أعلن الرئيس السوداني عمر البشير ليل الجمعة فرض الطوارئ في جميع أنحاء البلاد لعام ، وأمر البرلمان بتأجيل النظر في التعديلات الدستورية التي تسمح بإعادة ترشيحه، كما قرر إقالة حكومة الوفاق الوطني وحل الحكومات الولائية. البشير أعلن الطوارئ وحل حكومة الوفاق الوطني .. الجمعة 22 فبراير 2019 والقى البشير خطابا الى الشعب السوداني حظي بترقب واهتمام واسعين من الشارع الذي يتظاهر ضده منذ أكثر من شهرين للمطالبة برحيله. وأعلن عن تدابير اقتصادية محكمة تنفذها "حكومة بمهام جديدة" يكلف بها فريق عمل تنفيذي من كفاءات وطنية مقتدرة لإنجازها إلى حين استكمال العملية الحوارية. وقال"استعدادا لترتيب المشهد السياسي الوطني بما يحقق الاجماع والوفاق فإنني أعلن فرض حالة الطوارئ بجميع انحاء البلاد لمدة عام.. حل حكومة الوفاق الوطني.. حل الحكومات الولائية". وأشار الى أن وثيقة الحوار الوطني ستكون أساساً للم شمل القوى السياسية في الداخل والخارج. وتابع "أدعو البرلمان إلى تأجيل النظر في التعديلات الدستورية المطروحة عليه لفتح الباب أمام إثراء الحياة السياسية بالحوار البناء والمبادرات الوطنية". وتعهد البشير بالوقوف على منصة قومية وهي رئاسة الجمهورية لرعاية عملية الحوار، وقال "سأكون على مسافة واحدة من الجميع موالين ومعارضين زادي في ذلك العدل والشفافية وسعة الصدر". وكان مدير جهاز الأمن والمخابرات صلاح عبد الله قال في تصريحات خلال وقت سابق من يوم الجمعة إن البشير لن يترشح في انتخابات 2020 وأن حزب المؤتمر الوطني سيسمي مرشحا آخرا، لكن البشير لم يشر في كلمته الى ذلك صراحة. وتميز خطاب الرئيس السوداني بلغة تصالحية تجاه معارضيه، كما ترحم على أرواح من لقوا حتفهم في الاحتجاجات الأخيرة وعزى أهاليهم. وقال ان الاحتجاجات خرجت في البداية بمطالب مشروعة وموضوعية كفل الدستور والقانون حق التعبير عنها التزاما بجانب السلمية. وتابع "لم يكن مرفوضا عندنا خروج فئة من الشعب تطالب بترقية الأوضاع العامة ومعالجة جوانب الخلل في الأداء الحكومي". واستدرك بالقول " لكن ما كان غير مقبولا ومقلقا هو محاولة البعض القفز في الصف الأول لتلك الاحتجاجات والعمل على استغلالها لتحقيق أجندة تتبنى خيارات صفرية مجهولة تقود البلاد الى مصير مجهول". ودعا البشير القوى السياسية لاستيعاب المتغير الجديد في المسرح السياسي وهم الشباب، من خلال أطروحاتهم وتنظيماتهم عبر آليات جديدة وإشراكهم في البناء الوطني. وجدد الدعوة للجميع للنظر -وضمن هذه العمليةر-لدور القوات المسلحة في المشهد الوطني كحامية وضامنة للاستقرار على ان يطور الحوار تفاصيل ذلك. ووجه الدبلوماسية بتعزيز الارتباط الإيجابي البناء مع المجتمع الدولي والإقليمي والقاري ليكون شريكاً مساهماً بإيجابية في عملية التحول الوطني. وقال البشير إنه سيوالي تباعاً اتخاذ التدابير والإجراءات لتنفيذ كل ما ذكره. وسبقت قرارات الرئيس السوداني اجتماعات مكثفة عقدها مع اللجنة التنسيقية العليا للحوار التي تضم حلفائه في الحكومة كما اجتمع الى المكتب القيادي بالمؤتمر الوطني بينما أبلغت وزارة الخارجية ممثلو البعثات الدبلوماسية المعتمدة بهذه التطورات.