دعت مجموعة الأزمات الدولية الاتحادين الأوروبي والافريقي والدبلوماسيين الغربيين إلى الضغط على رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت لمنعه من تشكيل حكومة جديدة لا تحظى بإجماع، محذرة من انحدار الدولة الوليدة في أتون الحرب. وقالت في تنوير صحفي: "ينبغي عليهم التدخل عاجلا لمساعدة الوساطة في المضي قدما نسبة للشلل السياسي وسط جيران جنوب السودان الذين تم اعتبارهم في البداية كضامنين رئيسين للاتفاق". واندلعت الحرب في الدولة الوليدة عقب اتهام الرئيس سلفا كير لنائبه السابق مشار بالتخطيط لانقلاب على حكمه وهو ما نفاه الأخير. وفي ديسمبر العام الماضي وقع أطراف النزاع في جنوب السودان على اتفاق السلام المنشط لإنهاء الحرب الذي ادى إلى مقتل عشرات الآلاف وتشريد الملايين. وتنص الاتفاقية على تكوين حكومة وحدة في مايو الماضي غير أنه بسبب عدم معالجة بعض القضايا اتفقت الأطراف على تمديد الفترة لستة شهور تنتهي في 12 نوفمبر الحالي. ومع اقتراب الموعد النهائي هدد الرئيس سلفا كير بتجاوز قائد المعارضة الرئيسية الذي يطالب بتأجيل تشكيل الحكومة الانتقالية الجديدة. وبحسب المجموعة "حتى إذا اتفق القائدان على تقاسم السلطة فان النزاعات حول الترتيبات الامنية وحدود الولايات ستسمم الإدارة الجديدة مما يؤدي إلى انهيارها". ودعت الأزمات الدولية القادة الاقليمين، الدبلوماسيين الغربيين والاتحاد والافريقي إلى" دفع الأطراف لحسم ملف الحدود ووصع خطة أمنية موثوقة وجدول زمني للإصلاح العسكري". وقالت:" الإحباط المتصاعد من سلفا كير ومشار مبرر لكن لا ينبغي للقوى الإقليمية ان تضغط على الرجلان لتقاسم السلطة دون هذه الاتفاقيات". وسبق ان اعربت الولاياتالمتحدة عن سخطها تجاه سلفا كير ومشار وهددت بفرض عقوبات حال فشلهما في تشكيل الحكومة في الزمن المحدد. وقالت المنظمة ان "وساطة سياسية عالية المستوى مطلوبة لحل القضايا العالقة التي تقف في طريق تكوين حكومة فعالة تقلل من المخاطر التي تواجه السكان". واردفت:"الضغط على الأطراف لتشكيل حكومة وحدة وطنية استراتيجية يمكن أن تأتي بنتائج عكسية لدرجة إذا كانت الحكومة متزعزعة ولا تستطع الوقوف". وقتل ما يقل عن 382.000 شخص نتيجة للنزاع في جنوب السودان بحسب تقرير نشرته كلية لندن للصحة العام الماضي.