التأمت في الخرطوم الثلاثاء ورشة مختصة لمناقشة أوضاع الحريات الدينية في إطار مطلوبات الحوار السوداني الأميركي الرامي لتطبيع العلاقات ورفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب. مقر الخارجية السودانية ونظمت هذه الورشة تحت رعاية "لجنة الحريات الدينية" وهي لجنة وطنية تضم عدد من الوزارات والجهات ذات الصلة تشكلت بقرار من وزارة الخارجية السودانية بعد تأييد الرئاسة بهدف الرد على التقرير السنوي للجنة الحريات الدينية في وزارة الخارجية الأميركية. وبعد ادراج بند الحرية الدينية في خطة (المسارات الخمسة +1) كأحد مطلوبات رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب قررت هذه اللجنة اتباع خطة عمل مختلفة بدلا عن الرد على التقرير السنوي كان من بينها عقد الورشة. وقال مدير عام الإدارة الأميركية والاوربية بوزارة الخارجية رئيس الورشة عمر محمد إن انعقادها يجئ في إطار الحوار الجاري الآن مع الولاياتالمتحدة، وإنها ناقشت محاور الحريات الدينية في الفقه والقانون، وتشييد دور العبادة، إضافة للعطلات المدرسية والتعايش الديني، مبيناً أن الورشة تهدف إلى النظر إلى الفجوات ومحاولة سدها. وكانت مدير عام إدارة حقوق الانسان بالخارجية السودانية رحمة العبيد قالت في مؤتمر صحفي عقد الاثنين إن الورشة تعتبر الثانية بعد أن عقدت سابقتها في مايو 2016 م بالتنسيق مع السفارة الأميركية. وأشارت الى أهمية توقيت الانعقاد الحالي لتزامنه مع انطلاق المرحلة الثانية من الحوار الاستراتيجي مع امريكا سيما وأن ملف حقوق الانسان يعد أحد المسارات الخمسة وأن اختيار الموضوعات تم بعناية لتجيب على العديد من التساؤلات. وأظهر القائم بأعمال سفارة الولاياتالمتحدة لدى الخرطوم ستيفن كوتسيس لدى مخاطبته الجلسة تقديره للمجتمع السوداني متعدد الثقافات والأديان، لافتا الى أن المسلمين والمسيحيين فيه وغيرهم من المؤمنين يعيشون سويا ويدعمون بعضهم. وابدى أملا في أن تسهم الورشة في تعزيز التعاون السوداني الأميركي في مجالات حقوق الانسان والحرية الدينية وتوصيل المساعدات الإنسانية. وأشار الى نجاح المائدة المستديرة التي عقدت في مايو الماضي بالخرطوم حول حرية الممارسة الدينية من ناحية قانونية وسياسية وهيكلية التي نظمتها الولاياتالمتحدة وكندا وبمشاركة ن مسئولين حكوميين سودانيين وقادة دينيين ومجتمع مدني وخبراء. وقال الاسقف نيك بينز من الكنيسة الانغليكانية كبير أساقفة كانتربيري إن الورشة تفتح مجالا للنقاش حول عدد من القوانين والقضايا التي يسأل عنها السودان دائما والمتصلة بالحريات الدينية والتي لا تناقش في السودان فقط بل على مستوى العالم. ولفت بينز الى موضوعات مهمة في السودان تم طرحها خلال الست سنوات الاخيرة منها التشريعات الخاصة التي تتعلق بتشريعات خاصة بولاية الخرطوم بينها العطلة المدرسية ليوم الأحد وإزالة الكنائس وغيرها. وأضاف " الموضوع يخص المجموعات التي تعيش مع بعضها البعض وكيف تتعامل ..ولا يمكن الفصل بين السياسة والدين".