دانت البعثة المشتركة للاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة في دارفور (يوناميد) المواجهات العنيفة التي شهدها معسكر "كلما " للنازحين وأوقعت أكثر من ثلاثين شخصا بين قتيل وجريح، وأعلنت نشر قوات عازلة بين المجموعات المتنازعة. أطفال يلهون في مخيم (كلما) للنازحين بنيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور صورة ل (سودان تربيون) وشهد المخيم الواقع بولاية جنوب دارفور في 13 أبريل الماضي مواجهات بين مجموعتين من الشباب ما أدى لمقتل 16 شخصا بينهم أحد العاملين في الحقل الإنساني وإصابة 17 آخرين مع تشريد عدد كبير من المدنيين. وتسيطر حركة تحرير السودان بزعامة عبد الواحد نور على هذا المخيم الذي يعتبر الأكبر في دارفور، لكن منذ فترة يشهد توترات عنيفة بين مكوناته التي انقسمت الى فريقين، وعلمت "سودان تربيون" أن المواجهات اندلعت في اعقاب اتهام إحدى المجموعات التابعة لعبد الواحد آخرين داخل المعسكر بموالاة الحكومة والترويج لمواقفها، بينما عمدت هذه المجموعة الى اتهام الفريق الآخر بتدبير عمليات تصفية داخل المعسكر. وأوضحت "يوناميد" في بيان صحفي إنها تعاملت مع الاحداث بنشر قوات شرطية تتبع لها وإقامة منطقة عازلة بين المجموعتين لتهدئة الموقف ومنع وقوع الأذى على المدنيين. وأعلنت البعثة عزمها إرسال فريق متكامل للمنطقة لمزيد من التواصل مع قادة المعسكر والسطات المحلية كذلك لمنع تكرار الحادث مستقبلا. وذكرت "يوناميد" في بيانها جميع الأطراف المتصارعة والمتورطة بأنّ معسكرات النازحين تعتبر حيزاً إنسانياً ينبغي أن يكون خالياً من الأسلحة ولا يجب تعريض النازحون للتهديد أو المضايقة أو الاعتداء أو الأذى وأن هذه الأعمال تشكل انتهاكا خطيراً للقانون الدولي الإنساني. وأضافت "إذا وجد أي نازح بحوزته سلاحا يستخدمه، فهو لم يعد مدنياً بل صار مُقاتلاً وعليه، سوف يفقد الحماية الإنسانية التي توفر للمدنيين". وناشدت البعثة النازحين بضرورة احترام المبادئ الإنسانية وعدم الانخراط في أعمال العنف. وقال الممثل الخاص المشترك للبعثة، جيريمايا مامابولو:" في حين تقع مسؤولية حماية المدنيين الرئيسيّة على عاتق حكومة السودان، ستواصل اليوناميد التعاون مع قادة النازحين والسلطات الحكومية المعنية بشأن حماية المدنيين والتعامل معهم بشأن هذه المسألة على جميع المستويات. دعوة للتهدئة من جهتها ناشدت حركة تحرير السودان – المجلس الانتقالي، الطرفين المتصارعين الوقف الفوري للقتال والتصعيد في مخيم (كلما). وقال رئيس الحركة الهادي يحي في بيان تلقته (سودان تربيون) إن على الطرف الذي يحمل السلاح في المعسكر وقف الاعتداءات والتصعيد ضد النازحين. وتابع " نذكركم بان العالم يراقبكم ويرصد الانتهاكات التي تمارسونها ضد اخوتكم واهاليكم". وطالب بعثة (يوناميد) بضرورة التحرك الفوري والتوسط بين أطراف القتال ونزع السلاح من الطرف المعتدى واجراء تحقيق شامل لكشف هوية المعتدين ومن يقفون خلفهم ودوافعهم بغية تقديمهم للمحاكمات العادلة.