ناشد رئيس دولة جنوب السودان، سلفا كير ميارديت، الإثنين، الحكومة والحركات المسلحة، تقديم "تنازلات" من أجل التوصل إلى سلام سيمثّل "دفعة" للجارة الجنوبية التي تقترب من تشكيل حكومتها الانتقالية. وعقدت في جوبا جلسة افتتاحية لمفاوضات السلام السودانية بمشاركة قادة اثيوبيا وأوغندا ورئيس الوزراء المصري. وقال كير محدثا الأطراف السودانية: "أناشدكم التفاوض بنية حسنة، مع ضرورة تقديم بعض التنازلات من أجل التوصل لسلام واستقرار في السودان والإقليم ككل". واعتبر أن تحقيق السلام بالجارة الشمالية "سيمثل دفعة كبيرة بالنسبة لنا في دولة جنوب السودان، خصوصا أننا نقترب من تشكيل الحكومة الانتقالية". وتابع: "رغبتنا هي أن يتحقق سلام داخلي في البلدين، وأن يكون هناك تعايش بين مواطني الدولتين". وأردف: "تجربتنا تظهر أنه لا يمكن لأي طرف أن يكسب المعركة عبر فوهة البندقية، وإنما عن طريق الحوار السياسي والتفاوض والتسويات التي تقود لحل جميع النزاعات"، في إشارة إلى الحرب الأهلية التي تشهدها دولة جنوب السودان منذ 2013 بين القوات الحكومية والمعارضة المسلحة. من جهته، أشاد الفريق أول، عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني، بمبادرة سلفا كير لتحقيق السلام في السودان، معتبرا أنها ولدت من "رحم" الثورة السودانية. وأكّد البرهان أن جوبا "تعتبر من أكثر العواصم المؤهلة لإحداث اختراق فعلي في ملف السلام في السودان". وأشار في كلمته أمام فاتحة الجلسات أن التغيير الذي حدث في السودان بعد ثورة ديسمبر فتح افقا جديد للسلام أصبحت معه المفوضات قائمة على الشراكة. وتابع " قادة الكفاح المسلح شركاء في التغيير الذي جرى بالبلاد". وأكد البرهان الحرص على أن يصل منبر جوبا الى صنع حل يضع حدا للحرب من خلال مخاطبة جذور المشكلة. كما دعا الى قيام تكتل إقليمي يهتم بسلام وأمن المنطقة ضد ما أسماه المؤامرات. قادة الجبهة الثورية أثناء الجلسة الافتتاحية لمفاوضات جوبا..14 أكتوبر 2019 (سونا) وقال رئيس الجبهة الثورية الهادي ادريس يحيى أن التحول الذي شهده السودان كان نتاجا لتضحيات جسام عبر سنوات طويلة سام فيها الشعب السوداني بكل فئاته. وأضاف "تعترف الجبهة الثورية أن هذا التحول وفر إرادة سياسية روح شراكة ومناخ جديد ومناسب للبحث عن السلام الشامل والعادل ووقف الحرب والاقتتال ". وأكد ادريس رغبتهم في الدخول بعملية سلمية جادة والالتزام الكامل بإعلان جوبا، لكنه لفت الى ضرورة مناقشة التفاصيل الكفيلة بدفع العملية السلمية وصولا الى اتفاق شامل. كما خاطب رئيس الحركة الشعبية – شمال عبد العزيز الحلو الجلسة مشيدا بمبادرة سلفا كير معلنا استعداد حركته للتوصل الى اتفاق سلام يخاطب جذور المشكلة. وتقدم رئيس جنوب السودان، في وقت سابق، بمبادرة للتوسط بين المجلس العسكري السوداني والحركات المسلحة بعد عزل الرئيس السابق عمر البشير، لطي ملف النزاع والتوصل إلى تسوية سلمية تعزز فرص الانتقال الديمقراطي في السودان. وفي سبتمبر الماضي، وقعت الحكومة السودانية والحركات المسلحة، وثيقة اتفاق إطاري بجوبا، تحدد القضايا التي سيتم طرحها للنقاش خلال جولة المفاوضات. من جانبه، طالب رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، الهيئة الحكومية للتنمية بشرق إفريقيا "إيقاد" بدعم مبادرة سلفا كير لإحلال السلام في السودان. وأعرب آبي أحمد عن أمله بأن تقود جولة المباحثات إلى تمهيد الطريق أمام الأطراف السودانية، للتوصل لاتفاق سلام ينهي الحرب ويحقق المصالحة. وقال: "أتمنى أن يمهد لقاؤنا هذا لتحقيق اتفاق بين الحكومة الانتقالية وبقية الأطراف السودانية، حتى ينخرط الجميع في عملية المصالحة وأثمن مبادرة سلفا كير كما أدعوا الإيقاد إلى دعمها بالكامل، فهناك فرصة كبيرة لتحقيق التكامل الاقتصادي بين بلدان الإقليم". بدوره دعا الرئيس الأوغندي يوري موسيفني، إلى اتباع "منهج جديد" خلال المفاوضات الحالية بين الحكومة السودانية والحركات المسلحة في جوبا. والتقى موسفيني رئيس الوفد الحكومي السوداني المفاوض محمد حمدان دقلو، عضو مجلس السيادة، بجوبا على هامش مفاوضات السلام بين الحكومة والحركات المسلحة ترعاها الجارة الجنوبية. وذكر بيان صادر عن المجلس السيادي، تلقته "سودان تربيون" أن الرئيس الأوغندي دعا إلى أهمية اتباع "منهج جديد" في المفاوضات حتى لا تستغرق زمنًا طويلاً. من جانبه، أكد محمد حمدان دقلو، أن الوفد الحكومي المفاوض، على استعداد لتقديم كل ما يلزم لإنجاح عملية التفاوض. وأضاف أن السلام يمثل "أولوية خلال الفترة الانتقالية".