في تطور مفاجئ ، تقدم المتحدث باسم الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال، - مبارك أردول باستقالة مسببة الى رئيس التنظيم مالك عقار، اثر خلافات تنظيمية متجذرة نشبت بينه ونائب الرئيس ياسر عرمان. وعنون أردول خطابا الى قيادة الحركة سرد فيه بالتفصيل الدواعي التي اضطرته للاستقالة، من بينها تبني عرمان مواقف شخصية باسم الحركة الشعبية ومساعيه لتشويه سمعته بالحديث عن تواطؤ مع قيادة المجلس العسكري في السودان علاوة على رفضه حزمة من المقترحات الهادفة لترسيخ المؤسسية في التنظيم والاستخفاف بها. وقال أردول طبقا لنص الخطاب الذي اطلعت عليه "سودان تربيون" انه اتخذ قرار الاستقالة بعد عدة محاولات لمعالجة "الخلل التنظيمي والاوضاع التي نعيشها داخل منظومتنا منذ الانقسام وبعد أن سئمت من العمل مع الرفيق نائب الرئيس كفريق واحد من اجل المحافظة على تماسك المجموعة". وأشار القيادي الذي أكد تخليه عن منصبه كمتحدث باسم الحركة بجانب الانسحاب من مواقعه في نداء السودان وتنسيقية "الحرية والتغيير"، الى نقاشات فردية كثيفة دارت بينه وعرمان خلص بعدها الى صعوبة العمل كفريق واحد بعد الآن. وتابع "لذلك قررت التنحي وترك المجال له حتى يعمل مع الفريق الذي يراه ويتوافق معه وحتى لا تتأثر المنازعات والخلافات التي بيننا على أداة العمل العام داخل التنظيم". وأوضح مبارك أن عرمان ظل منذ العام 2016 يرفض كليا تعيين مساعد للأمين العام في الداخل مسؤولا عن العمل السياسي والتنظيمي، وتمسك بأن يكون العمل في شكل لجان مؤقتة قبل أن يتراجع عن ذلك. وأشار الى أن عرمان عارض أيضا عقده مؤتمر صحفي بعد وصوله الخرطوم ضمن وفد مقدمة لقيادة الحركة، كما رفض أن يتوجهوا الى ساحة الاعتصام. وقال مخاطبا عقار "تباينت وجهة نظرنا في الفترة الأخيرة مع نائبك بخصوص الموقف من الاتفاق السياسي والاعلان الدستوري بين الحرية والتغيير والمجلس العسكري والمواقف التصعيدية التي ظل يتخذها كشخص ويريد ان يطبقها على الحركة الشعبية كموقف رسمي ..وعندما تحدثت معه عن خطورة خطوة التصعيد وانه قد يقود للحرب وافشال الحرية والتغيير وتمكين الإسلاميين من العودة الحكم، وان هذا الموقف هو موقفه الشخصي غير متفق عليه داخل الحركة الشعبية وحتى المجلس القيادي غير مطلع بهذا الخط، وهو من صميم واجبه ظل يرسل لي البيانات نفسها ولكن هذه المرة باسم رئيس الحركة الشعبية لنشرها". كما أشار الى أن نائب رئيس الحركة تجاهل احتجاجاته المستمرة حيال مواقف الجبهة الثورية والتصريحات التي تصدر من بعض قادتها. وتابع " ذكرت له انها متماهية مع المجلس العسكري وضد الحلفاء في الحرية والتغيير، وضرورة تبيان موقفنا منهم وكيف انه رفض السماع لرايي وظل يجبرني ان اصمت تجاه التخريب والارباك الذي يفعله المدعو التوم هجو، وما حدث في اديس ابابا ورفضي لقضية تأجيل تشكيل الحكومة او حجز المقاعد وتركها فارغة حتى تحقيق السلام وكنت داعم لموقف توقيع وقف العدائيات كما أرسلت الخطة بذلك ودعوت لدخول الحركة الشعبية والجبهة الثورية للعمل في الداخل ضمن تحالف الحرية والتغيير ومعالجة امر مشاركتها في هياكل الحكم الانتقالي ان ارادت وتقديم قائمة كفاءاتها ومرشحيها في كل المستويات مثلها مثل تنظيمات نداء السودان، وهو مالم أجد منه سوى التجاهل والعناد والإصرار على تبني موقفه الشخصي كموقف تنظمي. ودمغ مبارك عرمان بقيادة "حملة تخوين كبيرة" ضد شخصه "لتشويه سمعتي وربطي بعلاقات من بعض الافراد في المجلس العسكري والذين تربطهم بي صلة قرابة، وقد ذكر لي في اجتماع انه يمتلك ادلة بذلك". وتابع "فاذا هو الذي تعرض لحملة تخوين من قبل ودافعنا عنه وحاليا يستخدم نفس السلاح والأسلوب ضدي فمازال الطلب مطروحا امامك لمعالجته وعقد الاجتماع بحضور كل وفد المقدمة بما فيهم الأمين العام ونائب الرئيس لتبيان الحق من الزيف واغتيال الشخصية". واتهم أردول عرمان كذلك بمقاومة كل الجهود الرامية ليكون تنظيم الحركة الشعبية حقيقيا، لأنه يرى وضعها الراهن "حالة مثالية ولذلك يقاوم اي جهة قامت بمحاولة لجعله تنظيم حقيقي يمثل الجميع ويكون القرار فيها في يدهم وغير مختطفاً".