الخرطوم (رويترز) - احتشد مئات الاسلاميين السودانيين وغيرهم يوم الجمعة في مظاهرة في وسط الخرطوم للتعبير عن تضامنهم مع المحتجين السوريين المعارضين للحكومة ودعوا الى انهاء الحملة الامنية العنيفة التي يشنها الرئيس السوري بشار الاسد عليهم. ونادرا ما تشهد العاصمة السودانية احتجاجات ضخمة وكانت قوات الامن قد فرقت بسرعة المظاهرات الصغيرة المعارضة للحكومة التي خرجت بعد نجاح الانتفاضات الشعبية التي اطاحت برؤساء كل من مصر وتونس وليبيا هذا العام. واحاطت الشرطة يوم الجمعة بنحو 300 متظاهر لكنها سمحت لهم بالتجمهر والهتاف. وهذه اول اشكال الاحتجاج ضد الحكومة السورية في السودان الذي تربطه علاقات جيدة بدمشق وبطهران حليف الاسد الرئيسي. وهتف المتظاهرون بهتافات مناهضة للاسد بعد ان خرجوا من المسجد الكبير في الخرطوم بعد صلاة الجمعة كما رددوا هتافات مناهضة للعلويين الذين ينتمي اليهم الرئيس السوري. وكان العديد من المتظاهرين السودانيين من الملتحين ورددوا هتافات دينية وقالوا انهم يؤيدون اخوانهم السنة ضد الحكومة السورية. وقال متظاهر يبلغ من العمر 50 عاما بعد ان رفض الافصاح عن اسمه "نحن هنا لنصرة الاسلام والسنة في سوريا وللتخلص من اسرائيل." وانضم عدد قليل من السوريين الى المحتجين السودانيين من بينهم نحو عشر نساء ارتدين الجلابيب السوداء والحجاب واصطحبن اطفالهن. وايدت الحكومة السودانية التي يرأسها الرئيس السوداني عمر حسن البشير الثوار الذين اطاحوا بالزعيم الليبي معمر القذافي لكنها تعاملت بحسم مع محاولات تنظيم مظاهرات معارضة للحكومة السودانية داخل حدود السودان. ويقول محللون ان الازمة الاقتصادية التي ازدادت مع انفصال الجنوب الى جانب التضخم الشديد من الممكن ان يؤديا الى المزيد من الاضطراب في السودان. واستأثر الجنوب باستقلاله في يوليو تموز بمعظم انتاج السودان من النفط وهو شريان الحياة لاقتصاد البلدين معا.