قال وزير الخارجية السوداني الدرديري محمد أحمد، إن 14 فصيلا مسلحا بأفريقيا الوسطى سيشارك في جولة المفاوضات مع حكومة بانغي التي تستضيفها الخرطوم الخميس المقبل لبحث ملفات مهمة تمهد لاحتواء الأوضاع المأزومة في هذا البلد. الدرديري محمد أحمد وأوضح الوزير في مؤتمر صحفي السبت بالخرطوم إن المفاوضات المرتقبة ستلتئم تحت رقابة أطراف إقليمية ودولية وبرعاية الاتحاد الأفريقي كما أكد مشاركة روسيا في الجولة. وتعثرت الجولة الثانية من المحادثات منتصف نوفمبر الماضي، بعد تدخل الاتحاد الافريقي ومطالبته الخرطوم بتأجيلها لتزامنها مع قمة طارئة لرؤساء الاتحاد وقتها، لكن الحكومة السودانية اتهمت جهات بعرقلة المساعي المبذولة من السودان لتسوية هذا الملف للحيلولة دون تحقيقه نجاحا يوازي ما أنجزه في مفاوضات جنوب السودان والتي توجت بالتوصل الى اتفاق سلام شامل. وكانت ساحة مجلس الأمن الدولي مسرحا لصراع روسي – فرنسي بشأن هذا الملف، وبعد أن تعاونت موسكو مع الخرطوم خلال أغسطس الفائت في عقد أول جولة محادثات انتهت بتوقيع اتفاق مبدئي بين فرقاء أفريقيا الوسطى،ابدت فرنسا تحفظا حيال ما عدته تدخلا غير مفيد في مستعمرتها السابقة. وحذرت روسيافرنسا في جلسة لمجلس الأمن عقدت منتصف نوفمبر من أنه يتعين عليها أن تضع جانبا "المصالح الوطنية الضيقة" وتعترف بجهودها السلمية في جمهورية أفريقيا الوسطى. وقال وزير الخارجية السوداني إن بلاده قبلت التحدي لإنجاح مبادرة الاتحاد الافريقي بشأن السلام في افريقيا الوسطى لأسباب تتعلق بتحقيق الأمن في السودان والاقليم "برغم التعقيدات والتقاطعات الدولية بشأن ملف السلام في المنطقة". وأوضح الدرديري أن أهم الملفات التي سيتم نقاشها في هذه الجولة تتمثل في الحكم اللامركزي، واعادة الدمج والتسريح لمنسوبي الفصائل المسلحة، والعفو العام، ومشاركة القوى المختلفة في السلطة. ولفت الى أن الصراع المسلح في إفريقيا الوسطى أثّر سلبًا على الأوضاع في السودان، خاصة دارفور. وتحدث الوزير عن اتخاذ حركة تحرير السودان بزعامة عبد الواحد نور، وحركات أخرى افريقيا الوسطى ك"قاعدة خلفية"، والانطلاق منها الى (جبل مرة). وتابع " حالة عدم الاستقرار في افريقيا الوسطى ساعدت الحركات المسلحة السودانية في الأعمال الإرهابية وخاصة حركة عبد الواحد للعمل تحت مظلات فصائل السيلكا لزعزعة الاستقرار في افريقيا الوسطى التي تتخذها قاعدة خلفية وتصدر لنا في السودان ما لا نرغب فيه، من اسلحة ثقيلة وخفيفة وعدد من الجرائم المنظمة والإتجار في المخدرات". وكان الدرديري التقى في وقت سابق من يوم السبت سفراء المجموعة الأفريقية المعتمدين لدى الخرطوم شارحا خطوات حكومته لتحقيق السلام في أفريقيا الوسطى. وأفاد المتحدث باسم الخارجية بابكر الصديق في تصريح صحفي أن السفراء الأفارقة رحبوا باستضافة السودان لجولة المفاوضات هذه وإعادة تنشيط مبادرة الاتحاد الأفريقي للسلام والمصالحة في أفريقيا الوسطى، والتي انطلقت في العام 2016. واعتبر السفراء وفقا للمتحدث جهود السودان في هذا المضمار لا تخدم أفريقيا الوسطى ودول جوارها فقط، وإنما القارة الأفريقية بأسرها. وأشار الصديق الى أنه تأكدت مشاركة وفود وممثلي كل من: حكومة أفريقيا الوسطي، الحركات المسلحة، الاتحاد الأفريقي، الأممالمتحدة، التجمع الاقتصادي لدول وسط أفريقيا، الأحزاب السياسية المعارضة والأغلبية وأحزاب الوسط وممثلي البرلمان والمجلس القومي للوساطة ومنصة الأديان وجمعية ضحايا الأحداث والمجلس القومي للشباب والاتحادات المهنية ومنظمات المرأة ومنظمات حقوق الإنسان، وممثلي الصحافة المحلية، بالإضافة لممثلي الحركات المسلحة.