16 يونيو 2015 (الخرطوم) – نفت حكومات السودان وجنوب أفريقيا وكذلك الأممالمتحدة بشدة تقريرا زعم أن الخرطوم احتجزت قوات من حفظ السلام في دارفور "رهائن" ريثما يتاكدون أن الرئيس عمر حسن البشير قد وصل بأمان من قمة الاتحاد الأفريقي في جوهانسبرغ هذا الأسبوع. جنود تابعون لبعثة حفظ السلام في دارفور - صورة من "يوناميد" و نجا البشير بالكاد من امر توقيف صادر عن قضاة المحكمة العليا في جنوب أفريقيا امتثالا للمحكمة الجنائية الدولية التي اصدرت مذكرة اعتقال بحقه بتهمة ارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية يزعم أنها ارتكبت في دارفور. ورفضت حكومة جنوب أفريقيا تنفيذ قرار المحكمة الصادر يوم الأحد الماضي الذي امرهم بمنع البشير من مغادرة في البلاد ريثما يتم النظر في القضية المرفوعة ضده. وبعد سفره عائدا الى بلاده، لمحت الحكومة أنه غادر دون علمهم، وتعهدت بتقديم شهادة خطية مطلع الاسبوع المقبل لتوضح كيف حدث ذلك. ونقل موقع جنوب أفريقيا News24 عن افراد قوات حفظ السلام في دارفور لم تسمهم قولهم انها اخذوا "رهينة" من قبل القوات السودانية عند تصاعد موضوع احتمال اعتقال البشير في جوهانسبرغ. "كنا خائفين جدا - كنا محاطين بالجنود. تم تسليم ذخيرة اضافية لجميع القوات لأحتمال الحاجة إليها " حسبما قال احد جنود جنوب أفريقيا في السودان يوم الثلاثاء. وقال جندي آخر "اقتربت المركبات من قواعدنا وقام قائدنا بوضعنا في الدرجة 2 من الاستعداد"،. وهذا يعني ان كل القوات تكون في زي القتال ويتم تسليحهم بالكامل، ويتمركزون في المخابئ. وقال جندي آخر انه لو خرج الامر عن السيطرة "لكان علينا أن نستسلم لإنقاذ حياتنا، لأنه لا يمكن محاربة جيش البلاد بكتيبة سيئة التجهيز". "أنا ممتن جدا أن جنوب أفريقيا لم تقم باعتقال البشير. وقال قائد الكتيبة انه بعد وصول البشير بأمان الى الخرطوم وتم سحب جميع القوات [السودانية]. عادت الأزمة إلى وضعها الطبيعي "، حسب نص رسالة بعث بها جندي في دارفور لأصدقائه في جنوب أفريقيا. لكن قوات الدفاع الوطني في جنوب أفريقيا رفضت التقرير ووصفته بأنه لا أساس له. "ليس هناك ذرة من الحقيقة في هذه المزاعم. و بنفس القدر ليس هناك أي مادة لدعم هذه المزاعم" حسب نص بيان قوة الدفاع الوطنى "قوة الدفاع الوطنى لم تكن تحت أي تهديد خلال هذه الفترة ". "لم يتم اتخاذ اي اجراءات استثنائية من قبل قوة الدفاع الوطنى بالنظر إلى الأزمة التي وقعت في جنوب أفريقيا. لم تصدر أي تعليمات إضافية، فيما يتعلق بمستويات أعلى للتأهب. الوضع الأمني حيث تنتشر قواتنا في دارفور هادئ ". ونفى فرحان الحق المتحدث باسم الأممالمتحدة في بيان رسمي وجود أي تهديد للقوات الجنوب أفريقية المشاركة في قوات حفظ السلام في دارفور. "لدى جنوب أفريقيا حاليا 802 أعضاء من كتيبة المشاة المنتشرة في كتم، مالحة ومليط في شمال دارفور. يمكننا ان نؤكد ان قوات البعثة في جنوب أفريقيا لم تكن رهينة أو تحت أي تهديد كما ورد في وسائل الإعلام". وقال مسؤول سوداني تحدث إلى سودان تريبيون بشرط عدم الكشف عن هويته ان هذا التقرير "جزء من معركة سياسية داخلية في جنوب أفريقيا" "هذه هي نفس المعركة التي حركت إجراءات المحكمة [في جنوب أفريقيا ضد البشير] ابتداءا". وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السودانية في تصريح لصحيفة (السوداني) أن المعلومات الواردة في التقرير هي "وهمية"، مضيفا أن الخرطوم لا تملك السيطرة على بعثة حفظ السلام في دارفور. لكن رئيس اتحاد جنود الدفاع الوطني في جنوب افريقيا بيكي جريف قال في تصريحات اعلامية يوم الثلاثاء قال انه تم تأكيد هذا الحادث من عدة مصادر ومنهم جنود. "الجيش السوداني انسحب فقط عند وصول البشير من جنوب أفريقيا. هذا من شأنه تحويل الأمر الى ابتزاز بالتهديد بدخول الحرب ". وقال جريف انه لا توجد لديه اسباب للشك في التقارير لأنها تأتي من الجنود انفسهم. "نحن قلقون بشأن سلامة جنودنا لأنهم هناك كقوات حفظ سلام وليسوا هناك لأجل حرب تقليدية. على الرئيس زوما اتخاذ موقف حازم بشأن هذه المسألة ".