تسببت الاستقالة التي دفع بها رئيس الوزراء الأثيوبي، هايلي مريام ديسالين من منصبه، في تأجيل اجتماع ثلاثي حول سد النهضة كان مقرراً أن تستضيفه الخرطوم الأسبوع المقبل. الجولة الخامسة بالخرطوم من مباحثات السودان ومصر وإثيوبيا حول مشروع سد النهضة الثلاثاء 3 مارس 2015 وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السودانية، قريب الله الخضر، في تصريح صحفي تلقته (سودان تربيون) السبت، إن التأجيل جاء استجابة لطلب من الجانب الإثيوبي. وأشار إلى أن الاجتماع الثلاثي الذي كان سينعقد في مستوييه الفني والوزاري يومي 24 و25 من فبراير الجاري، تأجل إلى موعد لاحق يتم التوافق عليه بين الدول الثلاث. وكانت القمة الثلاثية التي جمعت رؤساء "السودان، إثيوبيا ومصر" في أديس أبابا، على هامش القمة الأفريقية الأخيرة، أقرت انعقاد الاجتماع الخرطوم برئاسة وزراء الخارجية وحضور وزراء الري ومديري أجهزة المخابرات في الدول الثلاث. وأفاد قريب الله أن الاجتماع كان محاولة لتحريك الجمود الذي اعترى المسار الفني للتفاوض حول سد النهضة منذ نوفمبر الماضي. وأضاف "إلا أن التطورات السياسية المتعلقة باستقالة رئيس الوزراء الإثيوبي والترتيبات الجارية لتعيين خلف له حدت بجمهورية إثيوبيا الشقيقة إلى طلب تأجيل الاجتماعات إلى حين انتخاب رئيس جديد للوزراء". إلى ذلك قالت وزارة الخارجية السودانية اتها ظلت تتابع عن كثب تطورات الأوضاع السياسية التي تشهدها إثيوبيا في أعقاب استقالة ديسالين من رئاسة الوزارة والامانة العامة للحزب الحاكم. وأعربت الوزارة على لسان متحدثها الرسمي عن ثقة حكومة السودان "في حكمة القيادة الإثيوبية وقدرتها على تحقيق انتقال سلس". وأكدت "دعم السودان ومساندته ووقوفه بكل صلابة مع الشقيقة اثيوبيا في هذه الظروف الدقيقة، بما يحفظ وحدة شعوبها وتماسكها والسلم الأهلي بين مكوناتها وبما يضمن مواصلتها لمسيرة الإنجازات العظيمة التي تحققت خلال العقود الماضية". يشار إلى أن موجة إضرابات واحتجاجات شهدتها بلدات قريبة من العاصمة الإثيوبية قبل أيام، حيث طالب المحتجون بإطلاق سراح زعماء معارضة مسجونين. وأفرجت السلطات عن أكثر من ستة آلاف سجين سياسي منذ يناير الماضي، إذ تسعى الحكومة جاهدة لامتصاص غضب أكبر قوميتين وهما الأرومو والأمهرا. ويشتكي المنتمون لهاتين المجموعتين العرقيتين من عدم تمثيلهم بالقدر الكافي في السلطة.