وقع "المجلس العسكري" وقوى إعلان "الحرية والتغيير" في السودان، الأحد بالأحرف الأولى على وثيقة الإعلان الدستوري. ووقع على الوثيقة كل من نائب رئيس المجلس العسكري، محمد حمدان دقلو "حميدتي"، بينما وقع أحمد الربيع، عن قوى إعلان الحرية والتغيير، بحضور الوسيط الإفريقي محمد الحسن ولد لبات، والإثيوبي، محمود درير. وقال القيادي بقوى الحرية والتغيير عمر الدقير، في كلمته التي غالب فيها الدموع إن التوقيع على الإعلان الدستوري بالأحرف الأولى، هدية إلى المشردين والنازحين والمساكين من أهل السودان. وشدد على أن الإعلان الدستوري يمهد الطريق لتشكيل مؤسسات السلطة الانتقالية، التي من أولوياتها التحقيق العادل والشفاف في جرائم القتل وتحقيق السلام الشامل وتفكيك دولة التمكين الحزبي وبناء علاقات دولية متوازنة وإعداد دستور دائم حتى الوصول إلى الانتخابات بعد ثلاثة أعوام. ولفت الى أن البلاد عاشت ثلاثة عقود عانت فيها سياسيا واقتصاديا وأمنيا واجتماعيا، مستدركا بأن المقاومة للنظام البائد لم تقف أبدا وظلت في تصاعد حتى انتصرت في الحادي عشر من أبريل الماضي. ودعا الدقير في كلمته إلى حراسة الثورة حتى لا تنحرف عن تحقيق مبادئها التي قامت من أجلها "الحرية والسلام والعدالة" من جهته قال حميدتي في كلمته، إن الاتفاق على وثيقة الاعلان الدستوري تم وفق صيغة "لا غالب ولا مغلوب". وأضاف "طوينا صفحة عصيبة من تاريخ البلاد أساسها التناحر". ورأى أن الاتفاق يحقق أعلى درجات الرضا للمواطنين، مستدركا بالقول، "لن يهدأ لنا بال إلى حين القصاص من كل من أجرم في حق الشعب السوداني". بدوره هنأ الوسيط الإفريقي ولد لبات السودانيين بالتوقيع على الإعلان الدستوري. وقال " من التاريخ لحظات لا تكتب بالكلمات، بل تكتب بالأنفاس وبالإرادة والضمير وبالوفاء لدماء الشهداء وبدموع الثائرين وجهودهم وتضحياتهم وتكتب بتلاحم الشعب مع قواته المسلحة". ودعا الجميع مدنيين وعسكريين أن يبقوا أوفياء للثورة المجيدة لأنها كتابة للتاريخ الحقيقي للفترة الانتقالية. كما دعا السودانيين بأن يحيطوا بالرعاية والاحترام والوقار المنظومة الدفاعية والأمنية عن كل محاولة للمساس بها فهو مساس للوجود الوطني السوداني. وشدد على المحافظة على استقلال القرار السوداني بعيدا عن كل التدخلات الأجنبية. وقال لبات "إعتنوا بكنداكاتكم وشبابكم فما ضاعت امة اعتنت بنسائها وشبابها وعلمائها وفقائها وجامعيها وعلمائكم". وأعلن لباد أن الاتحاد الإفريقي سيبقي دائما مع السودان وأن رئيس المفوضية سيكون حاضرا توقيع الاتفاق النهائي في 17 أغسطس. وقال الوسيط الأفريقي "جزاك الله خيرا عن أفريقيا للدرس الذي أعطته ثورتكم في سلميتها وخصوصيتها وفي تنوعها وفي تظاهر مدنيها وعسكريها". وشهدت قاعة الصداقة، احتشاد الآلاف للتعبير عن فرحتهم بالاتفاق، ورددوا هتافات تؤيد السلطة المدنية، وتدعو للقصاص ممن قتل المحتجين منذ بدء الحراك الشعبي. مصفوفة زمنية وتم الاتفاق بين طرفي التوقيع على أن تكون مراسم التوقيع النهائي في السابع عشر من اغسطس الجاري، يعقبه في اليوم التالي مباشرة تعيين مجلس السيادة وحل المجلس العسكري الانتقالي، على أن يؤدي مجلس السيادة القسم أمام رئيس القضاء في التاسع عشر، فيما يعقد مجلس السيادة أول اجتماعاته في نفس اليوم. وحددت الأطراف العشرين من اغسطس موعدا لتعيين رئيس الوزراء، على يؤدي الشخص المختار القسم في الحادي والعشرين من الشهر نفسه. واشارت الى أن تعيين أعضاء مجلس الوزراء سيتم في الثامن والعشرون الشهر نفسه، على ان يعتمد مجلس السيادة تعيين الوزراء الثلاثين من اغسطس، الذين سيؤدون القسم في الحادي والثلاثين منه، وسيعقد مجلس الوزراء أولى اجتماعاته وفق المصفوفة في ذات اليوم، فيما يعقد في الاول من سبتمبر أول اجتماع مشترك لمجلسي السيادة والوزراء، على أن تبدأ في ذات اليوم عملية السلام الشامل.