد عمر، القيادي في حزب المؤتمر الوطني، الى وقفة مع الذات وتصحيح مواقف الحزب في الحوار مع قوى المعارضة وتحديد سياسة واضحة المعالم في التعامل ومراجعة مواقف حزبه تجاه قضايا البلاد. وطالب إبراهيم قادة الحزب الحاكم خلال مؤتمر القطاع السياسي للحزب، بالإجابة على أسئلة عدة ذات صلة بالقضايا والبرنامج السياسي للحزب وتصحيح مساره. وقال: «لا بد من أن نحدد هل كان الحوار مع الأحزاب يقوم على خطى صحيحة وتعاملنا مع هذه الأطراف بطريقة صحيحة». وأضاف: «لا بد أن نحدد كذلك ما إذا كان حوارنا مع حزبي الأمة القومي والاتحادي، مرتباً وواضحاً وصحيح الخطوات، أم كان حوار طرشان». وطرح عمر، الذي يعتبر من قيادات حكومة الإنقاذ المرموقة، استفسارات تناولت مدى نجاح الحزب في تحقيق رسالته ورؤاه وأهدافه السياسية ومدى فعالية أدواته فى تحقيق هذه السياسات وانعكاسها على الساحة السياسية. وزاد: «لا بد أن نحدد في حوارنا ما إذا كان المؤتمر الوطني بالفعل حزباً رسالياً يقدم النموذج، وما إذا كانت اجتماعاته صورية شكلية ظاهرية أم شورية، وتحديد مدى الالتزام بالشورى، وما إذا كانت أداة الحزب تتمثل فى المكتب القيادي أم مجلس الشورى أم المؤتمر العام». وقال إنه «لا بد أن يكون معروفاً من هو الذي يضع السياسات ومن يقودها ويدافع عنها». وقاد عمر في الأسابيع الأخيرة مفاوضات مباشرة مع الحزب الاتحادي الديموقراطي بزعامة محمد عثمان الميرغني، في محاولة لإقناعه بالمشاركة في الحكومة المرتقبة، وقدم الى الميرغني عرضاً وصل الى منح حزبه أربع وزارات اتحادية ومقعداً فى رئاسة الجمهورية بدرجة مساعد ومستشار للرئيس، مع مناصب في حكومات الولايات، لكن الميرغني رفض القبول بالحصة. وقالت تقارير إن «الاتحادي» أصر على نسبة 25 في المئة من مقاعد الحكومة، وطالب في وقت لاحق ب30 في المئة بعد مقاطعة حزب الأمة برئاسة الصادق المهدي للمشاركة . الى ذلك، شهدت مناطق متفرقة من العاصمة الخرطوم ليل الثلثاء احتجاجات فى اعقاب مواجهة آلاف المواطنين شحاً فى وسائل النقل العام، ما اضطرهم للسير راجلين الى مناطق سكنهم فى اطراف العاصمة. وقطع مئات المواطنين مسافات طويلة وهم يهتفون بشعارات مناوئة للحكومة وأخرى تطالب بتوفير المواصلات، وأغلق متظاهرون الجسور الرئيسية الرابطة بين الخرطوم وأم درمان ساعات طويلة، واضطرت قوات مكافحة الشغب الى التدخل بعدما انتشر أفرادها عند مداخل الطرق المؤدية الى قلب المدن الثلاث في العاصمة. وأرجع المتحدث الرسمي باسم الشرطة الفريق محمد أحمد التهامي أزمة المواصلات إلى تغيير مسار المركبات جرّاء احتراق عربة قبالة جسر النيل الابيض، ونفى حدوث أي شغب من قبل المواطنين، وزاد أن شرطة المرور سارعت الى تنظيم حركة السير، الأمر الذي قاد إلى عودة الأوضاع إلى طبيعتها. وقال مسؤول أمني رفيع في ولاية النيل الأزرق المتاخمة للحدود الأثيوبية، إن الجيش والقوات الحكومية تحرز تقدماً كبيراً في الخطوط الأمامية لميدان القتال في الولاية، متهماً جهات أميركية وأوروبية لم يسمها، بتقديم دعم الى حاكم الولاية الولاية المقال مالك عقار. واعتبر أن رئيس الحركة الشعبية-قطاع الشمال مالك عقار، كان يدير نشاطاً مشبوهاً الهدف منه وقف النشاط الإسلامي ونشر العلمانية في الولاية بدعم من جهات أوروبية وأميركية. وأضاف المسؤول أن عقار كان يأتمر بإمرة مستشاره الأميركي، يعد له الخطط والبرامج لتنفيذها على مواطني الولاية. وأشار إلى أن الجيش السوداني والقوات الحكومية ظلت تراقب هذه التحرّكات والمخطط الذي كان يعده للانقلاب على الحكومة السودانية في الولاية.