جوبا 17 أكتوبر 2016 قالت حكومة جنوب السودان السبت انها تسعى مع قوى أجنبية لايجاد بلد يستضيف زعيم المعارضة المسلحة رياك مشار كلاجئ سياسي، مشددةً أن مشار يجب أن يبقى في المنفى دون ممارسة أي أنشطة سياسية. سلفا كير ومشار في مؤتمر صحفي بجوبا عقب اطلاق النار قرب قصر الرئاسة الجمعة 8 يوليو 2016 (وكالات) وكشف وزير الاعلام بحكومة جوبا مايكل مكوي لويث في تصريحات للصحفييين في جوبا أن حكومته فرضت حظرا سياسياً على زعيم المتمردين بعد دعوته للمقاومة المسلحة ضد حكومة الرئيس سلفاكير، منوهاً أنه لن يتم السماح لمشار بالتحدث في السياسة في جنوب السودان، مطالباً مشار بطلب اللجوء في بلد يختاره. وأكد مكوي أن الحكومة تعمل مع قوى أجنبية لتحديد بلد يعيش فيه مشار بشكل سلمي بعيدا عن السياسة، وتابع "أنه منفي الآن ولن يعود إلى جنوب السودان ولن يُسمح له بالحديث في السياسة". وجاءت تصريحات المسؤول الحكومي عقب تصريحات الرئيس سلفاكير التي اشترط فيها عودة خصمه السياسي للبلاد، بنبذ العنف والعودة إلى البلاد كمواطن عادي بدون مهمة رسمية. وقال سلفاكير في تصريحات صحفية في العاصمة جوبا، السبت، "إن دول الإقليم يجب أن تقف مع الحكومة الانتقالية لتنفيذ الاتفاق وحل الصراعات في جنوب السودان، حيث أن قادة المنطقة رعوا الاتفاق على الرغم من تحفظاتنا، ولكن قبلناه لأننا كنا نريد السلام والاستقرار لبلادنا". وأضاف "أعتقد أن أحداث يوليو كانت دليلاً على المخاوف التي أثارتها حكومة جوبا.. إذا كانوا يريدون تنفيذ الاتفاقية ينبغي أن يسمحوا للنائب الاول الحالي وفريقه للعمل معي والقادة الآخرون على استعداد للتعاون في تنفيذ الاتفاق". وأكد رئيس حكومة جنوب السودان، أن مشار يجب أن ينبذ العنف وأن يبقى خارج البلاد خلال فترة حكومة الوحدة الوطنية أو العودة إلى جنوب السودان كمواطن عادي. حركة التمرد: تصريحات سلفاكير ليست مفاجئة من جانبه قال المتحث باسم مشار جيمس قاتديت داك أن تصريحات سلفاكير لم تكن مفاجئة، مشيراً إلى أنها تتماشى مع محاولته السابقة للقضاء على مشار في 8 يوليو في القصر الجمهوري بجوبا والهجوم لاحقاً على مقر إقامة مشار بتاريخ 10 يوليو بالدبابات وطائرات الهليكوبتر الحربية "لقتل اتفاق السلام". وأردف "ماذا يمكن أن نتوقع من رئيس حاول اغتيال نائبه وشريكه في عملية السلام في القصر الجمهوري في 8 يوليو وأمر قواته المجهزة بالدبابات وطائرات الهليكوبتر أن تهاجم مقر إقامته، وهو ما أكدته الأممالمتحدة، ماذا نتوقع من سلفاكير الذي هاجم وتابع نائبه في الادغال لمدة 40 يوما لاغتياله واجباره على المنفى". ولفت داك في تصريحات ل"سودان تربيون" السبت، إلى أن تعليقات سلفاكير المعادية للسلام ليست مفاجئة لانه لا يريد شريكا للسلام، مؤكداً أنه لا يرغب في تنفيذ اتفاق السلام بشكل كامل لكن بدلاً من ذلك يريد رجلاً تابعاً يوافق دون اعتراض ويتعاون في تجنب تنفيذ الشروط الأكثر أهمية في اتفاق السلام، مثل الإصلاحات الضرورية لوضح حد للحرب وغيرها. ووصف المتحدث باسم زعيم التمرد الرئيس سلفاكير ونظامه "بالمحظوظين" نظراً لانتهاكها اتفاق السلام مع الإفلات من العقاب باعتبار أن الدول التي توسطت في التوصل إلى هذا الاتفاق لم تحرك ساكنا لوقف سلفاكير من انتهاكاته المتواصلة ولم تمارس عليه ضغوطاً للتعامل مع مشار كنائب أول له وفقاً لاتفاق السلام، لافتا إلى أن بعض اللاعبين في المنطقة والمجتمع الدولي لا يقرأون الوضع بشكل صحيح. وأوضح داك أن حركته ملتزمة بالتنفيذ الكامل لاتفاق السلام الموقع أغسطس 2015، محذراً أن أن المعارضة سوف تضطر لوضع حد للفوضى المستمرة والقيادة السيئة في البلاد باستخدام وسائل أخرى.