أكمل الطوارق في شمال مالي سيطرتهم على تمبوكتو عاصمة شمال مالي ليبسطوا سيطرتهم على المناطق الثلاثة في الشمال التي كانوا يطالبون لها بحكم ذاتي. موسى الكوني، ممثل الطوارق في المجلس الوطني الليبي والمطلع على شؤون الطوارق في شمال مالي، يلقي الضوء على موضوع الطوارق في مالي. هدى إبراهيم (نص) ماذا تعني السيطرة الكاملة للطوارق على مدينة تمبوكتو في شمال مالي ؟ كانت مدينة تمبوكتو تحت الحصار من قبل الثوار. دخلوا في مفاوضات مع قبائل "البرابيش" وهي قبائل عربية تقطن تمبوكتو ومع باقي قبائل الطوارق واتفقوا معهم على أن يتم استلامها من قبل العرب "البرابيش" والطوارق المقيمين فيها من دون قتال وعلى أن يخرج الجيش المالي بسلام وهذا ما حدث فعلا. انسحب الجيش المالي من هذه المدينة باتجاه الجنوب واستولى "البرابيش" وباقي الطوارق على تمبوكتو. وبهذا يكتمل تحرير الولايات الثلاثة بمفهوم الثوار الطوارق أي تمبوكتو وغاو وكيدال عاصمة إقليم الشمال أو ما يعرف بالولاية الثامنة. هذا يعني أن الطوارق تحصلوا على ما كانوا يبحثون عنه منذ زمن وهو إعلان دولة مستقلة في شمال مالي والتي تعرف ب"الازواد". وتضم بالإضافة إلى الطوارق بعض القبائل العربية المختلفة و قبائل أخرى تقطن غاو وتمبوكتو. هل تعتقدون أن إعلان دولة "الازواد" سيكون وشيكا في شمال مالي ؟ يبدو أنهم بدؤوا في مباحثات مع القبائل الأخرى المتواجدة في شمال مالي للتنسيق معها حول كيفية إعلان هذه الدولة والإمكانية التي سيتم بها ذلك. كانت هناك أعداد بسيطة تطالب بالحكم الذاتي فقط لكن عدم وجود دولة بمعنى الكلمة تحكم مالي والفوضى التي حصلت بعد انتفاضة الجيش المالي ضد الرئيس جعل الطوارق ومن معهم في الشمال يقتنعون من أي وقت مضى بأن دولة "الازواد" قد تتحقق وأصبح لهم علم خاص. كانوا في السابق يقاتلون الحكومة المالية ولم تكن مطالبهم تصل إلى حد إعلان دولة مستقلة أو أن يكون لهم علم خاص أو حتى فكرة الانفصال عن مالي. لكن الآن أصبح هذا حقيقة لأهل شمال مالي. كنت قد حذرت من ذلك قبل شهرين على أثير مونت كارلو الدولية وذكرت أنه إذا لم يتم التفاوض مع الطوارق في شمال مالي فإن الأمور ستصبح سيئة وسوف تذهب أكثر في هذا الاتجاه الذي وصلت إليه اليوم. سمعنا أيضا في العاصمة المالية أن قائد القوات التي قامت بالانقلاب أعلن عودته إلى الدستور وإلى المؤسسات الشرعية . برأيكم هل هذا بتأثير مما يجري في شمال مالي اليوم ؟ طبعا هذا له أثر كبير على مالي وهذا يجعله يسرع الخطى نحو تكوين حكومة مدنية لإدارة البلاد لأنهم في الواقع لم يكونوا انقلابيين بمعنى الكلمة. كانت هناك انتفاضة عسكرية ولم يكن انقلابا مرتبا له وكان نتيجة الحرب الدائرة في الشمال. انتفض مجموعة من الجنود وثاروا ثم تحول ذلك إلى انقلاب. تأخر العالم ولم يعط أهمية إلى موضوع الطوارق في مالي. حاولت جلب النظر عدة مرات من أن سقوط نظام معمر القذافي سيحث الطوارق للعودة إلى شمال مالي وسيقومون بثورة ضخمة في الصحراء. وللأسف لم نجد آذانا صاغية خاصة من فرنسا وهي المعنية الأولى بعد الجزائر في هذه المنطقة، وهاتان الدولتان هما اللاعب الأكبر في هذه الساحة، ومن الممكن أن تنتقل هذه الحرب إلى مناطق أخرى في غرب إفريقيا إذا لم نسرع في التفاوض مع قادة هذه الثورة في شمال مالي.