الخرطوم 26 يناير 2018 ناقش وزيرا خارجية السودان ومصر بأديس أبابا، الجمعة، وضع العلاقات بين البلدين بعد موجة من التوتر دفعت الخرطوم لسحب سفيرها لدى القاهرة. غندور وشكري أثناء محادثات بالقاهرة صورة إرشيفية من اعلام وزارة الخارجية السودانية وجرى لقاء إبراهيم غندور وسامح شكري على هامش المشاركة في اجتماعات المجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي. ويعد هذا اللقاء، الأول من نوعه بعد توتر متفاقم بين البلدين وصل حد سحب السفير السوداني عبد المحمود عبد الحليم لدى القاهرة للتشاور في الرابع من يناير الحالي. وبحسب بيان للمتحدث باسم الخارجية السودانية قريب الله الخضر، فإن "الاجتماع ناقش الوضع الراهن للعلاقات الثنائية بين البلدين وسبل الدفع بها إلى الأمام من خلال معالجة ما يعتريها بشكل جذري". وأكد أن اجتماع الوزيرين ناقش أيضا أهمية العمل الثلاثي المشترك بين السودان وإثيوبيا ومصر للتعامل مع المسائل ذات الصِّلة بسد النهضة "تحت مظلة الإرادة السياسية المتوفرة لدى قادة الدول الثلاث". وقال المتحدث باسم الخارجية المصرية أحمد أبو زيد، الجمعة، إن "الوزيرين حرصا على ترتيب هذا اللقاء للتأكيد على عمق العلاقات التاريخية بين مصر والسودان، والتلاحم بين الشعبين، وحرصهما على تحصين تلك العلاقة ضد الاهتزازات، واتخاذ إجراءات عملية حتى لا تحيد عن مسارها الطبيعي". وأضاف أبو زيد أن كلا من الوزير شكرى وشقيقه البروفيسور غندور اتفقا على ضرورة الحفاظ على العلاقات الثنائية بين البلدين وعدم الإنسياق خلف أي شائعات أو معلومات مغلوطة قد تسيء إلى تلك العلاقات. وأضاف أنهما أكدا على المسؤولية الوطنية التي تقع على عاتق وسائل الإعلام بالبلدين، وضرورة تجنبها لأية مظاهر للإساءة، وذكر أن الوزيرين تناولا أيضا أهمية متابعة تنفيذ مقررات اللجنة العليا المشتركة بين البلدين وجميع اللجان النوعية المنبثقة عنها. وبين السودان ومصر عدة ملفات عالقة منها الموقف حيال سد النهضة الإثيوبي والنزاع الحدودي على مثلث حلايب المشاطئ للبحر الأحمر والذي تسيطر عليه مصر منذ 1995. وزادت حدة التوتر بين البلدين عقب شن الإعلام المصري هجوما شرسا على السودان بسبب زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في ديسمبر الماضي. إلى ذلك وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور، صباح الجمعة وفد السودان المشارك في اجتماعات وزراء خارجية إقليم شرق أفريقيا، على هامش اجتماعات المجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي بأديس أبابا. وأوضح المتحدث باسم الخارجية أن الاجتماع هدف إلى تنسيق المواقف والأدوار بين دول الإقليم في المحافل الدولية. وتطرق الاجتماع إلى ضرورة دعم رواندا التي ستترأس الاتحاد الأفريقي للعام 2018 كممثل لإقليم شرق أفريقيا، وفي هذا الإطار عبرت جميع دول الإقليم عن كامل دعمها لرواندا ورئيسها بول كيقامي وأنها ستظل بجانبه لتنفيذ رؤيته في إصلاح القارة. وأشاد الاجتماع بإثيوبيا لتنازلها لصالح جيبوتي ورواندا في التنافس على مقعدي إقليم شرق أفريقيا في مجلس السلم والأمن الأفريقي لتحقيق الاجماع على مستوى الإقليم.