بانجي (رويترز) - قال المتمردون في جمهورية افريقيا الوسطى إنهم أوقفوا زحفهم صوب العاصمة يوم الأربعاء وإنهم سيخوضون محادثات سلام مما يعني تجنب الاشتباك مع قوات تحظى بدعم إقليمي في الدولة الغنية بالمعادن. وكان متمردو سيليكا قد تقدموا حتى مسافة قريبة من العاصمة بانجي بعد اشتباكات استمرت ثلاثة أسابيع وهددوا بالإطاحة بالرئيس فرانسوا بوزيز الذي اتهموه بالتراجع عن اتفاق سلام سابق وملاحقة المعارضين. ويوفر إعلان وقف الزحف فرصة محدودة لبوزيز لالتقاط الأنفاس لكن المتمردين قالوا لرويترز إنهم قد يصرون على الإطاحة به في المفاوضات. وقال اريك ماسي المتحدث باسم متمردي سيليكا لرويترز عبر الهاتف من باريس "طلبت من قواتنا عدم تحريك مواقعها اعتبارا من اليوم لاننا نريد خوض محادثات في ليبرفيل من أجل حل سياسي. "أتناقش مع شركائنا للتوصل الى اقتراحات لانهاء الأزمة لكن أحد الحلول قد يكون انتقالا سياسيا يستبعد بوزيز." وكان تقدم المتمردين هو الخطوة الأحدث في سلسلة انتفاضات وانقلابات في بلد يقع في قلب واحدة من أكثر المناطق اضطرابا في افريقيا. وما زالت افريقيا الوسطى متخلفة على الرغم من أنها غنية بمكامن الذهب والألماس والمعادن الأخرى. وتجري مجموعة اريفا الفرنسية للطاقة النووية أعمال تعدين في مكامن اليورانيوم في باكوما بجنوب افريقيا الوسطى في أكبر مشروع تجاري لباريس في المستعمرة الفرنسية السابقة. وقالت مصادر دبلوماسية إن المحادثات التي تنظمها المجموعة الاقتصادية لدول وسط افريقيا يمكن أن تبدأ في العاشر من يناير كانون الثاني. ودعت الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي وفرنسا الجانبين للتفاوض حقنا لدماء المدنيين. وهدأت الأنباء بوقف المتمردين لزحفهم من التوتر في بانجي التي حرص سكانها على تخزين الطعام والماء والبقاء في منازلهم بعد حلول الظلام. وقالت جاكلين لوزا من بانجي "يقولون إنهم لن يهاجموا بانجي وهذه أخبار رائعة بالنسبة لنا.. من الأفضل للجميع أن تذهب كل الأطراف إلى طاولة التفاوض." وأرسلت المجموعة الاقتصادية لدول وسط افريقيا وتضم تشاد وجمهورية الكونجو والجابون والكاميرون مئات الجنود لتعزيز جيش جمهورية افريقيا الوسطى بعد سلسلة من الانتصارات للمتمردين منذ أوائل ديسمبر كانون الأول. وهدد رئيس تشاد ادريس ديبي وهو من أوثق حلفاء بوزيز المتمردين بأن القوة الإقليمية ستتصدى لهم إذا تجاوزوا بلدة دامارا الواقعة على بعد نحو 75 كيلومترا عن العاصمة. وتولى بوزيز السلطة في تمرد عام 2003 بعدما تلقت القوات التي قامت بالتمرد التدريب والمعدات في تشاد. وجمهورية افريقيا الوسطى هي إحدى دول المنطقة التي تساعد فيها قوات أمريكية خاصة الجنود المحليين على ملاحقة جيش الرب للمقاومة وهي جماعة تمرد قتلت آلاف المدنيين في أربع دول. ويعيش نحو 1200 فرنسي في افريقيا الوسطى ويعمل معظمهم في جماعات الإغاثة أو شركات التعدين وتنشر فرنسا قوة قوامها 600 جندي في البلاد وتقول إن مهمتها تقتصر على حماية مواطنيها. واستخدمت باريس الغارات الجوية للدفاع عن بوزيز في مواجهة تمرد في عام 2006 لكن الرئيس الفرنسي فرانسوا اولوند رفض طلبا بتقديم المزيد من المساعدة وقال إن أيام التدخل في شؤون الدول الأخرى قد ولت. (إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية - تحرير دينا عادل)