جدد زعيم حزب الأمة القومي في السودان الصادق المهدي تأكيده على مساندة الحكومة الانتقالية، دون أن يستبعد تعثرها بسبب ما أسماه "جسامة التحديات" مصوبا انتادات لاذعة الى قوى حليفة وصفها بالاستهتار والمزايدة. وقال المهدي في كلمته السبت بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف متحدثا عن الراهن السياسي إن النظام الانتقالي في السودان يواجه "تحديات هائلة" بسبب " التركة المثقلة من إخفاقات أمنية واقتصادية ودبلوماسية، تركها النظام المخلوع". كما أشار الى أن من بين هذه التحديات "محاصصة بعض القوى المعارضة تسلقاً، وظهور قلة كفاءتها واستهتارها بتصريحات كأنها معدة لإثارة ردود فعل مضادة". وانتقد المهدي كذلك الحزب الشيوعي قائلا إنه" يتصرف باستهتار من ناحية الحرص على المشاركة، ومن ناحية أخرى إطلاق قذائف في كل الاتجاهات". وتابع " وهو ما يجعل أمثالنا يقولون: مع أصحاب مثل هؤلاء، من يحتاج لأعداء؟ صداقة مؤسفة ". وكان السكرتير السياسي للحزب الشيوعي محمد مختار الخطيب هاجم قوى في التحالف الذي يشارك فيه مع المهدي – الحرية والتغيير-وتحدث في ندوة عقدت بأم درمان الجمعة قبل الماضية عن "قيام الإمارات والسعودية بإجراء اتصالات مع كيانات سياسية وقيادات بارزة في قوى المعارضة غير متحمسة للتغيير الجذري في السودان -لم يسمها-سعيا لتغيير مسار الانتفاضة". ودمغ المهدى قوى مسلحة في المعارضة قال إنها تعمل على تحويل ملف السلام الى مزاد سياسي بدلا عن توحيد موقفها لتثمير فرصة تاريخية نادرة لتحقيق استجابة قومية تزيل أسباب النزاع. وأضاف "بعض حلفائنا في الحرية والتغيير لم يراجعوا أخطاء كثيرة ارتكبت بل زادوا الطين بلة بإقصاء قوى سياسية شاركت في الثورة، وتستحق المشاركة في المرحلة الانتقالية". دون أن يحدد الجهات التي يقصدها. ومع ذلك قال زعيم الأنصار إنه "مهما كانت التحفظات فنحن ندعم مؤسسات الحكم الانتقالي ونجهز أنفسنا لمواجهة الغلاة ودعاة الردة في كل المستويات وفي الأحياء وفي المحليات وفي العواصم، ونشد من أزر مؤسسات الحكم بالتأييد وبالنصح". وأردف" في حالة تعثر المسيرة بسبب جسامة التحديات فإن العلاج هو القفز إلى الأمام كما حدث في جنوب أفريقيا، وفي تشيلي، وفي أسبانيا، نحو انتخابات عامة حرة يستثنى من المشاركة فيها أحزاب النظام المخلوع، إلى حين أن تجري المراجعات والنقد الذاتي المطلوب، ليشارك من يشارك، بعد التخلية، في بناء الوطن".