قضت محكمة أم درمان في العاصمة الخرطوم، الإثنين، بالإعدام شنقا على 29، وسجن اثنين آخرين من منتسبي جهاز الأمن السوداني في قضية مقتل المعلم ، أحمد الخير، تحت التعذيب. وقال القاضي الصادق عبد الرحمن "وفق ما ثبت للمحكمة إدانة المتهمين التسعة والعشرون بموجب المادتين 21 (الاشتراك الجنائي) و130 (القتل العمد) من القانون الجنائي السوداني، وتقرر الحكم عليهم بالإعدام شنقا حتى الموت". ومن بين عناصر القوة الأمنية التي نفذت الاعتقال ومارست التعذيب بحق المعتقلين والتي بلغ عددها 38 فردا حكم القاضي بتبرئة 7 متهمين واثنين منهما بالسجن 3 أعوام. وتمسك شقيق أحمد الخير، بالقصاص بعد سؤال من قاضي المحكمة، الصادق عبد الرحمن الفكي عن خياره بين العفو أو القصاص، فرد والدموع تملأ عينيه " نريد القصاص". واحتشد الآلاف من المتظاهرين أمام مقر المحكمة في أم درمان لدعم أسرة القتيل والمطالبة بالقصاص، ورددوا هتافات عقب النطق بالحكم مؤيدة له منها "يحيا العدل"، "الدم قصاد الدم .. ما بنقبل الدية". وطبقا لتجمع المهنيين السودانيين، فإن محكمة جنايات أم درمان وسط، قضت بإدانة 34 متهما في قضية الأستاذ أحمد الخير، وأصدرت حكمها بإعدام 29 منهم شنقا بعد تمسك أولياء الدم بالقصاص. وأوضح في بيان تلقته "سودان تربيون"، أن "جريمة تعذيب واغتيال أحمد الخير مزيجا من محض النزالة وقيح الشر، هزت وحشيتها كل ضمير، وأزاحت لمن كان في قلبه بقية شك، ورقة التوت عن وضاعة الأجهزة الأمنية للنظام المخلوع". وأضاف، "فالأستاذ المعلم من يهب وقته للأخذ بأيدي أجيال الغد وتكاد الشعوب تراه رسولا، يمضي في معتقلات الإنقاذ ساعاته الأخيرة في رفقة شرذمة من الحثالة يتلذذون بضربه ويتلهون بتعذيبه ويفاخر أحدهم أمامه بأنه ملك الموت، فيترك المعلم جسده بين أيديهم ويحلق بكرامته إلى عنان السماء". وتابع، "بهذا الحكم تكون الثورة قد أوفت دينها للشهداء مرة أولى تتبعها مرات بقدر عدد الشهداء، وحتما ستطال يد العدالة من جعلوا التعذيب وسحل المخالفين نظاما وعقيدة، ووفروا له الحماية والصولجان، وليس فقط المنفذين والباطشين الصغار". وأشار إلى أن الحكم والمهنية العالية للقضاء السوداني، وشفافية ونزاهة المحاكمة تعيد الثقة في القضاء السوداني وقدرته فليطمئن ذوي كل الشهداء أو يوم العدل دان. وفي 28 أغسطس الماضي شهدت محكمة أمدرمان، أولى جلسات محاكمة المتهمين بقتل أحمد الخير، داخل معتقل في منطقة خشم القربة بولاية كسلا، شرقي السودان، في فبراير الماضي. واعتقلت قوة من جهاز الأمن السودان، المعلم أحمد الخير من منزله بضاحية "خشم القربة"، في 31 يناير الماضي، قبل أن يلقى مصرعه – تحت التعذيب – قيد الاعتقال بمدينة كسلا في الثاني من فبراير. وينتمي أحمد الخير لحزب "المؤتمر الشعبي" الذي أسسه الراحل حسن الترابي، وجاء اعتقاله بعد انطلاق احتجاجات شعبية في منطقة "خشم القربة" ضد نظام الرئيس السابق عمر البشير.