أشاع زعيم حزب الأمة القومي الصادق المهدي، حالة من الإحباط الشديد وسط المئات من مؤيديه الذين تجمعوا لاستقباله بأم درمان بعد وقت وجيز من وصوله البلاد آملين في سماع كلمات تعبئ الحراك الجماهيري، لكنهم فوجئوا بخطاب يحذر من الاحتباس الحراري ويدعو لحكومة برئاسة وفاقيه، ما دفع عدد مقدر من كوادر الحزب الشباب لإعلان استقالتهم من الكيان. الأنصار يستقبلون إمامهم الصادق المهدي بمسجد الهجرة في ودنوباوي - إرشبف وتفاءل مؤيدو حزب الأمة بترافق عودة المهدي الى البلاد مع احتجاجات عمت عدة مدن سودانية تندد بالغلاء وتردي الأحوال المعيشية، خاصة وأن المهدي يتزعم تحالف (نداء السودان) الذي يضم قوى معارضة وحركات مسلحة معروفة بعدائها الشديد للنظام. ويقول مراقبون إن الجماهير السودانية الراغبة في التغيير تفتقر الى قيادة مجمع عليها تتمكن من توجيه التحركات وإرشاد المحتجين الى السبل الكفيلة بإنجاح التحركات المقاومة للأوضاع الراهنة. واكتفى المهدي في خطابه بتقديم مقترح يدعو لصيغة عقد اجتماعي جديد للخلاص الوطني يوقع عليه من أسماهم بأبناء الوطن ويتم تقديمه بصورة جماعية سلمية لرئاسة الجمهورية. وأوضح أن الصيغة التي يقترحها تشمل التزام الجميع بوقف إطلاق النار ووقف العدائيات، وتسهيل مهمة الإغاثات الإنسانية، وإطلاق سراح المعتقلين والأسرى، وكفالة الحريات العامة بضوابط لتنظيم ممارستها، وتكوين حكومة قومية برئاسة وفاقيه. ودعا المهدي أنصاره لزراعة ملايين الأشجار لمقاومة الاحتباس الحراري وتدهور البيئة. ودفع موقف المهدي بعشرات الكوادر لإعلان الاستقالة وتجميد العضوية في الحزب، معلنين خلال تغريدات على مواقع التواصل أن موقف المهدي الجديد لا يمثلهم وأنهم يؤيدون الحراك الشعبي والاحتجاجات التي بدأت في الشارع.