الخرطوم – النور أحمد النور ردت الحكومة السودانية بغضب على مطالب فرنسا والاتحاد الأوروبي وبعض المنظمات الحقوقية ملاوي بتوقيف الرئيس عمر البشير التي زارها للمشاركة في قمة قادة ورؤساء دول وحكومات السوق المشتركة لشرق وجنوب إفريقيا (كوميسا)، وشنّ حزب «المؤتمر الوطني» الحاكم هجوماً على قوى المعارضة متهماً إياها بتبني أجندة غربية لإطاحة حكم الرئيس عمر البشير مشيراً الى أن حزب «المؤتمر الشعبي» بزعامة حسن الترابي «مستعد للتعاون مع الشيطان» لتحقيق ذلك. وعاد البشير أمس إلى الخرطوم بعد مشاركته في القمة. وقالت الخارجية السودانية في بيان أمس أن الدول الأفريقية تفرق جيداً بين مقتضيات الالتزام بالقانون الدولي ومحاولات البعض تسييس العدالة الدولية. وأضاف، ان المطالبات لدولة ملاوي باعتقال الرئيس البشير «تثبت ما نقوله على الدوام من ان الغرب يحاول جعل المحكمة الجنائية الدولية أداة للفعل السياسي وليس مؤسسة محترمة لتحقيق العدالة»، مشددة على ان «ميثاق روما الذي أنشئت بموجبه المحكمة يسمح وفق المادة 98 منه للدول الأعضاء بعدم التعاون مع المحكمة الجنائية الدولية فى شأن يمس الحصانات الدولية والديبلوماسية، وكان عليهم احترام ذلك». وأكدت الخارجية ان الرئيس البشير ذهب إلى ملاوي للمشاركة في قمة اقليمية، يعتبر السودان احد مؤسسيها و» ليس بحاجة الى إذن من احد ليقرر متى وكيف والى أين يسافر، وعلى الأطراف التي تدعي احترام حقوق الإنسان وتحقيق العدالة الكف عن المزايدة، وان تنظر تحت أقدامها لترى كيف ان القانون الدولي وحقوق الإنسان وكرامته تنتهكان بحجج مصطنعة كمحاربة الإرهاب وخلافه». وكانت فرنسا والاتحاد الأوروبي طلبتا من ملاوي توقيف الرئيس البشير، وأسفت لدعوة ملاوي البشير للمشاركة في قمة «كوميسا». إلى ذلك شن حزب «المؤتمر الوطني» الحاكم هجوماً على قوى المعارضة وخصوصاً «المؤتمر الشعبي» بزعامة حسن الترابي، متهماً إياها بتجاوز كل الأعراف الوطنية وتبنيها أجندة غربية يتصدرها لإطاحة حكم البشير الحكومة بشتى الوسائل، مؤكداً أن حزب الترابي «مستعد للتعاون مع الشيطان» لتحقيق ذلك. وكشف المسؤول السياسي في «المؤتمر الوطني» قطبي المهدي عن إجراء حزبه عدة اتصالات مع «تحالف كاودا» الذي يضم «الحركة الشعبية لتحرير السودان -قطاع الشمال» وحركات دارفور خلال الأيام الماضية من أجل التنسيق المحكم للتصعيد العسكري في دارفور عبر قيادات من متمردي «حركة العدل والمساواة»، إضافة إلى تنسيقه المستمر مع الحزب الشيوعي. ولفت الى افتقار تحالف المعارضة للتخطيط السياسي والاعتماد بصورة مباشرة على أفكار ومقترحات يقدمها حزب الترابي وقياداته في العاصمة تنحصر في إدارة ملفات أمنية بهدف «تدمير البلاد سياسياً واقتصادياً والمساس بأمنها القومي». ووصف قطبي «المؤتمر الشعبي» ب»الحزب الممزق» سياسياً مع تواري قياداته خلف أجندات تخريبية تستخدم فيها الأحزاب المعارضة باسم العمل الإسلامي، وتابع ان «المؤتمر الشعبي مستعد للتعاون مع الشيطان نفسه لإسقاط الحكومة». وأضاف قطبي إن المؤتمر الوطني عبر قواعده الممتدة بكل ولايات السودان يرصد تحركات حزب الترابي ومخططاته ويعرف كيفية التعامل معها بالحسم والوعي المطلوب. وفي سياق متصل وصف رئيس هيئة تحالف القوى المعارضة فاروق أبوعيسى مبررات اعتقاله من جهاز الأمن ب «التمثيلية السخيفة» من «المؤتمر الوطني» لتلطيخ سمعة المعارضة أمام الشعب السوداني، وتحدث عن حملة قانونية لتحريك إجراءات قانونية ضد مركز إعلامي حكومي أورد معلومات عن اتهام أبو عيسى بالعمالة، وتلقي أموال من السفارة الهولندية في الخرطوم لإطاحة الحكومة. وقال أبوعيسى في مؤتمر صحافي إن جهاز الأمن أوقفه الخميس الماضي نحو سبع ساعات لم يوجه له أي أسئلة ذات طابع قانوني. موضحا أنه اعتُقل من منزله وأُخذ إلى مبنى جهاز الأمن وحُجز في غرفة لمدة أربع ساعات من دون أن يسأله أحد، قبل أن توجه له بعد ذلك أسئلة وصفها بالتقليدية عما يجري في البلاد وعلاقته مع زعيم «حزب الأمة» الصادق المهدي ورئيس «الاتحادي الديموقراطي» محمد عثمان الميرغني فضلاً عما يجري في البلاد من قضايا فساد والأزمة المالية، ثم أفرج عنه لافتا إلى انه قال لعناصر جهاز الأمن «انتم تحمون نظاماً تعبانا». وتابع ان «المعارضة لن تسكت» مؤكداً أن الاعتقالات لا تخيفه.