وقعت الحكومة السودانية الانتقالية وفصائل "الجبهة الثورية"، في جوبا الإثنين، إعلانا سياسيا ووثيقة لوقف إطلاق النار، في خطوة من شأنها التمهيد لبدء مفاوضات جادة حول سلام شامل. ووقع الوثيقتين، في مراسم رسمية بالقصر الرئاسي في جوبا، محمد حمدان دقلو "حميدتي"، عضو المجلس السيادي، ممثلا عن الحكومة السودانية، والهادي إدريس ممثلا عن "الجبهة الثورية"، بحضور رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت، وممثلين عن الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي والهيئة الحكومية للتنمية "إيقاد". والتزمت الحكومة الانتقالية السودانية حسب الاتفاق بأن تشمل المفاوضات جميع القضايا المرتبطة بالازمة السودانية بما فيها قضايا مناطق النزاع المسلح و القضايا القومية و القضايا ذات الخصوصية. وتضمن الاتفاق كذلك العمل للوصول لاتفاق سلام خلال شهرين التزاما بميثاق الحرية والتغيير والشراكة القائمة بينهما في سبيل اقامة حكم ديمقراطي بالبلاد. وتعذر في الماضي الاتفاق حول مثل هذه النقاط نسبة لانعدام الثقة بين حكومة البشير والحركات المسلحة. ويشمل الاتفاق أيضا التأكيد على تضمين اتفاقية السلام الشامل في الوثيقة الدستورية، وهو أمر سبق أن رفضته بعض قوى الحرية والتغيير. وقال حميدتي، في كلمة عقب مراسم التوقيع إن "الاتفاق يفتح صفحة جديدة في تاريخ السودان، ويهدف إلى وقف التهميش والإقصاء والظلم". وأضاف: " وقعنا على الوثيقتين لأننا نملك إرادة ثورية لتحقيق السلام لذلك توصلنا إلى وقف إطلاق النار والإعلان السياسي في أسبوع واحد فقط". وجدد التزام الحكومة بالخرطوم بوضع حد للظلم في السودان وتحقيق أهداف الثورة في الحرية والسلام والعدالة. وتوجه حميدتي بالشكر إلى رئيس جنوب السودان الذي توسط في ملف السلام السوداني. من جهته، قال سلفا كير، إن "تحقيق السلام في السودان يعود بالنفع والاستقرار على جنوب السودان". وتابع، "إذا لم يتحقق السلام في السودان فإن جنوب السودان يعاني هو الآخر لذلك، نريد أن نخرج البلدين من هذه الأزمات، لنصب جهودنا المستقبلية على التنمية". في السياق نفسه، أكد الهادي إدريس التزام "الجبهة الثورية" بتحقيق السلام العادل والشامل في السودان. وشدد على أن الجبهة جزء أساسي من الثورة السودانية التي يجب استكمالها عبر تحقيق السلام في البلاد. وقال المتحدث باسم وفد التفاوض الحكومي محمد الحسن التعايشي انه بالاتفاق على الإعلان السياسي ووقف العدائيات بين الحكومة السودانية والجبهة الثورية "تكون العملية السلمية تخطت عملياً موضوع الأجندة وتحديد المسارات إلى النقاش حول الاتفاق السياسي بما في ذلك اتفاق الترتيبات الأمنية والقضايا القومية وموضوعات النازحين والعدالة وغيرها" والجمعة، وقعت الحكومة السودانية والحركة الشعبية/ شمال جناح عبد العزيز الحلو، على وثيقة تحدد أجندة التفاوض التي تم تقسيمها إلى 3 محاور تتمثل في القضايا السياسية، والمسائل الإنسانية، والترتيبات الأمنية. كما نصت وثيقة الاتفاق، على تسليم الطرفين بضرورة الاتفاق على إعلان مبادئ كخارطة طريق للعملية التفاوضية.