قال شهود عيان إن مئات الطلاب نظموا تظاهرة مناهضة للحكومة في شرق السودان يوم أمس الاحد، احتجاجا على الفقر وارتفاع أسعار المواد الغذائية. وتعد المظاهرة الأضخم منذ تفجر الوضع في كسلا، وواجهتها قوات القمع بالغاز المسيل للدموع وأحيل 19 من المتظاهرين للمستشفى متأثرين بالاختناق وإصابات أخرى. وقال العديد من شهود عيان ل(رويترز) إن عدة مئات من الطلاب خرجوا الى الشوارع في مدينة كسلا بشرق البلاد في وقت متأخر يوم الأحد. وأضاف شاهد عيان رفض الكشف عن هويته: لقد كانوا يهتفون ضد الجوع ويرددون “الشعب يريد إسقاط النظام". وأورد “مركز أخبار السودان اليوم" أن مواجهات الأمس كانت قوية وتعد الأعنف منذ .بدء الاحتجاجات ما بين الشرطة والطلاب حيث قامت الشرطة بإطلاق عدد من الغازات المسيلة للدموع داخل الحرم الجامعي و في الشوراع المؤدية المودية الي الجامعة لتفريق الطلاب. وقد تواصلت الاحتجاجات الطلابية بكسلا للاسبوع الثالث علي التوالي . وقد حاصرات قوات الشرطة منذ الصباح الباكر كلية التربية التي بدأت منها شرارة الاحتجاجات في الأسابيع الماضية لتمتد الي بقية الكليات في مختلف المجمعات و قام الطلاب بإغلاق شارع الحلنقة شمال المؤدي إلى الجامعة. وقال الشهود – في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الفرنسية – إن المتظاهرين كانوا يهتفون: “خبزا خبزا للفقراء" و"الشعب يريد إسقاط النظام". وأضاف المصدر نفسه: “عندما عبرت المظاهرة أحد الأحياء السكنية بالمدينة اعترضتها قوات مكافحة الشغب وأطلقت الغاز المسيل للدموع، كما طاردت المتظاهرين داخل الأحياء السكنية، ووقع عدد من الإصابات في صفوف المتظاهرين". وأوضح مصدر طبي أن مستشفى المدينة استقبل 19 مصابا جميعهم في عمر الشباب، وكان بينهم ستة أصيبوا بالاختناق أما البقية فإصاباتهم طفيفة. وكانت ذات المدينة ومعها العاصمة الخرطوم قد شهدت في الأسابيع الماضية مظاهرات مماثلة طالبت بتغيير النظام، مما دعا الرئيس السوداني عمر البشير للإعلان عن خطط للتنمية في شرق السودان إبان زيارته لمدينة كسلا الأسبوع الماضي. وعلى صعيد آخر، قالت المعارضة السودانية إن جهاز الأمن السوداني اعتقل أكثر من مائتي معارض عبر ما سمتها هجمة حكومية على الحريات العامة وحرية التعبير. وكشفت أن من يتم استدعاؤهم للتحقيق من المعارضين يتعرضون لما وصفتها بالمعاملة المسيئة والمذلة. وقال الأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي المعارض كمال عمر إن المعارضة ليس أمامها سوى الخروج إلى الشارع في مظاهرات لإسقاط النظام. وقال نشطاء معارضون إن مظاهرة نظمت في كسلا قبل أسبوعين عندما طالب الطلاب في البداية بتحسين ظروف الدراسة. ومنذ ذلك الحين ظلت معدلات الغضب في تزايد مستمر بسبب ارتفاع معدلات التضخم وانعدام التنمية الاقتصادية. وقد واجهت الحكومة التظاهرة بعنف شديد ودهست خمسة من الطلاب بشاحنة ضخمة. وزار البشير كسلا بالأسبوع الماضي، لافتتاح مشاريع حكومية في المنطقة، في حضور كل من الرئيس الإرتري أسياسي أفورقي وأمير دولة قطر حمد آل ثاني. وقد شكلت الزيارة والصرف البذخي في التحضير لها استفزازا تسبب في تجدد المظاهرات بالمدينة. وتراكم الغضب في السودان بسبب الأزمات الاقتصادية الحادة وأسعار المواد الغذائية المتصاعدة. وجرت العديد من التظاهرات المناهضة للحكومة في العاصمة الخرطوم في الاسابيع القليلة الماضية. وكان السودان يعاني من أزمة اقتصادية منذ الحرب الاهلية في الماضي، وتسبب انفصال الجنوب في يوليو 2011م في فقدان النسبة الأكبر من النفط السوداني. وقد أدى فقدان النفط- المصدر الرئيسي للدخل- إلى ارتفاع معدلات التضخم في السودان الذي يستورد أكثر احتياجاته الغذائية. وتسعى الحكومة لتنويع الاقتصاد ولكن محللين يقولون ان شيئا لم يتحقق بسبب الفساد، والحصار الاقتصادي الذي تفرضها على البلاد الولاياتالمتحدة ، وانعدام التخطيط.