الخرطوم 29 يناير 2017 سمحت مفوضية العون الإنساني والسلطات الصحية بولاية وسط دارفور، للهيئة الطبية الدولية، بمباشرة تقديم خدماتها الإنسانية للمتأثرين من الحرب في جبل مرة. نازحون من جبل مرة في سورتوني بولاية شمال دارفور (صورة من يوناميد) يشار إلى أن الهيئة الطبية الدولية هي منظمة إنسانية عالمية غير ربحية تهدف إلى إنقاذ الأرواح، وتخفيف المعاناة من خلال التدريب، وتقديم الرعاية الصحية، وبرامج الإغاثة والتنمية. وطبقاً لنشرة من مكتب الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية بالسودان (أوتشا)، فإن الهيئة الطبية الدولية تلقت الموافقة من مفوضية العون الإنساني، ووزارة الصحة في ولاية وسط دارفور لبدء أنشطة الصحة والتغذية في مناطق (قولو وبوري وجوكوستي) في جبل مرة. ورحبت واشنطن في ديسمبر الماضي بإجراءات اتخذها السودان لتخفيف القيود على حركة المنظمات بالبلاد، فضلا عن السماح لأول مرة بدخول فريق مشترك بين وكالات الأممالمتحدة لإجراء تقييم للوضع الإنساني في (قولو) بجبل مرة بدارفور. ووافقت وزارة الصحة بوسط دارفور على طلب الهيئة الطبية الدولية بإرسال 27 كادرا صحياً لدعم أنشطة الصحة والتغذية في مستشفى "قولو"، وفي المرافق الصحية في "بوري، وجوكوستي"، إلى جانب حصول الهيئة الطبية الدولية في الوقت نفسه، على إذن لبدء أنشطة الصحة والتغذية في منطقتي "كتي وكرفال" في محلية غرب جبل مرة. وأكدت الهيئة أنها قيمت في نوفمبر الماضي مرافق الرعاية الصحية في المناطق الثلاث، وتباشر مهامها أيضاً لتوفير الخدمات الصحية والتغذية في عيادة منطقة "جلدو"، ومستشفى "نيرتتي"، في ولاية وسط دارفور منذ يونيو 2016. وتمول الهيئة إعادة تأهيل المرافق الصحية في "بوري وجوكوستي" من قبل الإدارة العامة للحماية المدنية، وعمليات المساعدات الإنسانية التابعة لمفوضية الاتحاد الأوروبي. وتتكفل الهيئة الطبية الدولية بتوصيل الأدوية والإمدادات الغذائية، على أن تبدأ إعادة تأهيل العيادتين في يناير الحالي، حيث توقفت العيادتان عن العمل منذ إغلاق عمليات منظمة "تيرفند" الدولية بجميع أنحاء السودان في ديسمبر 2015. وفي مارس 2009 طردت الحكومة السودانية 13 منظمة غير حكومية بدارفور واتهمتها بالتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية، إثر إصدار الأخيرة أمرا بالقبض على الرئيس عمر البشير واتهامه بالتورط في جرائم ضد الانسانية وجرائم حرب بالإقليم. وأوضحت نشرة "أوتشا" أن 19 شخصا على الأقل من الطاقم الطبي المعارين من وزارة الصحة الولائية يجري تدريبهم في مواقعين، بفضل المساعدات المقدمة من المكتب الأميركي لدرء الكوارث الخارجية، وصندوق السودان الإنساني. وفي شمال دارفور أكد مكتب الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية، استمرار الدعم لنازحي منطقة جبل مرة في الولاية، مؤكداً أن الأشخاص الذين فروا من منطقة جبل مرة في عام 2016 إلى الولاية في حدود 53,000 شخص، منهم 21,553 في سورتوني، و25,283 في طويلة، و2,909 في مدينة كبكابية، و3,184 شخصا في معسكر شداد للنازحين. وفر هؤلاء النازحين من منازلهم في منطقة جبل مرة إثر اندلاع القتال في عام 2016، بين القوات الحكومية، وقوات حركة تحرير السودان فصيل عبد الواحد نور. وأعلن الجيش السوداني في أبريل 2016 إقليم دارفور خاليا من تمرد الحركات المسلحة بعد أن أكد سيطرة قواته على "سرونق" آخر معاقل حركة تحرير السودان في جبل مرة، المنطقة الغنية بالمياه والتي تتمتع بمناخ معتدل، بين ولايات شمال ووسط وجنوب دارفور. إلى ذلك أعلن مكتب "أوتشا"، عن وصول أكثر من 131,000 لاجئ من مواطني دولة جنوب السودان إلى السودان في عام 2016، مشيراً إلى وصول 44% من عدد ال 297,000 لاجئ إلى السودان منذ منتصف ديسمبر 2013. وأوضح أن الوضع يمثل حالة طوارئ للأطفال، حيث يشكلون أكثر من 67% من اللاجئين، مضيفاً أن اللاجئين في المناطق التي يوجد بها عدد قليل من منظمات الإغاثة، وحيث تكون الموارد محدودة للغاية. وذكر أن المنظمات الإنسانية تشعر بالقلق حيال حماية الأطفال اللاجئين، وزاد "تظل المساعدات المقدمة للأطفال غير المصحوبين والمنفصلين عن ذويهم تمثل أولوية رئيسية في الاستجابة لتدفق اللاجئين من دولة الجنوب".