الخرطوم 21 ديسمبر 2015 استبعد القيادي في حركة العدل والمساواة أحمد حسين آدم، توصل المفاوضات حول المنطقتين بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية شمال، إلى إختراق قريب، وحذر من أن الأوضاع في الشرق قد تنفجر في أي لحظة. أحمد حسين أدم وقال حسين لدى حديثه في محاضرة حول (دينميكيات الأزمة السودانية) بالمعهد البريطاني للشؤون الدولية، إن العملية التفاوضية في أديس أبابا، لا يتوقع فيها حدوث أي اختراق قريب يقود الى سلام حقيقي يعالج جذور النزاعات الدامية. واتهم الوساطة الأفريقية بالخضوع لسيطرة الحكومة، وأفاد أن رئيس الآلية الافريقية الرفيعة ثابو أمبيكي تراجع عن مسار العملية التفاوضية لدارفور حاصرا وساطته بمسار المنطقتين وفقا لقرار مجلس الأمن (2046) الذي يعني بالقضايا العالقة لاتقاقية السلام الشامل لعام 2005. وحذر القيادي في حركة العدل والمساواة من أي اتفاقات جزئية تمنح وظائف للبعض وتتجاهل الحقوق الكلية والتطلعات المشروعة لأهل مناطق الحروب، قائلا: "أي اتفاق جزئي لن يوقف الحرب، بل يعقد الأزمة". ودعا لوحدة المعارضة على برنامج "البديل الوطني" الذي يخاطب أوضاع وتطلعات السودانيين لمرحلة "ما بعد نظام البشير"، كما شدد على ضرورة مشاركة المجتمع المدني المستقل في الجهود السلمية. وقلل من الحوار الوطني الدائر بالخرطوم حاليا، لجهة أنه لن ينتج حلولا تلبي طموحات السودانيين، منبها إلى أنه مصمم على تكريس حكم البشير باستيعاب بعض الأفراد والقوى السياسية، وقال "البشير لن يتخلى عن السلطة طواعية". وقال حسين إن المخرج الوحيد لأزمات السودان الحالية هو قيام وضع إنتقالي ديمقراطي "يجنب السودان الإنفجار". وحذر من أن سيناريو الإنفجار سيكون وبالا على الأمن الإقليمي والدولي، وزاد "الأوضاع الحالية أوصلت البلاد لحد الفشل والإنهيار الكامل في كل المؤسسات". وأضاف "أن نظام الحكم الشمولي الحالي لا يمكن أن يستمر بسبب فقدانه للصلاحية داخليا وخارجيا وظل يشكل عبئا وخطرا على مواطنيه"، موضحا أن السودان لا يزال يعيش حربا مع نفسه. وعدد أحمد حسين تمظهرات الأزمة السودانية، قائلا "إن أعظمها هي جرائم الإبادة المستمرة في دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق.. انتهاكات حقوق الإنسان الجسيمة طالت كل السودانيين". ونبه القيادي في حركة العدل والمساواة إلى ان الأوضاع في شرق السودان قد تنفجر في أي لحظة، وأرف بالقول "إن أهل الشرق يعيشون تحت وطأة ظلم عظيم فهم يموتون بالجوع والمرض رغم الثروات والموارد الهائلة في إقليمهم". وتابع "الشرق يعاني الآن من كوارث جديدة أبرزها جرائم الإتجار بالبشر وتهريب المخدرات". وبشأن الأوضاع في شمال السودان، قال حسين: "ظلت سياسات النظام وممارساته تدمر الحياة والأرض والتاريخ والحضارة باسم خزانات التنمية التي وصفها ب (الكذوبة) التي تستخدم كغطاء للفساد والثراء السريع لرموز النظام". وتأسف على حال السودانيين الذين يعيش أكثر من 80% منهم تحت خط الفقر، وحذر من أن الزيادات في أسعار حاجات المواطنين الأساسية ستؤدي الى انفجار الأوضاع. وشدد أحمد حسين على ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية الى المحتاجين في مناطق النزاع من دون قيد أو شرط ووصف الأوضاع في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، معتبرا هذه المناطق "تمثل مسرح جرائم دولية مكتملة الأركان". وذكر أنه لا يوجد شهود مستقلين ينقلون تفاصيل هذه الجرائم الدولية المستمرة، لأن السلطات لا تسمح بزيارات للمنظمات الإنسانية الدولية وأجهزة الإعلام للعمل في مناطق النزاع، ونبه إلى أن استخدام الغذاء كسلاح في النزاعات الجارية يمثل جريمة حرب وجريمة ضد الانسانية.