الخرطوم (رويترز) - اشتبكت قوات الأمن السودانية مستخدمة الهراوات والغاز المسيل للدموع مع طلبة يحتجون لليوم الرابع على اجراءات تقشف مشددة عرضها وزير المالية بالتفصيل يوم الاربعاء. وتسعى جماعات طلابية تقود مظاهرات في الخرطوم احتجاجا على خطط خفض الانفاق الحكومي الى تأجيج الغضب العام من ارتفاع الأسعار ليتحول الى حركة احتجاج أوسع تطيح بالرئيس عمر حسن البشير الذي يتولى السلطة منذ انقلاب عسكري عام 1989. ويعاني السودان من ارتفاع أسعار الغذاء وتراجع قيمة العملة منذ انفصال جنوب السودان قبل عام مستحوذا على نحو ثلاثة ارباع انتاج البلاد من النفط ذي الاهمية الحيوية لاقتصاد البلاد. لكن مظاهرات سابقة فشلت في اكتساب قوة دافعة كبيرة. وقال شاهدا عيان ان قوات الأمن المسلحة بالعصي أغلقت يوم الأربعاء طريقا رئيسيا وطاردت عشرات الطلاب في الشوارع المحيطة بجامعة الخرطوم. وقدر شاهد عيان ثالث عدد الطلبة المحتجين بالمئات. وكان الجو في المنطقة مشبعا برائحة الغاز المسيل للدموع. وقال شهود العيان ان الطلبة المحتجين هتفوا "الشعب يريد اسقاط النظام" وألقوا الحجارة على الشرطة. ولم تدل الشرطة على الفور بأي تعليق. وقال شاهدا عيان كل على حدة ان الشرطة استخدمت ايضا الغاز المسيل للدموع والهراوات لفض مظاهرة ضمت زهاء 400 طالب يرددون "لا لا للغلاء" في جامعة في ام درمان. وقالت وكالة الانباء الفرنسية ان السلطات أطلقت في وقت سابق يوم الأربعاء سراح مراسل لها بعد ان احتجزته في جامعة الخرطوم. وذكرت الوكالة ان مراسلها سايمون مارتيلي وهو بريطاني الجنسية احتجز قرب الظهر يوم الثلاثاء وهو يلتقط صورا ويتحدث مع طلبة في الجامعة وظل محتجزا ما يزيد على 12 ساعة دون توجيه اتهامات له. ولم يتسن على الفور الاتصال بمسؤولين في أجهزة الامن ووزارة الخارجية السودانية للتعليق. واشتد التوتر بسبب خطط الحكومة لالغاء الدعم على الوقود تدريجيا وخفض عدد موظفي الحكومة وزيادة الضرائب على السلع الاستهلاكية والبنوك والواردات لسد عجز الميزانية. وعرض وزير المالية علي محمود الاجراءات بالتفصيل يوم الاربعاء قائلا ان الحكومة سترفع سعر جالون البنزين خمسة جنيهات سودانية إلى 13.5 جنيه (2.50 دولار) من 8.5 جنيه. وقال للصحفيين ان الحكومة سترفع ايضا سعر جالون الديزل 2.2 جنيه وعبوة غاز الطهو جنيهين. وأضاف ان سعر وقود الطائرات سيتم "تحريره" بالكامل. وتابع قائلا ان "ضريبة التنمية" على الواردات سترفع من 10 الى 13 في المئة وسترفع ضريبة القيمة المضافة من 15 الى 17 في المئة والضريبة على ارباح البنوك من 15 الى 30 بالمئة. ويتوقع ان يصبح خفض الانفاق ساريا اذا أقره البرلمان الذي يهيمن عليه الحزب الحاكم الذي يتزعمه البشير الاسبوع القادم. وقال محمود "هذه الاجراءات ستؤثر على مدى قصير على المواطن وستؤدي لارتفاع الاسعار ولكن سنتخذ حزمة من الاجراءات" لخفض تأثيرها. وتوقعت الميزانية المعدلة ان يبلغ العجز 3.6 في المئة من الناتج المحلي الاجمالي وان يصل معدل التضخم الى 25 في المئة والنمو الاقتصادي اثنين في المئة لهذا العام. (الدولار يساوي 2.67 جنيه) (اعداد رفقي فخري للنشرة العربية - تحرير عمر خليل) من خالد عبد العزيز والكسندر جاديش