الخرطوم (رويترز) - قالت وسائل إعلام رسمية إن الرئيس السوداني عمر حسن البشير توجه يوم الاثنين للسعودية حيث سيجري فحوصا طبية وذلك بعد ان قال مسؤول إن الزعيم البالغ من العمر 68 عاما خضع لجراحة في الحنجرة في اغسطس اب. وقل ظهور البشير الذي يحكم السودان منذ 23 عاما في مناسبات عامة خلال الشهور القليلة الماضية مما أثار تكهنات في صحف ومدونات سودانية بشأن صحته. وكان مسؤول حكومي قال الشهر الماضي إن البشير خضع لجراحة في الأحبال الصوتية في قطر في اغسطس اب لكنه بحالة صحية جيدة. وقالت وكالة السودان للأنباء (سونا) يوم الاثنين إن البشير توجه يوم الاثنين للسعودية في زيارة يجتمع خلالها مع العاهل السعودي ومسؤولين آخرين. وقالت الوكالة نقلا عن الرئاسة السودانية إن "رئيس الجمهورية سيجري خلال الزيارة مراجعة طبية عادية تتعلق بما أصابه من التهابات بالحبال الصوتية." وأضاف أن رئاسة الجمهورية "طمأنت المواطنين بأن صحة الرئيس جيدة وأنه يباشر نشاطه الرئاسي بصورة عادية". والبشير مطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية فيما يتصل بجرائم مزعومة ارتكبت في منطقة دارفور في غرب السودان. وينفي البشير الاتهامات. (إعداد مصطفى صالح للنشرة العربية - تحرير محمد هميمي) هل لإيران صلة بزيارة البشير للسعودية؟ محللون يرون أنها تتجاوز الفحوص الطبية عماد عبد الهادي-الخرطوم رجح محللون سياسيون سودانيون أن تكون زيارة الرئيس عمر البشير الحالية للسعودية تتجاوز السبب المعلن وهو إجراء فحوص طبية إلى مناقشة قضايا من بينها العلاقة بين الخرطوم وطهران. وكان الرئيس البشير توجه الاثنين إلى المملكة في زيارة وصفت بأنها خاصة "يلتقي خلالها خادم الحرمين الشريفين وعددا من كبار المسؤولين بالمملكة"، حسب ما ورد في بيان للرئاسة السودانية. وقال البيان إن الرئيس السوداني سيجري خلال الزيارة "مراجعة طبية عادية تتعلق بما أصابه من التهابات بالحبال الصوتية". وعرض المحللون السودانيون تفسيرات مختلفة للزيارة, وربطوها بالتطورات الأخيرة في السودان في ضوء الهجوم الإسرائيلي على مصنع اليرموك للسلاح في الخرطوم, وما تبعه من إثارة للعلاقة السودانية الإيرانية. وتتردد منذ مدة تساؤلات عن صحة الرئيس السوداني, بل إن البعض أثار قضية خلافته على رأس حزب المؤتمر الوطني الحاكم خاصة بعد إجرائه جراحة في الحنجرة في الدوحة في أغسطس/آب الماضي. بيد أن الرئاسة السودانية وصفت صحة البشير بالجيدة, وقالت إنه يباشر نشاطه الرئاسي بشكل طبيعي. ملفات وقال أستاذ الدراسات الإستراتيجية حسن مكي للجزيرة نت إن لدى الرئيس البشير ملفات أخرى أكثر أهمية "كالتشويش على السودان بسبب دخول البوارج الإيرانية" وكيفية توضيح الأمر للجانب السعودي. ويعتقد مكي أن ملف الهجوم على مصنع اليرموك للصناعات العسكرية الذي وقع نهاية الشهر الماضي سينال الحظ الأوفر من النقاش بين الطرفين السعودي والسوداني، والأضرار التي أصابت السودان جراء ذلك. أما أستاذ الدراسات الإنمائية والسياسية الحاج حمد فرأى أن هناك إطارين للزيارة التي اعتبرها مفاجئة وغير معلنة. وتوقع أن يتركز النقاش على توسع العلاقات السودانية الإيرانية بعد الهجوم الإسرائيلي على مصنع اليرموك وما تبعه من زيارة لبارجتين إيرانيتين للسودان, وما إذا كانت هناك اتفاقية للدفاع المشترك بين السودان وإيران من عدمه. وقال للجزيرة نت إن الحالة الصحية للرئيس البشير وإمكانية إجرائه فحوصا طبية دقيقة "هي ما يشغل الناس حاليا حول نوعية المرض وما إذا كان مؤثرا أم لا". وأكد أن توضيح البشير للتواصل بين بلاده وإيران "الذي تخشاه بعض الدول" -على حد تعبيره- سيمهد الطريق لوصول استثمارات سعودية جديدة إلى السودان، متوقعا نجاح البشير في توفيق أوضاع السودان مع دول الخليج العربي في الفترة المقبلة.