الخرطوم 7 يونيو 2017 اتهم رئيس الحركة الشعبية شمال، مالك عقار، نائب الرئيس عبد العزيز الحلو، بالسعي لشق الحركة والجيش الشعبي وتنصيب نفسه رئيساً، كاشفاً عن دعوة الحلو مجددا مجلس تحرير جبال النوبة لعقد اجتماع يختار رئيسا جديدا، وأعلن اعتزامه والأمين العام ياسر عرمان عدم الترشح لقيادة الحركة. عقار وعرمان لدى وصولهم الى جبال النوبة وسرد عقار تفاصيل الخلافات داخل الحركة الشعبية عبر رسالة داخلية مطولة أرسلها الى قيادات الحركة والجيش الشعبي والإدارات المدنية في المنطقتين واللجان المتخصصة ورؤساء المكاتب الخارجية بالشعبية. وقال عقار في رسالته التي أطلعت عليها (سودان تربيون) إن الحلو على الرغم من تقديم استقالته إلا انه ظل يمارس عملاً متصلاً لإحداث إنشقاق داخلي وتنصيب نفسه رئيساً للحركة. وكشف عن دعوة الحلو مرة آخرى عبر مجموعة أرسلها الى جبال النوبة الأسبوع الماضي لعقد اجتماع آخر لمجلس التحرير المعين. وأضاف: "هذه الدعوة فوق إنها غير قانونية ستؤدي الى تفاقم الأوضاع ولن تؤدي الى حلول، ولدينا علم بكل القرارات التي ينوى إتخاذها بمافي ذلك تعيين رئيس جديد للحركة وقيادة جديدة ومساعدين". وتابع "قررت كرئيس للحركة ومعي الأمين العام الحالي أن لا نترشح مطلقاً في أي مؤتمر قادم للحركة الشعبية لأي موقع تنفيذي، وندعم الجيل الجديد من القيادات، وأن ندعم وحدة الحركة الشعبية". ونوه عقار الى أن الحلو إجتهد طوال الفترة الماضية لشق الحركة قائلا " ظل يلتقي بكادر الحركة الذي يعمل معه لإحداث إنقلاب داخل أجهزة الحركة، وحاول بشدة إستخدام التناقضات الإثنية والقبلية ،لإطلاعه على أسرار دقيقة في هذا الإتجاه بحكم موقعه القيادي". وكشف أن محاولات الحلو ظهرت نتائجها في النيل الأزرق التي شهدت قتالا بين مجموعات الحركة خلال الأيام الماضية، مضيفاً "نائب الرئيس منذ تقديم إستقالته حاول التعامل مع قبائل بعينها وعزل آخرى وسعى حثيثاً للإتصال بالجنرال جوزيف تكة، وحاول تحريض مجموعة مميزة في النيل الأزرق". وذكر أن إتصالات الحلو انتهت الى إقتتال داخلي في النيل الأزرق، محذراً من تكرار ذات الأحداث في جبال النوبة لأنه سيكون طعنة نجلاء للحركة الشعبية. يشار الى أن إشتباكات وقعت في النيل الأزرق أواخر شهر مايو ،بين قوات الحركة الشعبية بقيادة مالك عقار وفصائل انشقت عن الحركة في وقت سابق وأعلنت عزل عقار عن قيادة الجيش، وانتقل التنازع بين الطرفين الى معسكرات اللاجئين في النيل الأزرق واتخذ طابع التشاحن القبلي بتحريض كل طرف لقبائل بعينها ضد أخرى. وقالت قيادة الحركة في بيان سابق تعليقا على تلك التطورات" إن ما يحدث هو محاولة للإنقلاب السياسي والعسكري على كامل تراث الحركة الشعبية ورؤيتها وتقزيمها الي حركة إقليمية لا ترى أبعد من أقدامها، وإن ما حدث من هذه المجموعة اخطر من تنفيذ أجندة الحكومة وحربها". تقرير المصير والموقف التفاوضي وحول حق تقرير المصير لجبال النوبة، قال عقار، في مكتوبه، إنه ليس جزءا من مشروع السودان الجديد، موضحاً إعتراض الرئيس والأمين العام طرحه "لأنه سيكون ضد سكان المنطقتين ويؤدي الى إهتزاز شامل في طرح فكرة السودان الجديد". واضاف "ما عاد جاذباً بعد إنفصال الجنوب، وسيعزل الحركة الشعبية بإبعادها عن القوى الوطنية والديمقراطية وسيقسم الحركة الي جبال النوبة في إتجاه والنيل الأزرق في إتجاه آخر إذ لا حدود جغرافية مشتركة بينهما". وبشأن الموقف التفاوضي للحركة ورؤيتها للجيشين، أوضح عقار أن ما طرح في جولات التفاوض كان إطار المناورات والمناورات المضادة، مؤكداً أن طرح موضوع الجيشين في آخر جولة تفاوض كان رداً على مناورات رئيس الوفد الحكومي العسكري الفريق عماد عدوي. وأضاف "حينما تعمد الوفد الحكومي الخلط كما ظل يفعل دائما، ذكرت الحركة الشعبية إن الترتيبات الأمنية النهائية تحتاج الي مبادئ، ودفعت بمقترحها الذي شمل خمسة مبادئ، وذكرت إن ذلك لا ينتقص من حقها في طرح مبادئ آخرى لاحقا". وزاد "وكان ذلك في إطار التصدي للخلط والتشويش والتشويه الذي تعمده الفريق عماد ووضع حد لمناوراته". وأكد أن مقترح الحركة بإنصهار الجيش الشعبي عبر مراحل زمنية في جيش سوداني جديد بإعادة هيكلته، وإعادة هيكلة المؤسسات الأمنية الآخرى حتى تكون مهنية ، أفشلت مناورات عماد عدوي. وتابع "لكن مع ذلك يعتقد نائب الرئيس إنه تمت التضحية بالجيش الشعبي وقد أكد له خمسة من قادة الوفد التفاوضي ورئيس الحركة في إجتماع مشترك إن هذا غير صحيح، ولكنه أصر على رأيه". موضحاً أن الحلو يطالب بنقل تجربة الجنوب بحذافيرها في المفاوضات، بإعتماد صيغة الجيشين. وشدد عقار على أن طرح الحركة الحالي لا يتخلى عن الجيش الشعبي بل إن عملية تنفيذ الإتفاق كمرحلة أولى وبناء جيش جديد كمرحلة ثانية ربما تاخذ في ظل الأوضاع الراهنة أكثر من (15) عام لإنجازها، مردفاً "في هذه المرحلة سيحافظ الجيش الشعبي على وجوده عبر مجلس دفاع مشترك".