رفضت الحكومة السودانية، رسميا دعوة الإتحاد الأفريقي، لمؤتمر تحضيري في العاصمة الأثيوبية، وقالت انها تريد ان تكون العملية سودانية خالصة، في وقت أبدى رئيس حركة " الإصلاح الآن" الموقف الحكومي ب"الغريب" ، وراهن على أنها ستضطر للتخلي عنه عاجلا أو آجلا. المتحدث بإيم التحالف ورئيس حركة "الإصلاح الآن" 30 أغسطس 2015- (سودان تربيون) ونقل وزير الخارجية السوداني ابراهيم غندور، الى سفيرة السويد لدى الخرطوم ميت سينغزين، أن الحكومة لن تقبل بأي مؤتمر للحوار خارج البلاد. وكان الإتحاد الافريقى ممثلا في مجلس الأمن والسلم، دعا الإسبوع الماضي الحكومة للقبول بمؤتمر تحضيري بمقره يجمعها الى معارضيها السياسيين والحركات المسلحة توطئة لإقرار سلام شامل في السودان. وطرحت سفيرة السويد على وزير الخارجية السودانية حزمة من الإستفسارات بشأن عملية الحوار الوطنى والترتيبات الجارية بشانه. وأفاد غندور الدبلوماسية السويدية بأن الحكومة تريد بأن يكون الحوار عملية سودانية- سودانية، وأن سيما وانه فكرة سودانية خالصة. وأكد أن السودان يعمل بتنسيق مع الاتحاد الإفريقي من خلال الآلية رفيعة المستوى ومجلس السلم والأمن الإفريقي، باعتبارهما شركاء بالرأى والجهد لتؤتي العملية ثمارها المرجوة. رهان المعارضة ووصف رئيس حركة "الإصلاح الآن" غازي صلاح الدين تشدد الحكومة ورفضها المشاركة في الملتقى التحضيري بأديس، بانه غير منطقي وغير مستدام.وقال "ستضطر الحكومة للتخلي عنه عاجلا او آجلا". وأبدى في مؤتمر صحفي عقده تحالف القوى الوطنية،الأحد، إستغرابه ، من إصرار الخرطوم على رفض الخطوة وقال "ليس واضحا جدوى هذه المماطلة في وقت تقضي فيه الحكومة جل وقتها في مفاوضات خارجية في كل شئونها". ودعا غازي الحكومة السودانية للتخلي عن المزايدة السياسية بشأن عقد الحوار داخل السودان ، وقال انها تحاول الإيهام بأن قوى المعارضة تريد حوارا خارج السودان. وأضاف " على العكس فإن الإلتزام المؤكد من جميع القوى السياسية يمضي نحو حوار سوداني – سوداني خالص يجري داخل السودان"، مشيرا الى ان بعض قوى المعارضة تواثقت على ضرورة أن تبتدر الخطوة بملتقى تمهيدي في الخارج. وعد صلاح الدين الفرصة التي أتاحها الإتحاد الأفريقي سانحة تاريخية وغير مسبوقة ، قاطعا بأن الحكومة ستكون الخاسرة حال تمادت في رفضها. وحذر بشدة من أن الإستهانة بالسند الأفريقي، ستجعل ظهر السودان مكشوفا أمام ضغوط عالمية تكلفه أكثر من كلفة أي حوار حقيقي بين أبناء السودان. ولفت الى أن الإعلان الصادر مؤخرا عن من الإتحاد الأفريقي عبر عن ضيق الأفارقة، بالمماطلة في اتخاذ الحكومة الخطوات الصحيحة حيال إجراء حوار حقيقي وشامل. وأضاف " هو يقف خطوة واحدة دون أن يصرح بأن الحوار القائم الأن لاقيمة له لانه لايستوفي الحد الأدني من معايير الحوار السياسي كما في التجارب المماثلة". وطالب رئيس حركة (الإصلاح الآن) الحكومة بالتجاوب الفوري ، مع دعوات قوى نداء السودان المنادية بوقف الحرب، وحثها على الدخول في مفاوضات جادة تمهد لاتفاق وقف عدائيات،يفضي الى وقف شامل لاطلاق النار. وتابع "لايجدي الحديث عن إصلاح سياسي،او حوار وطني، أو معالجة أزمة السودان الإقتصادية ، او أزمة علاقاته الإقليمية والعالمية في ظل إشتعال الحرب" وقال المتحدث بإسم تحالف القوى الوطنية طه عبد الله يس، إن فشل الحكومة في النهوض بالحوار وإستكماله في مساره الصحيح سيضطر التحالف للجوء الى مشروع الحوار الوطني البديل ، المتفق عليه مع تنظيم الجبهة الثورية ، المؤسس على تراضي أهل السودان بكل طوائفهم، ليخلص الى وثيقة متفق عليها يمكن أن يؤسس عليها حتى الدستور القومي. ونفي نائب رئيس حركة "الإصلاح الآن" حسن رزق تلقيهم أي إتصالات من الحزب الحاكم بشأن المشاركة في الحوار الحالي، رغم إعلان المؤتمر الوطني شروعه في إتصالات مع قوى الممانعة، متهما قادة الحزب الحاكم بالتعالي على القوى الأخرى . ودعا رزق الحكومة السودانية لتحكيم صوت العقل والإمتناع عن اي مواجهة مع مجلس السلم والأمن الأفريقي، منعا لتحويل الملف الى مجلس الأمن ، وأضاف " يجب على العقلاء أن يلجموا الأصوات التي تريد إدخال السودان في هذه المواجهة".