دافع مندوب السودان لدى الأممالمتحدة دفع الله الحاج عثمان عن حق بلاده في استخدام الغارات الجوية ضد قوات جنوب السودان التي تقول الخرطوم إنها داخل أراضيها، في وقت طالبت فيه المنظمة الدولية السودان بوقف الغارات الجوية على الفور. ونقلت وكالة السودان للأنباء الرسمية «سونا» عن عثمان قوله إن «لحكومة السودان الحق في الدفاع عن وحدة أراضيها بكل الوسائل بما في ذلك استخدام سلاح الطيران ضد تلك القوات، خاصة أنها توجد داخل أراضي جمهورية السودان»، مطالبا مجلس الأمن الدولي «بتحري الدقة في أي حديث عن القصف الجوي في الوقت الذي توجد فيه هذه القوات المعتدية داخل الأراضي السودانية وتقوم بتنفيذ عمليات عسكرية ضد السودان». ويمتلك جيش جنوب السودان عشر طائرات هليكوبتر وطائرة نقل خفيفة بينما يمتلك الجيش السوداني 61 طائرة بينها 23 مقاتلة. من جانبه، قال زعيم الأغلبية في برلمان الجنوب أتيم قرنق ل«الشرق الأوسط» إن تصريحات مندوب السودان في المنظمة الدولية اعتراف صريح بأن طيران حكومته يعتدي على أراضي الجنوب ويقتل المواطنين الأبرياء، وأضاف: «يفترض أن يصدر قرار واضح وعقوبات من مجلس الأمن الدولي بعد هذا الاعتراف، لا سيما أن بعثة الأممالمتحدة في جنوب السودان شاهدة على عمليات القصف اليومي؛ بل إن أحد مبانيها تم قصفه قبل أسبوعين»، وتابع: «الخرطوم ظلت تردد أن الحدود لم يتم ترسيمها مع بلادنا، فكيف عرفوا الآن حدود دولتهم؟»، وأضاف: «البشير ووزير دفاعه عبد الرحيم محمد حسين ووالي جنوب كردفان أحمد هارون، جميعهم مطلوبون أمام المحكمة الجنائية الدولية، لذلك يريدون هدم المعبد على الجميع». وكشف قرنق عن وجود أصوات وصفها ب«غير الرسمية» تطالب بتغيير رئيس الآلية الرفيعة التابعة للاتحاد الأفريقي ثابو مبيكي الذي يقود الوساطة بين بلاده والحكومة السودانية، وأضاف: «هذه الأصوات غير الرسمية عبرت عن نفسها في الإعلام والأوساط السياسية وهي تعتبر أن مبيكي شخص غير نزيه وفاقد للمصداقية»، مشيرا إلى أن حملة وسط مواطني الجنوب في الإذاعات والصحف أصبحت تزداد ضد مبيكي باعتبار أنه صمت عن عمليات القصف الجوي التي استهدفت الأراضي الجنوبية، وقال: «عندما هاجمت القوات السودانية منطقة أبيي في مايو (أيار) الماضي، صمت مبيكي عن ذلك الاعتداء، كما أنه لم يكن منصفا ونزيها عندما اعتدى السودان على ولاية الوحدة؛ بل وقف إلى جانب الخرطوم»، وتابع: «إذا وصلت الأصوات التي تطالب بتغيير مبيكي إلى البرلمان سنقوم باستجلاء ذلك من الحكومة للخروج برأي موحد من الجهازين التشريعي والتنفيذي». من جهة أخرى، قال المتحدث باسم جيش جنوب السودان فيليب أقوير ل«الشرق الأوسط» إن 21 قتلوا معظمهم من ميليشيات جنوبية تدعمها الخرطوم؛ بينهم 3 من شمال السودان، في اشتباكات وقعت مع قواته بالقرب من ملكال في ولاية أعالي النيل الغنية بالنفط، أمس. وأضاف أن الميليشيات الجنوبية يتم إعدادها في مدينة كوستي في وسط السودان وفي منطقة الحمرة في جنوب كردفان، وتابع: «سنطارد المعتدين إلى حيث أوكارهم»، مشيرا إلى أن القصف الجوي من قبل الخرطوم على بلاده لم يتوقف وأن طائرات «أنتينوف» أسقطت 8 قنابل في منطقة بانكواج في ولاية الوحدة المنتجة للنفط. وكشف أقوير عن معارك أخرى وقعت أول من أمس مع جماعات من «جيش الرب» للمقاومة الأوغندي في ولاية غرب بحر الغزال التي لها حدود مع ولاية جنوب دارفور، وقال: «قوات (جيش الرب) الإرهابية لديها معسكر مشترك مع قوات الدفاع الشعبي يشرف عليه الجيش السوداني في ولاية جنوب دارفور»، وقال إن قوات «جيش الرب» قامت باختطاف نساء وأطفال في منطقة قريبة من راجا عاصمة ولاية غرب بحر الغزال. ونفى جيش السودان أن تكون الخرطوم قد ساندت ميليشيا في جنوب السودان، وقال المتحدث باسم الجيش السوداني العقيد الصوارمي خالد إن الخرطوم لا علاقة لها بالاشتباك، وأضاف أن السودان ليس له علاقة بما يحدث في ملكال وأنه لا يساند أي ميليشيا في جاره الجنوبي.