الخرطوم 2 يونيو 2017 حملت أحزاب المعارضة في السودان، الجمعة، الحكومة مسؤولية تفشي (الكوليرا) لصمتها وتحاشي الإعلان عن الوباء، بينما منحت ولايتا النيل الأبيض وشمال كردفان الأولوية لحملات التوعية وإصحاح البيئة لمكافحة "الإسهالات المائية". مرضى موزعون في احدى مدارس النيل الأبيض بسبب الإسهال الحاد .. صورة من مواقع التواصل وكشف تقرير حكومي يوم الخميس عن وفاة 272 شخص وإصابة 14 ألف في عدد من ولايات السودان جراء الاسهال المائي منذ أغسطس الماضي عندما تفشى المرض في ولاية النيل الأزرق، وعاد في موجة أكثر ضراوة بولاية النيل الأبيض منذ أبريل الفائت. وانتقد تحالف قوى الإجماع الوطني المعارض، إنكار النظام الحاكم حجم الوباء الذي اجتاح السودان، قائلا "تارة يصفه بالاسهال المائي وتارة يمارس الصمت والتقاضي عن تحمل مسؤولياته إزاء هذه الكارثة المحدقة (الكوليرا)". وأشار التحالف في بيان تلقته "سودان تربيون"، الجمعة، إلى أن "الوباء الفتاك" وصل من النيل الأبيض الى العاصمة الخرطوم ذات الكثافة السكانية وأصبحت تحت رحمته، "لكن رغم ذلك لاذت السلطة بالصمت ولم تشاء القيادة السياسية للنظام الإعلان عن هذا الوباء وحجم الكارثة وعدد الضحايا وسبل العلاج والوقاية". وطالب الحكومة بتحمل كامل مسؤوليتها تجاه انتشار الوباء وتبعات الإهمال وما يترتب عليه من تفريط في حقوق المواطنين. وتتحاشى السلطات السودانية حتى الآن تسمية الإصابات ب "الكوليرا" مؤكدة أنها لا تعدو أن تكون "اسهالات مائية"، وقالت سلطات ولاية نهر النيل شمالي الخرطوم إنها تتعامل مع "نزلات معوية"، قبل أن تعود وتؤكد إصابة مائة شخص بالإسهال المائي. وحذرت سفارة الولاياتالمتحدةبالخرطوم، الرعايا الأميركيين في السودان، يوم الخميس، من تفشي داء الكوليرا بالبلاد ودعتهم لاتباع إجراءات السلامة الأولية. وأكدت أحزاب قوى الاجماع الوطني بذل ما في وسعها ضمن المنظمات الشعبية والهيئات النقابية ومنظمات المجتمع المدني لدحر الوباء والتوعية الضرورية اللازمة بمخاطره وطرق الوقاية والعلاج. ودعت السودانيين لحمل الحكومة للقيام بواجباتها في تأمين حياة المواطنين والإعلان عن الوباء والاستعانة بامكانيات المنظمات الدولية لتقديم الخدمات الطبية والعلاجية اللازمة وعلى وجه السرعة. وطالب حزب الأمة القومي الحكومة بتحمل مسؤوليتها الأخلاقية لإنقاذ مواطنيها من الموت بإعلان وباء الكوليرا، وحالة الطوارئ الصحية فورا إلى جانب توفير الأدوية مجانا وتهيئة المراكز الصحية المتنقلة والمستشفيات وغرف الحجر الصحي والإسعاف والكوادر الطبية. وأفاد الحزب المعارض في بيان، الجمعة، أنه منذ ظهور الوباء في سبتمبر 2016 بولاية النيل الأزرق وكسلا والنيل الأبيض ورغم الانحسار النسبي لكنه لم يتم السيطرة عليه فزادت حالات الإصابة مجددا في أبريل "تحت وطأة الفقر وانهيار المنظومة الصحية بالبلاد". وأشار إلى تسجيل حالات وفيات وإصابات في ولايات النيل الأبيض، الجزيرة، الخرطوم، نهر النيل، سنار، النيل الأزرق، القضارف، البحر الأحمر، الشمالية وشمال كردفان. واتهم الحزب بعدم "وضع التدابير اللازمة لوقف انتشار الكوليرا سواء بفشلها ابتداءً في التعرف عليه وتضليلها للرأي العام بعد تأكد لها، والتقليل من شأن الإصابات المتزايدة، والاستهانة بحياة المواطن وصحته، والإصرار على التعتيم". وناشد منظمات الإغاثة والجهات المانحة ومنظمة الصحة العالمية وأطباء بلا حدود بالتدخل وتقديم مساعدتها في التصدي للوباء، والحيلولة دون وقوع كارثة صحية غير مسبوقة. من جانبه أكد والي شمال كردفان أحمد محمد هارون، الجمعة، أن التحدي الأساسي لولايته هو إيصال الرسالة الصحية الإرشادية لكل المواطنين لمجابهة الإسهالات المائية. ووجه بمنح أولوية لحملات إصحاح البيئة وفتح ونظافة مجاري المياه. وشدد على ضرورة التواجد الميداني المستمر للضباط الإداريين والضباط الصحة على مدار اليوم. وكانت وكالة السودان للأنباء قد نقلت نهار الخميس أن عدد الإصابات بالإسهالات المائية في ولاية شمال كردفان وصل إلى 58 حالة. وقال هارون لدى مخاطبته الضباط الإداريين وضباط وملاحظي الصحة بمدينة الأبيض الجمعة بحضور أعضاء حكومة الولاية، "إن المدخل لبيئة تتناسب والأوضاع الصحية يكمن في التفعيل القوي لقانون ترقية البيئة الحضرية". وأشار لتعزيز الجهود بالإطمئنان لنظافة أدوات حفظ وتخزين المياه في المنازل ونظافة وسائل نقل المياه وكلورة مصادرها". ووجه الوالي بالتركيز على إصحاح البيئة وزيادة الجهود الصحية والهندسية لإقامة مكبات للنفايات وتفعيل نقل النفايات بشكل جيد. وأكد دخول آليات جديدة لنقل النفايات هذا الأسبوع ودعم كل هذه الجهود ومكافحة الذباب والبعوض بالرش الجوي والرش (بيت لبيت) بعد تقسيم المدينة لقطاعات. وفي النيل الأبيض قال والي الولاية عبد الحميد كاشا، إن كل الجهود منصبة الآن على جهود الإرشاد والتوعية عبر فرق صحية في كل المناطق المنكوبة، وأكد لتلفزيون الشروق، الجمعة، أن وباء الإسهالات المائية الآن تحت السيطرة.