كشفت الهيئة العامة للأبحاث الجيولوجية عن خطة وطنية لإزالة اثار الزئبق الناجم عن نشاط عمليات التعدين التقليدي. وتعمل الهيئة كذراع فني واستشاري لوزارة الطاقة والتعدين. وأشار المدير العام للهيئة سليمان عبد الرحمن إلى مساع حكومية لإيجاد بدائل للزئبق. وفى أعقاب احتجاجات لأهالي منطقة "تلودي" بجنوب كردفان على استخدام السيانيد الشركات العاملة في التعدين هناك قرر مجلس الوزراء في أكتوبر الماضي إيقاف استخدام الزئبق ومادة السيانيد في عمليات التعدين بشكل فوري. ووجه بتعديل الاتفاق مع الشركات العاملة في مجال التعدين، بحيث تُخصص نسبة من عائد أرباحها لتنمية المجتمعات المحلية. وبدأت بالخرطوم الاثنين الجلسة الافتتاحية لاجتماعات مجموعة العمل السودانية الروسية في مجال الجيولوجيا التي تنعقد ليومين. وأكد مدير الهيئة أن الاجتماعات ستخصص لكيفية معالجة الزئبق من مخلفات التعدين وأنه سيتم تخصيص جزء كبير من المحادثات لكيفية التخلص من الزئبق والتي من ضمنها ايجاد البدائل المناسبة. بدوره أكد رئيس الجانب الفني في اللجنة السودانية الروسية نور الدين انعاموف خلال اجتماع الأحد انه وخلال السنين الماضية تمكن السودان وروسيا من انجاز العديد من المهام، مشيرا الى ان الاتفاق على تطوير مجال الجيولوجيا من اهم المحاور في تطور التعاون بين البلدين. ولفت إلى ان عمل الشركات الروسية ونجاحها لجهة التعاون المستمر مع الوزارة والهيئة العامة للأبحاث الجيولوجية. وقال انعاموف ان اهم ما تطلبه الشركات توفير الامن مما يسهم في زيادة الشركات للإنتاج وتوسعته. وأشار رئيس اللجنة السودانية الروسية إلى انه خلال الاجتماعات الحالية سيتم مناقشة كل القضايا والعقبات التي تعترض سير عمل الشركات الروسية. وقال إن الجانبين حققا نجاحا كبيرا في مجال التخلص من الزئبق. وواضح ان منع الزئبق لابد ان يكون وفق خطوات مدروسة مراعاة لعمل الالاف من الاشخاص في المجال والذين يعتبر مصدر دخل لهم الرئيس وشدد على أهمية عرض البدائل للمعدنين لاستمرار العمل. ويعمل في قطاع التعدين التقليدي حوالي 5ملايين شخص فيما يبلغ عدد الطواحين والتي تستخدم الزئبق في استخلاص الذهب بمنطقة أبو حمد في الولاية الشمالية حوالي 5 آلاف طاحونة ومثلها في منطقة العبيدية بينما يبلغ عددها في منطقة وأدى العشار 4الاف وفي منطقة بورتسودان حوالي 3الف طاحونة ومثلها في منطقة نَوراى بولاية نهر النيل. وكشف سليمان ان أكثر من (59) شركة تعمل في مجال معالجة مخلفات التعدين بالسودان، وأن الغرض من انشائها كان التخلص من الزئبق. ويعادل إنتاج المعدنيين التقليدين وهم أفراد أو شركات صغيرة 85% من إجمالي إنتاج الذهب في السودان. ويقدر الفاقد بين المنتج من الذهب في السودان وبين المصدر إلى الخارج بقيمة تتراوح بين 3-4 مليار دولار سنويا ويمثل صادر الذهب نسبة 37% من إجمالي صادرات البلاد خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة حسب تقرير وزارة المعادن سابقا. وأكد مدير الهيئة رغبة وزارة الطاقة والتعدين في التعاون الكامل مع روسيا في مجال التعدين وعلوم الأرض. وأضاف ان عد من الشركات الروسية تستثمر بالسودان نتيجة لنجاح التعاون بين البلدين داعيا إلى دخول المزيد منها للعمل في مجال التعدين. وتعمل بالسودان نحو 5 شركات روسية في مجال تعدين الذهب بعضها دخل مراحل الإنتاج منذ سنوات. وأبرز الشركات الروسية العاملة فى مجال تعدين الذهب تشمل شركة كوش وشركة روزجيولوجي وروزدراقمنت إلى جانب بعض الشركات الاخرى. وبلغ التبادل التجاري بين روسيا والسودان خلال العام 2017 نحو 450 مليون دولار. ووصف السفير الروسي لدى السودان فلاديمير جيلتوف في وقت سابق حجم التبادل التجاري بين بلاده والسودان بالكبير نسبيا مقارنة بحجم التبادل التجاري بين روسيا وغيرها من الدول. وأردف "بالطبع لا أتحدث هنا عن الدول الكبرى مثل الصين أو الهند، لكن ميزان التبادل التجاري بين روسيا والسودان في صعود مستمر". وأكد السفير أنه: "من المهم العمل على تنويع مجالات التعاون الثنائي في السودان حتى لا ينحصر الاستثمار إلى مجال التعدين فقط". وفى مارس من العام الماضي اندلعت مواجهات بين الأهالي بمنطقة وادي الصنقير في ولاية نهر النيل وإحدى شركات التعدين الرَوسية أسفرت عن قتلى وجرحى ما دفع الولاية وقتها لنشر 400 شرطي في مقر الشركة لحمايتها من غضبة الأهالي.